ذكرى تأسيس بدون صدى.. 3 رسائل يتيمة تفضح تراجع الدعم لأطروحة الانفصال التي تتبناها البوليساريو

 ذكرى تأسيس بدون صدى.. 3 رسائل يتيمة تفضح تراجع الدعم لأطروحة الانفصال التي تتبناها البوليساريو
الصحيفة – بديع الحمداني
الأربعاء 5 مارس 2025 - 22:07

فشلت جبهة البوليساريو الانفصالية في الأيام الأخيرة، في إحداث أي صدى لما تسميه بذكرى تأسيس "الجمهورية العربية الصحراوية"، حيث مرت "الذكرى الـ49" وكأنها لا حدث، وهو ما يشير إلى التراجع "المهول" للدعم السياسي الذي كانت تحظى به في العقود الماضية.

وكانت البوليساريو في العقود الماضية، تتخذ من هذه "الذكرى" فرصة لإبراز الدعم الذي تتلقاه من طرف العديد من الدول والشخصيات السياسية، في محاولات كانت تهدف لـ"شرعنة" مطالبها الانفصالية في قضية الصحراء، إلا أن التحولات التي طرأت على هذا الملف في السنوات الأخيرة أظهرت بشكل صارخ كيف تراجعت أعداد الذين كانوا يتبنون أطروحتها.

ووفق ما كشفته وكالة الأنباء "الرسمية" لجبهة البوليساريو، فإن "ذكرى" هذه السنة، لم تتلق قيادة الجبهة الانفصالية سوى 3 رسائل دعم، أولها من الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، الذي كان من البديهي أن يبعث رسالة تهنئة إلى زعيم الجبهة بمناسبة "تأسيس الجمهورية الصحراوية"، بالنظر إلى أن الجزائر هي الداعم الرئيسي للبوليساريو وحاضنتها على أراضيها في تندوف.

أما الرسالتان الثانية والثالثة، فيتعلق الأمر برسالة من رئيس زيمبابوي ورسالة من رئيس نيكاراغوا، وهما البلدان اللذان لايزالان يدعمان أطروحة الانفصال التي تتبناها جبهة البوليساريو، في حين لم تبعث دول أخرى أي برقية، من بينها جنوب إفريقيا التي تُعتبر من دول المحور الذي يدعم البوليساريو إلى جانب الجزائر.

ووفق العديد من المهتمين بملف الصحراء المغربية، فإن هذا التراجع هو مؤشر من العديد المؤشرات التي تؤكد أن الطرح الانفصالي أصبح متجاوزا، ولم يعد يُقنع أغلب بلدان العالم، خاصة في ظل التحولات الدولية الراهنة التي تدفع نحو التكتلات وترفض الانفصال.

ويُشار في هذا السياق إلى أن حزب العمال الكردستاني الذي كان يُطالب منذ عقود بانفصال مناطق الأكراد عن تركيا، أعلن مؤخرا وضع سلاحه، كخطوة أولى نحو التخلي عن المواجهة مع أنقرة وإيقاف مطالبه الراديكالية، في إشارة واضحة على استحالة تحقيق المطالب الداعية إلى الانفصال في العصر الحالي.

وفي مقابل التراجع الكبير للدعم الذي كان تحصل عليه البوليساريو في العقود الماضية، فإن المغرب أصبح في السنوات الأخيرة يتلقى دعما دوليا كبيرا لمقترحه لحل نزاع الصحراء، وهو مقترح الحكم الذاتي للإقليم تحت السيادة المغربية الذي كان قد قدمه المغرب في سنة 2007.

وكانت فرنسا من الدول التي أعلنت مؤخرا دعمها لمقترح الحكم الذاتي لحل نزاع الصحراء تحت السيادة المغربية، كحل وحيد، وكانت قبلها إسبانيا قد فعلت نفس الأمر في سنة 2022، بينما أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية في 2020 دعمها الكامل للسيادة المغربية على الصحراء.

كما نجح المغرب في تحقيق اختراقات دبلوماسية هامة في أمريكا اللاتينية، حيث تخلت العديد من الدول في المنطقة عن اعترافها بجبهة البوليساريو، في حين تحولت أخرى من دعم البوليساريو إلى اتخاذ موقف محايد.

تعليقات
جاري تحميل التعليقات

نعيش أحلك سنوات المغرب سياسيا

يوم الخميس، 13 مارس الجاري، قرر الرئيس البرتغالي مارسيلو ريبيلو دي سوسا، حل البرلمان وتنظيم انتخابات تشريعية مبكرة في 18 ماي المقبل، وذلك بعد حجب الثقة عن رئيس الوزراء اليميني ...

استطلاع رأي

بعد 15 شهرا من الحرب على غزة أدت إلى مقتل 46 ألفاً و913 شخصا، وإصابة 110 آلاف و750 من الفلسطينيين مع دمار شامل للقطاع.. هل تعتقد:

Loading...