حرب غزّة تتجه إلى تأجيل تنفيذ بنود العديد من اتفاقيات الاستثمار بين المغرب وإسرائيل
أدى اندلاع المواجهات الحربية بين حركة "حماس" وإسرائيل في قطاع غزة، إلى تعليق العديد من الأنشطة التي كانت مبرمجة بين إسرائيل والمغرب، خاصة في القطاعات الاستثمارية التي يُرتقب أن تتأجل إلى أجل غير مسمى في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين وتزايد الغضب الشعبي في المملكة المغربية.
وكانت تقارير صحفية عبرية، قد أشارت في وقت سابق، إلى وجود رغبة مشتركة بين رجال الأعمال الإسرائيليين ونظرائهم المغاربة، من أجل الرفع من وتيرة التعاون الثنائي في العديد من القطاعات، إضافة إلى رغبة الإسرائيليين للاستثمار في المغرب، والاعتماد على الموقع الجغرافي للمملكة كمعبر نحو عدد من الأسواق الإفريقية والاوروبية.
وشهد شهر يونيو الماضي حلول وفد من رجال الأعمال الإسرائيليين على المغرب، من أجل البحث عن سبل وفرص الاستثمار في المملكة المغربية، بالشراكة مع نظراء مغاربة، وذلك تنفيذا لبنود عدد من اتفاقيات التعاون والشراكة في مجال الاستثمار كان قد تم توقيعها بين الرباط وتل أبيب.
وفي هذا السياق، كان المغرب وإسرائيل، قد وقعا مباشرة بعد اتفاقية التطبيع في دجنبر 2020، على أربع اتفاقيات كبرى، تتعلق باتفاق حول الإعفاء من إجراءات التأشيرة بالنسبة لحاملي الجوازات الديبلوماسية وجوازات الخدمة، وتوقيع مذكرة تفاهم في مجال الطيران المدني، وتوقيع مذكرة تفاهم حول الابتكار وتطوير الموارد المائية، وتنص على التعاون التقني في مجال تدبير وتهيئة الماء، إضافة إلى توقيع مذكرة تفاهم للتعاون في مجال المالية والاستثمار.
وفتحت هذه الاتفاقيات الباب أمام الطرفين من أجل الاستثمار في العديد من القطاعات، وقد شهد المغرب في السنوات الثلاث الأخيرة، استقطاب العديد من الشركات الإسرائيلية للاستثمار داخل البلاد، قبل أن تتسبب المواجهات التي تندلع بين الفترة والأخرى في فلسطين في تأخير انطلاق تنفيذ الاستثمارات على أرض الواقع.
ويُرتقب هذه المرة أن يتأجل تنفيذ العديد من المشاريع الاستثمارية بين إسرائيل والمغرب، في ظل استدعاء تل أبيب لجميع طاقمها الدبلوماسي في مكتب الاتصال التابع لها في الرباط، إضافة إلى إلغاء رحلات جوية، ودعوة الإسرائيليين بعدم السفر إلى المغرب حاليا بسبب المظاهرات الشعبية الغاضبة والمضادة لإسرائيل.
ويُتوقع أن تطول مدة الصراع هذه المرة في قطاع غزة، في ظل رغبة إسرائيل الجامحة في القضاء على حركة "حماس"، إذ تخطط للقيام بتوغل بري داخل القطاع، وهو ما يُتوقع أن يخلف سقوط العديد من القتلى في صفوف المدنيين، مما يعني زيادة الغضب الشعبي في المغرب والبلدان العربية تُجاه تل أبيب.
وكانت مظاهرة حاشدة قد شهدتها العاصمة الرباط يوم الأحد ما قبل الأخير، قد طالبت بالوقف الفوري للاعتداءات الإسرائيلية، في حين رفع آخرون شعارات تُطالب بإنهاء تطبيع العلاقات مع تل أبيب.