حصول مشروع أنبوب الغاز النيجيري المغربي على التمويل يدفع الجزائر للخروج عن صمتها

 حصول مشروع أنبوب الغاز النيجيري المغربي على التمويل يدفع الجزائر للخروج عن صمتها
الصحيفة - خولة اجعيفري
السبت 27 ماي 2023 - 19:58

يبدو أن الجزائر لم تستسغ، تصريحات المدير العام لشركة النفط الوطنية النيجيرية، مالام ميلي كياري، بخصوص مشروع أنبوب الغاز بين نيجيريا والمغرب، الذي تمكّن من الحصول على تمويل بعدما دخلت العديد من الدول والمؤسسات المالية على خط التفاوض، الأمر الذي دفعها (الجزائر) بالمقابل للخروج عن صمتها بخصوص تمويل مشروعها الطاقي مشدّدة على أنه "لن يكون إلا عن طريق البنك بشكل أساسي".

وأوضح وزير المالية الجزائري، لعزيز فايد، أن أنبوب الغاز العابر للصحراء الذي يربط نيجيريا بأوروبا مرورا بالجزائر يعد مشروعا ناجعا وقابلا للدعم وذو مردودية على المستويين الاقتصادي و المالي، "أما مصادر تمويله فلا يمكن أن تكون إلا بنكية بشكل أساسي، ولا نستبعد مساهمة البنك الافريقي للتنمية" على حد تعبيره.

ودافع المسؤول الحكومي الجزائري، عن المشروع الطاقي لبلاده والذي يسعى من خلاله منافسة المغرب في تصدير الغاز النيجيري صوب أوروبا، خلال ندوة صحفية على هامش مشاركته في الجلسات السنوية الـ 58 للبنك الإفريقي للتنمية الذي انتهت أشغاله أمس الجمعة، بشرم الشيخ بمصر، حيث اكد أن التصريح الأخير لرئيس البنك الافريقي للتنمية حول هذا الموضوع يشكل "إبداء لرغبة البنك في تمويل المشروع" مضيفا أنه "لا يوجد سبب لعدم دعم مشروع ناجع وذو مردودية".

ويقصد فايد بـ "إبداء الرغبة"، تصريحا نقلته وكالة الأنباء الجزائرية لرئيس مجمع البنك الافريقي للتنمية اكينوومي اديسينا، الإثنين الماضي على هامش ندوة صحفية نشطها عشية الافتتاح الرسمي للجلسات قال فيها إن أنبوب الغاز "جد هام و هو استثمار يحظى بدعمنا وبدعم الاتحاد الافريقي".

وأشار المسؤول الجزائري، في تصريحه الذي يأتي في سياق الرد على تصريحات مالام ميلي كياري، بشأن تمويل خط أنابيب الغاز بين نيجيريا والمغرب، إلى أنه سيتم إجراء دراسات فيما بعد "لدراسة هذا المشروع الضخم بجميع أبعاده و اختيار طريقة التمويل" الملائمة.

وبالمُقابل، تمكّن مشروع أنبوب الغاز بين نيجيريا والمغرب، من الاستحواذ على انتباه عدد من الدول والمؤسسات التمويلية حول العالم، وفق ما أكده ميلي كياري في حديث لصحيفة "دايلي تروست" النيجيرية، مشيرا إلى أنه "أحد المشاريع الأكثر طموحا لدينا، والذي سيكلف أزيد من 25 مليار دولار، ولكن الأهم من ذلك أنه سيربط 11 بلدا في غرب إفريقيا بمصادرنا من الغاز".

وبعد أن أبرز أهمية هذا المشروع الضخم، أكد الرئيس المدير العام لشركة النفط الوطنية النيجيرية أن من شأن هذا المشروع "تحقيق الازدهار حول نيجيريا"، مضيفا "سنحقق علاوة على الازدهار حول نيجيريا، الأمن حولنا ونضمن سوقا لكمية هائلة من الغاز نتوفر عليها.. هذا الغاز سيجد طريقه إلى أوروبا".

ووصل المسؤول النيجيري، إلى النقطة التي استفزّت الجزائر للخروج بالتصريح المذكور، بتأكيده أن تمويل هذا المشروع ذي القيمة المضافة الكبيرة، دفع دولا عديدة لم يسمّيها، لإبداء استعدادها لتمويله، مضيفا " لدينا مؤشرات قوية حول توفر التمويل، فالعديد من المؤسسات المالية تتفاوض بشأن ذلك، والعالم بحاجة للغاز وسيموله".

وكانت شركة النفط الوطنية النيجيرية أعلنت في أبريل الماضي أنها ستستثمر 12.5 مليار دولار لتأمين حصة 50 في المائة في مشروع أنبوب الغاز نيجيريا – المغرب ، بقيمة 25 مليار دولار .

 ومن المتوقع أن يسجل هذا المشروع التاريخي رقما قياسيا باعتباره أطول خط أنبوب غاز في العالم، حيث يمتد طوله لحوالي 5600 كيلومتر عبر 11 بلدا إفريقيا .

 ويعد مشروع أنبوب الغاز نيجيريا – المغرب أحد المشاريع البارزة التي تربط بين البلدين مرورا بالعديد من البلدان بغرب إفريقيا. وتوجد الدراسات المتعلقة بهذا المشروع الضخم في مرحلة متقدمة كما وقعت مذكرات تفاهم بهذا الشأن خلال الأشهر الأخيرة .

 ووقعت المذكرة الأولى بين المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا وجمهورية نيجيريا الفيدرالية والمملكة المغربية إلى جانب اثنتين وقعتا على التوالي بين المغرب ونيجيريا وموريتانيا من جهة، والمغرب ونيجيريا والسنغال من جهة أخرى.

 وأبرمت خمس مذكرات تفاهم ثلاثية الأطراف أخرى على التوالي، بين المغرب ونيجيريا، من جهة، وغامبيا وغينيا بيساو وغينيا وسيراليون وغانا من جهة ثانية.

 وسيمر المشروع الإستراتيجي لخط أنبوب الغاز نيجيريا – المغرب، على ساحل الغرب الإفريقي انطلاقا من نيجيريا مرورا ببنين والطوغو وغانا وكوت ديفوار وليبيريا وسيراليون وغينيا وغينيا بيساو وغامبيا والسنغال وموريتانيا وصولا إلى المغرب.

 وسيرتبط هذا الأنبوب بخط أنابيب المغرب العربي – أوربا وبشبكة الغاز الأوروبي وسيمكن أيضا من تزويد دول النيجر وبوركينافاسو ومالي.

تعليقات
جاري تحميل التعليقات

الخطيئة الكبرى للدولة

ما حصل بتاريخ 15 شتنبر 2024، حينما تدفق آلاف القاصرين على مدينة الفنيدق رغبة في الهجرة غير النظامية إلى سبتة المحتلة، هو انعكاس صريح على فشل منظومة تربوية وتعليمية بكاملها، وإخفاق مؤلم في ...

استطلاع رأي

كمغربي أو مقيم في المغرب، هل تشعر أن ارتفاع الأسعار ونسبة التضخم أثرت على:

Loading...