خبراء إسبان يُحذرون من انتهاج المغرب لأسلوب "المنطقة الرمادية" للاستيلاء على سبتة ومليلية
حذّر خبراء إسبان في المجال السياسي، من ما وصفوه بـ"استخدام المغرب أساليب هجينة" تنطلق من ما يُسمى بـ"المنطقة الرمادية" للاستيلاء على سبتة ومليلية، في تقرير نشروه تحت عنوان "ادعاءات المغرب حول سبتة ومليلية من منظور المنطقة الرمادية".
وحسب التقرير الذي أعده جوزيب باكيس أستاذ العلوم السياسية بجامعة برشلونة، وخافيير جوردان أستاذ العلوم السياسية في جامعة غرناطة، ومانويل توريس أستاذ العلوم السياسية في جامعة بابلو دي أولافيد في إشبيلية، وغيليم كولوم أستاذ العلوم السياسية في نفس الجامعة، فإن أساليب المغرب تُجاه سبتة ومليلية يصعب الحكم عليها وغير واضحة وبالتالي فهي تنتمي إلى أساليب "المنطقة الرمادية".
وأوضح أصحاب التقرير في هذا السياق، أن القرارات والتدابير التي اتخذها المغرب في السنوات الأخيرة تُجاه الثغرين الواقعين في شمال المغرب، لا يُمكن اعتبارها ضمن المحاولات الصريحة للاستيلاء على المدينتين، إلا أن تحليل جميع هذه الخطوات يؤدي في النهاية إلى استنتاج أن المغرب يستعمل أساليب "هجينة" تهدف إلى الاستيلاء على المدينتين دون مواجهة مباشرة.
وقال الخبراء في ذات التقرير بأن هناك سمتين مميزتين للمنطقة الرمادية، هما أولا الغموض، بمعنى صعوبة التحقق من أن دولة ما تقف وراء إجراءات معينة، وثانيا التدرج ، حيث أن الآثار التي تتطلع إلى تحقيقها تكون مرسومة على المدى المتوسط والطويل، وهو ما يظهر في حالة المغرب وفق تحليلهم للقرارات والتدابير المتخذة من طرف المغرب حول المدينتين.
وأشار أصحاب التقرير إلى أن من بين الإجراءات المغربية التي تصب في محاولاته لاسترداد سبتة ومليلية دون مواجهة مباشرة، ما حدث في سنة 2007 باستدعاء السفير المغربي من مدريد احتجاجا على زيارة الملكين الإسبانين إلى سبتة ومليلية، وإصدار جوازات سفر مغربية للأشخاص ذوي الأصول المغربية في سبتة ومليلية كخطوة لاعتبارهما منطقتين مغربيتين.
كما أن ظاهرة الهجرة السرية نحو سبتة ومليلية في العقد الأخير عرفت ارتفاعا كبيرا، إضافة إلى قرار إنهاء التهريب المعيشي من المدينتين في سنة 2018 وهو ما كان له عواقب وخيمة على اقتصاد المدينتين، وإيقاف الصادرات المغربية من السمك إلى سبتة في سنة 2020، انتهاء بسماح السلطات المغربية لتدفق الآلاف من المهاجرين والقاصرين على سبتة في ماي 2021، وهو الحدث الذي دق ناقوس الخطر حسب مؤلفي التقرير.
ويقول معدو التقرير، أن جمع هذا القرارات والاجراءات التي اتخذها المغرب في السنوات الأخيرة، تشير إلى وجود محاولة للاستيلاء على المدينتين، هو ما يجب أن يتم التصدي له من طرف إسبانيا بطرق تمنع هذا التمدد دون الدخول في المواجهات المباشرة بين الطرفين.
وأشار التقرير إلى توجه المغرب في السنوات الأخيرة أيضا نحو التسلح، وهو ما يُمكن اعتباره أيضا من المؤشرات التي تُرجح وجود رغبة لدى المغرب لاسترداد المدينتين من إسبانيا.
تعليقات
بإمكانكم تغيير ترتيب الآراء حسب الاختيارات أسفله :