خاص - مصدر من السلطة الفلسطينية لـ"الصحيفة": 100 مليون دولار التي وعدتنا بها الجزائر لم نتوصل بها بعد!
عملت الجزائر على مدى الأربع سنوات الماضية، على جعل القضية الفلسطينية، عنوانا بارزا لدبلوماسيتها الخارجية، وتسويق صورتها المُدافعة عن الحق الفلسطيني، وهو ما جعل الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، يعلن سنة 2021 عن تقديم بلاده، "مُساهمة مالية" بقيمة 100 مليون دولار.
مصدر مسؤول في السلطة الفلسطينية أكد في تصريح خاص لـ"الصحيفة" أن "أموال الجزائر لم تصل بعد". مشيرا إلى أن "الوعود المالية التي قُدمت للسلطة الفلسطينية أثناء زيارة الرئيس محمود عباس إلى الجزائر شهر دجنبر من سنة 2021 أثناء التحضير للقمة العربية، لم يتم الوفاء بها".
وأكد المصدر ذاته، الذي رفض ذكر اسمه لحساسية الموضوع، أن السلطة الفلسطينية كانت تدرك جيدا "سياق تلك الوعود، لكن لم يكن لديها خيارات واسعة لعدم التجاوب معها". مشيرا إلى أن "القضية الفلسطينية للأسف أصبحت واجهة سياسية للعديد من الدول".
ورفض ذات المصدر تأكيد أو نفي إن كانت السلطة الفلسطينية لم تتلق "المساهمة المالي الجزائرية كاملة أم لم تحصل فقط على جزء منها". وهو المعطى الذي رفض التعليق عنه، مكتفيا بالقول إن "الوعود التي أعطيت للسلطة الفلسطينية لم يتم الوفاء بها".
وكانت الجزائر قد سعت إلى تعزيز علاقاتها مع السلطة الفلسطينية وفصائل المقاومة، بعد استأنف المغرب وإسرائيل علاقتهما سنة 2020، في أعقاب القرار الأمريكي الاعتراف بسيادة الرباط على الصحراء، وهو ما أزعج الجزائر التي تدعم جبهة البوليساريو الانفصالية.
ولخلق توازن سياسي في المنطقة، وإيجاد أوراق تفاوض، عمد النظام الجزائري على محاولة خلق ثقل ديبلوماسي وتخصيص موارد مالية قيل في بلاغات رسمية إنها تشكل دعما للقضية الفلسطينية التي سوّق النظام الجزائري أنها "أولوية الأولويات".
تخصيص الجزائر مساحة كبيرة ضمن أجندات دبلوماسيتها للقضية الفلسطينية، وفق العديد من المراقبين كان ضرورة، وليس أولوية، بحكم أن القضية "المصيرية" للجزائر هي قضية الصحراء ودعم جبهة البوليساريو الانفصالية، غير أن الاعتراف الأمريكية بمغربية الصحراء ودعم مقترح الحكم الذاتي، دفع النظام الجزائري لخلق نوع من التوازن الذي وصل اليوم إلى تأكيد الرئيس الجزائري في حوار مع صحيفة "لوبينيون" الفرنسية على أن بلاده مستعدة للتطبيع مع إسرائيل في حال قيام دولة فلسطينية، لكنه لم يدقق عن أي أرض وحدود ستقوم هذه الدولة الفلسطينية؟!