"جنون البقر" يخفّض صادرات البرازيل من اللحوم الحمراء بـ 26% وسط مطامح جدية بولوج السوق المغربية
تسبّب اكتشاف حالة إصابة مؤكدة "غير نمطية" بمرض جنون البقر، الشهر الماضي، بخسائر جمّة ضربت في عمق قيمة صادرات البرازيل من اللحوم الحمراء التي انخفضت إلى حدود 26 بالمئة، عقب استمرار تعليق عدد من دول العالم وارداتها من البلد اللاتيني، وإشهار برازيليا مطامحها الجدية لولوج السوق المغربية.
وكانت السلطات البرازيلية، قد رصدت الإصابة باعتلال الدماغ الإسفنجي البقري (جنون البقر) لدى ثور يبلغ من العمر تسع سنوات من ولاية بارا في شمال البلاد، وهي نفس الولاية التي استقدم منها المغرب العجول المهجنة بين سلالتي أنغوس ودرباني، في وقت سابق.
وأدى اكتشاف هذه الحالة، التي أُعلن عنها في 20 فبراير إلى حظر تلقائي لمبيعات لحوم الأبقار البرازيلية للصين، روسيا، إيران والأردن وتايلاند، كما تأثرت على المدى المتوسط صادرات لحم البقر الطازج من البرازيل بشكل كبير خلال شهر مارس.
وبحسب ما أوردته، بيانات الحكومة الفيدرالية فقد صدّرت 124.440 طنًا في الفترة المذكورة، وهو ما يعني انخفاضا بنسبة بلغت 26.4٪ مقارنة مع نفس الشهر من العام الماضي.
ووفقًا لأمانة التجارة الخارجية (Secex)، فقد سجّلت البرازيل تراجعا سنوي قدره 18.5 ٪ في متوسط سعر الطن المصدر، كما انخفضت عائدات المبيعات الخارجية للحوم من حوالي مليار دولار أمريكي في مارس 2022 إلى 598.79 مليون دولار أمريكي الشهر الماضي.
وبموجب اتفاق مسبق مع البلدان المذكورة، أوقفت البرازيل تلقائيًا صادرات لحوم البقر إلى الأسواق الآسيوية والعربية والأوروبية المذكورة فور اكتشاف حالة جنون البقر، فيما تم استئنافها في السوق الصينية بعد 30 يومًا تقريبًا من بدء "الحظر الذاتي"، بقرار من حكومة الدولة الآسيوية خلال مهمة قام بها وزير الزراعة البرازيلي، كارلوس فافارو، إلى الصين، ووفقًا لبيانات من Secex، استمر المصدرون البرازيليون في شحن الدُفعات إلى الصين في بداية شهر مارس، لكن الحجم الإجمالي للمبيعات الخارجية لا يزال متأثرا بالواقعة.
من جانبها، أبلغت روسيا بدورها الحكومة البرازيلية عن رغبتها في استئناف عملية اقتناء لحوم البقر من البلاد مرة أخرى إلى جانب الفلبين، فيما إيران والأردن وتايلاند، لم يعدلوا بعد عن قرار استيراد اللحوم الحمراء من البرازيل منذ واقعة اكتشاف حالة جنون البقر.
وتعد من أكبر مصدري اللحوم الحمراء على مستوى العالم، إذ تصدر لحوم الأبقار والدواجن لأكثر من 150 دولة، كما تنوي الانفتاح على أسواق جديدة على غرار المغرب بحسب ما أكده فيليب هيمبورجر، رئيس القطاع الاقتصادي والتجاري في سفارة البرازيل بالرباط، معربا عن طموح بلاده في ولوج سوق اللحوم المجمدة والذبيحة، في حالة توصل البلدان لاتفاق يهم الحافز الضريبي.
وأشار المتحدث، إلى أن السوق المغربية باتت مستهدفة من لدن الموردين البرازيليين، وتوجد مساعي لخفض التعريفة الجمركية لقطاع البروتين بأكمله، سيما وأنّ لحوم الأبقار الخالية من العظم والمجمدة لديها تعريفة يصل قدرها حاليّاً إلى 200٪، "ممّا يشكل حاجزًا جمركيًا، يزيل المنتج البرازيلي من السوق".
وزاد هيمبورجر، "أعتقد أن هذا الاتفاق سيحدث في النهاية، ومع بناء هذه الثقة بين المصدّرين البرازيليين والمستوردين المغاربة، سنصل لحصة معفاة من الضريبة الجمركية للحوم المجمدة أيضًا. البرازيل هي بلد موثوق وتقدم خدماتها بانتظام ولا بدّ أنّها ستساعد المغرب في تحقيق الأمن الغذائي".
ويعتقد هيمبورجر أن هذه الشراكة، "ستكون رابحة، لأن بيع اللحوم البرازيلية سيكون مفيداً للمستهلك المغربي والمصدّر البرازيلي على حدٍّ سواء"، مضيفا:"إن المغرب سوق مهم، تبعاً لعدد سكانها الذي يبلغ 40 مليون نسمة وهي أيضاً سوق واعد للحوم البقر".
وكان المغرب قد اعتمد جملة من الإجراءات لخفض أسعار اللحوم الحمراء التي سجلت ارتفاعا غير مسبوق خلال الأسابيع الماضية، وهمّت هذه الإجراءات إلغاء الرسوم الجمركية والضريبة على القيمة المضافة لتشجيع توريد الأبقار الموجهة للذبح من أوروبا وأمريكا اللاتينية، وهو ما يفتح المجال حول إمكانية استيراد اللحوم المجمدة من البلد اللاتيني.
تعليقات
بإمكانكم تغيير ترتيب الآراء حسب الاختيارات أسفله :