جيروزاليم بوست: المغرب لا يعارض عودة إسرائيل للاتحاد الإفريقي والأخيرة لديها الأصوات الكافية للاحتفاظ بصفة "عضو مراقب"
تخوض الدبلوماسية الإسرائيلية سباق الأمتار الأخيرة لضمان عدم تراجع دول الاتحاد الإفريقي على قرار عودة الدولة العبرية إلى المنظمة بصفة عضو مراقب بعد 18 عاما من خروجها منها، وهو الأمر الذي دفع رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت ووزير الخارجية يائير لابيد، لربط الاتصال بمجموعة من زعماء دول القارة السمراء لمواجهة محاولات "طرد" إسرائيل التي تقودها الجزائر وجنوب إفريقيا، والتي تجاوبت معها معظم الدول العربية باستثناء المغرب والسودان.
وقالت صحيفة "جيروزاليم بوست" إنه منذ إعلان رئيس المفوضية الإفريقية، موسى فقي، عن منح صفة عضو مراقب لإسرائيل في يوليوز من العام الماضي، بدعم من رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية والرئيس الحالي للمنظمة، فيليكس تشيكيدي، احتجت 21 دولة على هذه الخطوة، غير أن بعضها لم يعارض فكرة انضمام الدولة العبرية في حد ذاته، بل لأن فقي اتخذ القرار دون عرض الأمر على المناقشة.
وأبرز المصدر نفسه أنه حاليا تقود الجزائر وجنوب إفريقيا حملة "ضغط" في إطار مسعاها لإبعاد إسرائيل عن الاتحاد الإفريقي، وإلى جانبهما توجد زيمبابوي وناميبيا وبوتسوانا، في حين عبرت جميع الدول العربية وذات الأغلبية المسلمة عن اعتراضها على الخطوة، باستثناء المغرب وتشاد اللتان تربطهما علاقات دبلوماسية علنية معها والسودان التي تعمل حاليا على أمر مماثل، في حين أن مصر، وهي أول بلد عربي تربطه علاقات مباشرة مع إسرائيل، وقعت رسالة احتجاج واحدة على الأقل ضد عودتها، وكان ذلك كرد فعل على عدم طرح الأمر على طاولة النقاش لاتخاذ القرار بالإجماع.
ويحتاج إلغاء قرار عودة إسرائيل إلى المنظمة تصويت ثلثي الأعضاء البالغ عددهم 54 خلال عملية التصويت التي يُنتظر أن تتم بعد غد الأربعاء في مقر المنظمة بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، علما أن تل أبيب تقول إن 11 دولة فقط لا تربطها بها علاقات دبلوماسية كاملة، ومن بين هذه المجموعة دول تملك اتفاقيات معها، على غرار جيبوتي التي تسمح للسفن الإسرائيلية باستخدام مياهها، أو أنها تبحث إمكانية تطبيع العلاقات معها، مثل جزر القمر.
وفي السياق ذاته، نقلت "جيروزاليم بوست" عن مصادر دبلوماسية إسرائيلية قولها إنها "متفائلة" تجاه عملية التصويت لكون إسرائيل "لديها ما يكفي من الأصوات" ولأن معظم الدول "ترحب بوجودها"، وأضافت أن احتمال تأجيل التصويت يبقى أيضا مطروحا كما حدث في اجتماع سابق لوزراء خارجية الدول الأعضاء، وهو الأمر الذي اعتبرت أنه قد يدفع العملية إلى "النسيان"، ما يصب في مصلحة تل أبيب.
وفي الأسابيع الماضية ضاعفت لإسرائيل من سرعتها لضمان بقائه داخل أروقة الاتحاد الإفريقي، إذ في سبيل ذلك تحدث رئيس وزرائها مع الرئيس السينغالي ماكي سال، في حين تحدث وزير خارجيتها مع نظرائه من الطوغو وبوروندي.