"حراك الريف" يتسبب في اعتقال نائب عمدة من أصل مغربي في فرنسا
اعتقلت الشرطة الفرنسية أول أمس الثلاثاء السياسي الفرنسي من أصل مغربي عبد الرحيم آيت عمر، الذي يشغل منصب النائب الأول لعمدة إحدى البلديات الواقعة بضواحي باريس، وذلك قبل 5 أيام من الانتخابات المحلية التي أعلن عن ترشيح نفسه لها، حيث يواجه تهما تتعلق بانتحال الصفة والتزوير في قضية ترتبط بموقفه المعارض لحراك الريف.
وأكدت صحيفة "لوباريزيان" أن عناصر من الشرطة القضائية اقتحموا مكتب آيت عمر ببلدية "فيلينوف لاغارين" الواقعة شمال باريس، وقاموا بتفتيشه لمدة 6 ساعات قبل أن يصادروا أجهزة الكمبيوتر الموجودة هناك، وذلك في إطار اتهامات تتعلق بتورط محتمل للمعني بالأمر باستغلال النفوذ وتزوير وثائق واستعمالها، والتي فتحت النيابة العامة أبحاثا بشأنها بداية سنة 2019.
وأورد المصدر نفسه أن الأبحاث انطلت في يناير من سنة 2019 بعد وجود شكوك لدى النيابة العامة بشأن تورط السياسي المذكور في مخالفات للقانون، لتُقرر فتح بحث قضائي في يونيو من العام نفسه، ولكنه دخل في حالة جمود استمر إلى غاية فبراير من السنة الجارية حين تم تغيير القاضي المكلف بالملف بقاض آخر قرر على الفور وضع المعني بالأمر رهن الاعتقال.
ووفق الصحيفة الباريسية فإن آيت عمر، مشتبه في تورطه في عدة قضايا ما بين 2018 و2020، لكن من الدلائل التي تستند عليها النيابة العامة شريط فيديو تم تداوله على نطاق واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي يظهر فيه السياسي ذو الأصول المغربية الذي يقود مجموعة ضغط بفرنسا تتبنى الخطاب الرسمي المغربي، وهو يزعم أنه مسؤول أمني خلال ندوة في العاصمة البلجيكية بروكسيل.
ويُظهر الفيديو آيت عمر وهو يقدم نفسه كعميد شرطة في فرنسا، ويتحدث عن المغرب باعتباره بلدا ينعم بالأمان، وذلك خلال مداخلته في ندوة حول موضوع "حراك الريف" والذي نظمه المرصد الأوروبي للديمقراطية والسلام سنة 2017، والتي عرفت مشاركة مجموعة من الهيئات الحقوقية المغربية والمغاربية والأوروبية.
ويتزامن اعتقال آيت عمر، الموجود في منصب نائب عمدة بلدية "فيلينوف لاغارين" منذ سنة 2014، تزامنا مع عودة ملف حراك الريف إلى الواجهة بقوة إثر صدور تقرير المجلس الوطني لحقوق الإنسان نهاية الأسبوع الماضي، والذي أثار الكثير من الجدل بعدما اعتبر حقوقيون أنه "غير موضوعي" واتهموه بتبني "وجهة النظر الأمنية"، خاصة في حديثه عن أعمال العنف التي رافقت الاحتجاجات ووضع معتقلي الحراك داخل السجون.
