خُرافات رئيس يائس
في الوقت الذي كان الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع، يسعى إلى لقاء مع الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، حتى تأتى له ذلك بفضل تدخل ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، وذلك لطلب "دعم" أمريكي لتطوير بلاده ودمجها في المنتظم الدولي ومساعدتها على النهوض من سنوات التخلف والدمار الذي خلفه نظام بشار الأسد، كان الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، يسافر إلى سلوفينيا ليبيع خيرات بلاده من غاز بأبخس ثمن، وبتسهيلات مُبهرة، فقط ليختتم زيارته ببيان مشترك يتضمن سطرين يخصان الصحراء، وقصص طويلة حول الجدة والمدفأة عن "تقرير المصير".
من الدول 193 الأعضاء في الأمم المتحدة، لا توجد بالقطع، دولة في العالم، كما هو حال الجزائر التي يبيع نظامها كل ما تملك الدولة من أجل تقسيم دولة مجاورة! لا يوجد نموذج دولي لهذه الظاهرة الغريبة إلاّ فيما يتبناه النظام العسكري الحاكم في الجزائر من عداء مقرف اتجاه المغرب، ومحاولة يائسة حد الانتحار لتقسيمه.
نظام لا يرى أبعد من أرنبة أنفه، ومن يرى غير أرنبة أنفه يصبح أحولا لا يرى شيئا، وهو حال النظام الجزائري الذي وصل إلى حد الهوس المرضي بالمغرب، ويخوض معركة حياة أو موت للفوز بمعارك وهمية، قاتلة للمنطقة ومستقبل أجيالها.
يتأكد كل يوم، أن من يحكم الجزائر يعيش في "عالم آخر"، حتى الرئيس عبد المجيد تبون يكذب أمام الكاميرات وأمام الصحافيين ويسوق الأوهام غير الحقيقية، وهو يدرك أنها حقيقة، ومن يستمع إليه يعلم أنها خرافات رئيس يائس.
فالرئيس الجزائري عاشق لنكران المعطيات الصحيحية، مثل قوله أمام رئيسة سلوفينيا التي بقيت مندهشة، إن الجزائر هي الدولة الوحيدة في إفريقيا التي ليست عليها ديون، في حين أن ديون الدولة الجزائرية بلغت سنة 2024، ما مجموعه 118.9 مليار دولار خلف مصر التي وصلت مديونيتها إلى 345.5 مليار دولار ثم المغرب بـ 107.9 مليار دولار.
هكذا، حاول الرئيس الجزائري بكل ما ملك من قدرة على بيع الوهم، على تغليط الرأي العام الداخلي في الجزائر، بما أنّ الإعلاميين الدوليين يعتمدون على أرقام من مصادر دولية موثوقة، وهي أن الجزائر لها ديون داخلية فضيعة لا تقل عن الديون الخارجية.
يضيع النظام الجزائري ملايير الدولار على مشاريع خاسرة، ويعيش حالة انهيار داخلي خطير حيث له علاقة متوترة مع كل محيطه، ومع العديد من الدول العربية، ومع دولة هي من صنعت الحدود الحالية للبلاد، وهي فرنسا، حيث يقتات النظام على كل هذه المعارك التي يدفع ثمنها مستقبل الشعب الجزائري.
تعليقات
بإمكانكم تغيير ترتيب الآراء حسب الاختيارات أسفله :