جنون "الكمامات" يضرب المغرب.. وهذا رأي منظمة الصحة العالمية في فعاليتها

 جنون "الكمامات" يضرب المغرب.. وهذا رأي منظمة الصحة العالمية في فعاليتها
الصحيفة – حمزة المتيوي
الثلاثاء 10 مارس 2020 - 9:00

"الآن لا داعي للقلق من فيروس كورونا وغيره، الكمامة الأولى أصبحت متوفرة لدينا.. البيع بالجملة والتقسيط"، بهذه العبارة يدعو إعلان تجاري ممول منتشر عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" المغاربة للتغاضي ضمنيا على توجيهات وزارة الصحة المغربية ومنظمة الصحة العالمية، ووضع ثقتهم في منتج يزعم أصحابه أنه سيوفر لهم الحماية الكاملة من العدوى.

وأصبح الخوف من فيروس "كورونا المستجد" الذي أصاب إلى الآن مواطنين مغربيين، والذي تغذيه أكثر فأكثر الشائعات والمعلومات الكاذبة المنتشرة كالنار في الهشيم عبر مواقع التواصل الاجتماعي (أصبح) بالنسبة للعديد من "منتهزي الفرص" مصدرا جديدا لجني الأرباح في اتجار صريح بصحة المواطنين وفي استغلال لضعف قدرة الكثيرين منهم على تقصي الأخبار من مصادرها.

الكمامات.. "الذهب الجديد"

 لكن مثل هذه الإعلانات المرفقة عادة بأرقام هواتف الباعة دون أي معلومة عن هوياتهم، والتي تحول كمامة طبية عادية إلى شيء خارق قادر على الحماية من "المرض الفتاك" كما هو مرسوم في مخيلة الكثير من الناس، ليست وحدها التي تشي بالاستغلال المتزايد لهذا الوضع من أجل الاغتناء، فجولة بسيطة في الصيدليات تؤكد أن هذه الأخيرة بدورها ضاعفت سعر الكمامات بعد انتشار أخبار فيروس كورونا المستجد.

وحسب ما عاينه موقع "الصحيفة" في العديد من الصيدليات، فإن ثمن الكمامة الطبية الواحدة تضاعف بما بين 8 إلى 10 مرات حسب نوعها ومصدرها والمواد المصنوعة منها وكذا "الميزات" التي تتوفر عليها، حيث انتقل ثمن أنواع منها من درهمين إلى 20 درهما، بينما تضاعف ما بين 4 إلى 5 مرات عند اقتناء العلبة الكاملة، وهو أمر يعزوه الصيادلة إلى ارتفاع ثمنها عند الموردين والمزعين.

لكن الكمامات الطبية ليست وحدها التي شهدت هذا الارتفاع الصاروخي في ثمنها، بل أيضا تلك المستعملة لأغراض أخرى مثل الأشغال المنزلية أو النجارة أو الصباغة والتي تباع لدى تجار العقاقير، وذلك بعدما وجد فيها الكثير من المواطنين بديلا "اقتصاديا" للكمامات الطبية، دون أن يعلموا أنها لا تمثل أي حماية من العدوى.

مطاردة على الحدود

ولا يتوقف "الجنون" الذي أصاب هذه التجارة عند هذا الحد، فالمغرب الذي كان إلى وقت قريبا يتصدى لتهريب المخدرات نحو أوروبا عبر منافذه الحدودية البحرية أصبح اليوم مطالبا بالتصدي لتهريب الكمامات أيضا، وهو الأمر الذي حدث بالفعل عدة مرات بميناء طنجة المتوسطي، الذي أوقفت السلطات الأمنية به مواطنين مغاربة وأجانب كانوا يحاولون نقل كميات كبيرة من هذه البضاعة بشكل سري إلى الضفة الشمالية للبحر الأبيض المتوسط.

و"يستفيد" هؤلاء من حالة "الهوس" بشراء الكمامات التي أصابت مواطنين عدة دول أوروبية، وفي مقدمتهم الإسبان الذين وصل تعداد الإصابات على أراضيهم اليوم الاثنين إلى أكثر من 1000 إصابة مؤكدة مع تسجيل 25 حالة وفاة، وهو ما يفسر إقدام شخص يحمل الجنسية البريطانية مثلا على المغامرة بتهريب أكثر من 100 ألف كمامة دفعة واحدة داخل شاحنة للنقل الدولي للبضائع انطلاقا من الميناء المتوسطي.

لكن هذه الحالة ليست الوحيدة، فالبلاغات الصادرة عن المديرية العامة للأمن الوطني تؤكد أن ميناء طنجة المتوسطي أضحى هذا الشهر إحدى أبرز منافذ تهريب الكمامات نحو أوروبا، إذ تقوم الشرطة وعناصر الجمارك بمصادرة المئات منها، ويقف خلف هذه العمليات أحيانا مواطنون مغاربة مقيمون بالخارج والذين يكون مصيرهم الإحالة على النيابة العامة.

رأي منظمة الصحة العالمية

لكن السؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح هو "هل تحمي الكمامات فعلا من الإصابة بالفيروس؟"، والجواب حسب منظمة الصحة العالمية هو "لا"، فالأشخاص غير المصابين بوباء "كورونا المستجد" أو "كوفيد 19"، لن تفيدهم الكمامة في شيء كون أن الفيروس لا ينتشر في الهواء وإنما عبر الاحتكاك بالمصابين أو عبر الرذاذ المتطاير منهم.

وتقول المنظمة إن الأشخاص غير المصابين بأعراض تنفسية مثل السعال "لا يتعين عليهم أن يستخدموا كمامات طبية"، لكنها توصي باستخدامها للأشخاص المصابين بأعراض الفيروس وأولئك القائمين على رعاية الأشخاص المصابين بأعراض مثل السعال والحمى، مضيفة أن استخدام الكمامة يعد "بالغ الأهمية بالنسبة إلى العاملين الصحيين والأشخاص الذين يقدمون الرعاية إلى أحد المرضى، في المنزل أو في أحد مرافق الرعاية الصحية".

ووتؤكد المنظمة أن السبل الأكثر فعالية ليحمي الإنسان نفسه والآخرين من الإصابة بالفيروس، تتمثل في المواظبة على تنظيف اليدين، وتغطية الفم عند السعال بثني المرفق أو بمنديل ورقي، والابتعاد مسافة لا تقل عن متر واحد عن الأشخاص الذين يسعلون أو يعطسون، مذكرة بأن العدوى المشتبه فيها بالمرض ترتبط بالسفر إلى المناطق التي أبلغت عن وجود حالات، أو بالمخالطة الوثيقة لشخص سافر إلى تلك المناطق وأُصيب بالمرض.

مَعاركنا الوهمية

من يُلقي نظرة على ما يُنتجه المغاربة من محتوى على مواقع التواصل الاجتماعي، يمكنه أن يخلص إلى قناعة ترتقي إلى مستوى الإيمان، بأن جزءًا كبير من هذا الشعب غارق في ...

استطلاع رأي

بعد 15 شهرا من الحرب على غزة أدت إلى مقتل 46 ألفاً و913 شخصا، وإصابة 110 آلاف و750 من الفلسطينيين مع دمار شامل للقطاع.. هل تعتقد:

Loading...