حصيلة مُخجلة لألعاب القوى.. 0 ذهبية لجامعة أحيزون بالألعاب الإفريقية
أنهى المنتخب المغربي لألعاب القوى، مشاركته في الدورة 12 للألعاب الإفريقية، التي تختتم فعالياتها، غدا الأحد، بالعاصمة الرباط، بحصيلة مخيبة للآمال، غاب عنها الذهب، ليتم الاكتفاء بـ11 ميدالية موزعة بين الفضة والبرونز، جعلت المغرب يتموقع في المركز 14 بين الدول الإفريقية المشاركة في مسابقة "أم الألعاب".
وفي الوقت الذي علقت فيه الرياضة المغربية آمالها على رياضة ألعاب القوى، من أجل تحصيل عدد مهم من الميداليات، تفاجأ المتتبع الرياضي المغربي بالمستوى الذي ظهر به المنتخب الوطني، بالرغم من مشاركة أجود العناصر على، في مقدمتهم الثلاثي عبد العاطي إيكيدير، سفيان البقالي، ورباب عرافي.
الإدارة التقنية الوطنية، التي راهنت على أجود العدائين المغاربة لكسب الذهب خلال الألعاب الإفريقية، لم تسطر برنامجا واضح المعالم، وذلك ما ظهر جليا مع بدء المسابقة، حيث اضطر البطل العالمي سفيان البقالي إلى تسجيل نفسه على خط انطلاقة السباق النهائي لمسافة 3000 متر موانع، بالرغم من التزامه بخوض ملتقى باريس للعصبة الماسية، يومين فقط قبل الموعد المرتقب، حيث ساهمت الإصابة والإرهاق في الاكتفاء بالميدالية الفضية خلال التظاهرة القارية.
الأمر سيان بالنسبة للبطلة رباب عرافي، التي لبت نداء القميص الوطني للمشاركة في التظاهرة التي تحتضنها بلادنا، إلا أن ذلك أربك تحضيرها وانعكس سلبا على ظهورها في نهائي العصبة الماسية، خلال جولة زيوريخ، حيث احتلت المركز السابع في سباق 1500 متر، يومين فقط بعد حصولها على الميدالية الفضية في سباق نهائي 800 متر ضمن الألعاب الإفريقية، حيث كانت مجبرة على العدو في الأخير، الذي ليس اختصاصها المعهود.
ورغم أن بوادر التراجع القاري لـ"القوى" المغربية، ظهرت تجلياتها، من خلال البطولة الإفريقية التي احتضنتها أسابا النيجيرية، قبل سنتين، حيث احتل المغرب المرتبة الرابعة برصيد تسع ميداليات، فإن الرأي العام الرياضي الوطني كان يمني النفس في ظهور مشرف، لاسيما أن الألعاب الإفريقية تجرى في المغرب، كما أن أشد المتشائمين لم يكن يتوقع أن تكون الحصيلة خالية من ميدالية ذهبية وألا يعزف النشيد الوطني في ملعب الأمير مولاي عبد الله بالرباط.
وحتى إن كانت الجامعة الملكية المغربية لألعاب القوى، تستنجد بطوق نجاة، قد يحمله سفيان البقالي، المرشح الأبرز للتويج بالميدالية الذهبية في بطولة العالم بقطر، الشهر المقبل، فضلا عن الوجه المشرف الذي تظهره رباب عرافي على مستوى المشاركات الدولية، فإن مستقبل ألعاب القوى المغربية محاط بالضبابية، في غياب استراتيجية واضحة، خاصة وأن الميداليات المحرزة في الألعاب الإفريقية، جاءت بمجهودات فردية لأبطالها، كما أنه لم يمكن الاستثمار فيها مستقبلا من أجل نجاح دولي.
خمس ميداليات من حصيلة المنتخب المغربي لألعاب القوى، خلال الألعاب الإفريقية، جاءت في تخصصات تقنية، على غرار رمي القرص، العشاري، الوثب العالي والوثب الثلاثي، التي لا يملك المغرب تصورا تقنيا واضحا حول تكوين أبطالها أو الرهان على شباب قادرين على بلوغ بطولات العالم مستقبلا، وما أدراك التعويل عليها لتحقيق ميداليات في الأمد البعيد.
غزلان سيبا، على سبيل الذكر ليس الحصر، المتوجة بالميدالية الفضية لمسابقة الوثب العالي، خلال الألعاب الإفريقية، سبق لها التتويج ببرونزية بطولة العالم للفتيان سنة 2013 وبطلة إفريقيا للكبار سنة 2014 بمراكش، لكنها لم تحظ بالمواكبة اللازمة، حيث ارتأت متابعة دراستها في الولايات المتحدة الأمريكية، في الوقت الذي كان أمامها هامش من التطور لتحقق أرقاما مميزة اليوم، تخول لها المنافسة على أعلى مستوى، وهي في سن الثالثة والعشرين.
ماذا استفدنا من المشاركة في الألعاب الإفريقية؟ سؤال وجب أن يطرح بقوة على جامعة أحيزون وإدارتها التقنية، حيث لم نستفد لا من عناصر المنتخب الوطني "رقم1" ولا تم إشراك عناصر شابة من النواد والعصب الجهوية التي تتقاضى سنويا منحا سنوية من أجل التكوين، قد يشفع لها شعار المشاركة من أجل الاحتكاك، عند خط الوصول، رغم عدم تحقيقها للميداليات.
في نظرة على جدول الترتيب، وإذا استثنينا دولا رائدة عالميا، مثل نيجيريا وكينيا وإثيوبيا، رغم عدم مشاركتهم في الرباط بثقل أسمائهم، فإن مدارس على غرار مصر وتونس، اجتهدت كثيرا من أجل التفوق علينا، على المستوى القاري، دون الحديث عن منتخبات بوتسوانا وبوركينا فاسو، أو غامبيا وزامبيا، بدرجة أقل، حيث جاء المغرب خلف هذه الدول، بعد أن كان التفوق القاري لألعاب القوى المغربية لا يعلى عليه.