راكموا الفشل والفضائح.. وزراء يغادرون الحكومة "غير مأسوف عليهم"

 راكموا الفشل والفضائح.. وزراء يغادرون الحكومة "غير مأسوف عليهم"
الصحيفة - حمزة المتيوي
الأثنين 14 أكتوبر 2019 - 9:03

طوت حكومة سعد الدين العثماني المعدلة صفة 16 حقيبة وزارية كانت موجودة في النسخة السابقة، بعد توجيه ملكي بتقليص عدد المناصب التي لم تتعد 23 عوض 39 في سابقتها، ومع هذا التعديل بات 21 اسما خارج التشكيلة الحكومية.

ولكن مجموعة من الوزراء سيظلون عالقين في أذهان المغاربة طويلا، وربما إلى الأبد، ليس بسبب لإنجازاتهم، ولكن نظرا لما راكموه من فشل أحيانا وفضائح أحيانا أخرى، وأبرزهم 7 نتذكر "مطباتهم" في هذا التقرير.

رشيد الطالبي العلمي

يصعب تذكر فترة تولي رشيد الطالبي العلمي لوزارة الشباب والرياضة مستقبلا، دون تذكر الكثير من المحطات الفاشلة الكثيرة التي مر منها هذا القطاع خلال عامين ونصف العام، فعطاء الوزير التجمعي، الذي اعتاد على المناصب الحكومية ظل محط انتقادات لاذعة منذ بداية ولايته وإلى حين انتهائها أمس الأربعاء.

ووجد الطالبي العلمي نفسه مضطرا لتبرير عدة إخفاقات ومشاكل، انطلاقا من فشل ملف ترشيح المغرب لاحتضان كأس العالم 2022، ثم إقصاء المغرب من الدور الأول لكأس العالم 2018، والخروج الصادم من ثاني أدوار كأس إفريقيا 2019، والإحباطات التي عرفتها الرياضة المغربية في دورة الألعاب الإفريقية الأخيرة التي احتضنتها الرباط، والمشاكل التي تغرق فيها عدة رياضات والتي دخل بعضها مرحلة الموت السريري، على غرار كرة السلة.

ولم يكن أداء الطالبي العلمي في مجال الشباب أفضل منه في مجال الرياضة، فقد اختتم ولايته بصدام مع رئيس الحكومة السابق عبد الإله بنكيران بعد منع مخيم لجمعية "الرسالة للتربية والتخييم"، المقربة من حزب العدالة والتنمية رغم حصولها على ترخيص.

محمد يتيم 

إن كان من وزير طغى الطابع الفضائحي على فترة ولايته أكثر من ثمار عمره فهو بلا شك محمد يتيم، القادم لوزارة الشغل والإدماج المهني من نقابة الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، على أمل أن يستثمر تجربته الطويلة في إصلاح أوضاع الشغيلة وإيجاد حل لاستفحال البطالة.

لكن محمد يتيم الذي يتذكر المغاربة وصفه لنفسه حين سئل عن رأيه في "حملة المقاطعة الشعبية" بأنه "ليسا مواطنا عاديا"، لم يعمل هو نفسه بمقتضى هذا الوصف، وأعطى لحياته الشخصية اهتماما أكبر من اهتمامه بموقعه كمسؤول عمومي فصارت قصة طلاقه من زوجته وزواجه بمدلكة في عمر أبنائه، أكبر "إنجازاته" كوزير في حكومة سعد الدين العثماني.

ورغم خروجه من الحكومة فإن قضايا عديدة ستبقى لصيقة باسم يتيم، مثل دفاعه عن مشروع قانون أسماه معارضوه بـ "قانون تجريم الإضراب"، أو صدامه مع مفتشي الشغل الذين خاضوا ضده عدة وقفات احتجاجية في سابقة من نوعها.

محمد ساجد

أبى محمد ساجد أن يودع منصبه الحكومي، كوزير مكلف بالسياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والنقل الجوي، إلا بعد أن يعترف بفشل إحدى أكبر المخططات السياحية التي كان يعتمد عليها المغرب لإنعاش هذا القطاع الذي يعاني من منافسة شديدة أجبرته على الدخول في مرحلة الجمود.

ففي ماي الماضي، اعترف ساجد بفشل مخطط "المغرب الأزرق" للسياحة الداخلية الذي انطلق منذ 2001، كما اعترف ضمنيا بعدم قدرته على تصحيح أخطائه في فترة ولايته التي امتدت لسنتين ونصف داعيا لاعتماد توجه جديد لهذا النوع من السياحة.

لكن هذا لم يكن الفشل الوحيد في فترة ولاية ساجد، الذي أوصله تحالف حزبه الاتحاد الدستوري مع حزب التجمع الوطني للأحرار إلى الحكومة، فالرجل راكم "خطايا" أخرى في مجال السياحة الخارجية والصناعة التقليدية، وحتى الطيران، مع توالي السخط على خدمات الخطوط الملكية المغربية.

لحسن الداودي

وجد لحسن الداودي، الذي كان وزيرا للتعليم العالي والبحث العلمي في حكومة عبد الإله بنكيران، نفسه مكلفا بقطاع الشؤون العامة والحكامة في حكومة سعد الدين العثماني، وهو ما جعله في مواجهة مباشرة ومتكررة مع المواطنين الساخطين على ارتفاع أسعار المواد الأساسية.

وحاول الداودي كثيرا خلال سنتين ونصف من ولايته خلق "الشو" تحت قبة البرلمان، تارة بـ"تشتيت" كيس صغير من السكر في محاولة لإقناع الناس بضرورة رفع الدعم عن هذه المادة، وتارة بتوعد لوبيات المحروقات بتسقيف الأسعار دون أن يتمكن من تنفيذ تهديداته في نهاية المطاف.

لكن المغاربة سيتذكرون طويلا للداودي أنه الرجل الذي خرج للشارع للاحتجاج ضدهم، بمشاركته في وقفة لعمال شركة "سنترال" خلال حملة المقاطعة، وهو الذي كان قد دعاهم لذلك بنفسه ذات يوم من أجل مواجهة ارتفاع الأسعار، ورغم أن حزبه أعلن رسميا عن استقالته بعد هذه الفضيحة إلا أن تلك الخطوة تحولت بعد 24 ساعة إلى سراب. 

أنس الدكالي

رغم أن وزارة الصحة في عهده افتقدت الكثير من الدينامية التي شهدتها في عهد سلفه الحسين الوردي التي يشترك معه في الانتماء الحزبي، والذي كانت له الشجاعة لتخفيض أثمنة العديد من الأدوية وإنهاء معاناة نزلاء "بويا عمر"، إلا أن أنس الدكالي أبدى تشبثا كبيرا بالبقاء فيها.

وقبل أيام من انتهاء ولايته، واجه الدكالي مباشرة الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، نبيل بنعبد الله، بعد قرار المكتب السياسي الانسحاب من التحالف الحكومي، حتى إن الاثنين تبادلا الهجوم اللفظي عقب انتهاء أشغال اللجنة المركزية.

لكن هذا الإصرار لا يعني أن الرجل كان متشبثا بإنجازاته، فالوزارة في عهده راكمت الفشل تول الآخر، انطلاقا من إضراب الأطباء ومهنيي الصحة، مرورا بإضراب طلبة الطب والصيدلة وتأخر افتتاح كلية الطب بطنجة، وانتهاء بعقد صفقة مشبوهة بـ70 مليون درهم لاقتناء 18 وحدة متنقلة لطب العيون وداء السل وتشخيص سرطان الثدي.

محمد نجيب بوليف

هو وزير "الفيسبوك" بامتياز، لكن ليس بالمعنى التواصلي المهني، إذ إن الرجل نادرا ما كان يخصص حسابه لمناقشة قضايا تهم قطاعه، بل يفضل عوضا عند ذلك نشل "أدعية" و"تهاني" بالمناسبات الدينية ودعوات لصيام الأيام البيض أو للصلوات النافلة، وأحيانا كان ينشر أرقاما ومعلومات بعيدة عن القطاع الذي يدبره، في الوقت الذي كانت فيه المديرية العامة للأمن الوطني تنشر أسبوعيا أعداء قتلى حوادث السير.

وخرج بوليف من الحكومة بعد أن قضى فيها أزيد من 7 سنوات، منذ أن كان وزيرا منتدبا مكلفا بالشؤون العامة والحكامة في نسخة عبد الإله بنكيران الأولى، ثم وزيرا منتدبا مكلفا بالنقل في نسخة بنكيران الثانية، ووصولا إلى منصب كاتب الدولة المكلف بالنقل في نسخة سعد الدين العثماني الأولى، وهي مدة راكم خلالها الأستاذ الجامعي السابق العديد من الانتقادات.

لكن الانتقادات طالت بوليف أيضا من سكان مدينته طنجة، الذين يقولون عنه إنه لا يظهر إلا في فترة الحملة الانتخابية ثم يختفي بعدها، لكنهم قد يجيدون أنفسهم في 2021 مجبرين على التعايش معه عمدةً لهم، وهو المنصب الذي يروج مؤخرا أنه وضع عينيه عليه.

عثمان الفردوس

من هو عثمان الفردوس؟ هل كان حقا عضوا في الحكومة؟ من أين أتى وماذا كان يفعل، بل ما هي ملامحه؟ كلها أسئلة لن يستطيع أحد أن يلوم طارحيها، لأن الرجل الذي وصف بأنه أصغر حامل حقيبة حكومية في النسخة الأولى من حكومة سعد الدين العثماني، كان وجوده تماما مثل عدمه.

ووصل عثمان الفردوس إلى الحكومة بضغط من والده عبد الله الفردوس، القيادي في حزب الاتحاد الدستوري، ليصبح كاتبا للدولة لدى وزير الصناعة والاستثمار والتجارة والاقتصاد الرقمي مكلفا بالاستثمار، وهو القطاع الذي لا يُعلم لحد الآن ما الذي فعله فيه.

وحسنا فعل الفردوس، رغم ذلك، بالابتعاد عن وسائل الإعلام أيضا، فالشاب ذو الخبرة القليلة كان على ندرة خرجاته قادرا على جلب وابل من الانتقادات لنفسه، مثل ما حدث حين دعا المعطلين المغاربة لتجريب وصفت "الصبر" كحل لمشكلتهم، إلى حين وصول المغرب إلى اتفاق لفتح الحدود مع الجزائر!.

هل يستحق تنظيم 30 مباراة في كأس العالم 2030 صرف 7 ملايير دولار؟

وفق تقرير صدر عن "صوجي كابيتال جستيون" (Soge Capital Gestion)، وهي شركة إدارة الأصول التابعة لبنك "الشركة العامة" المغربي، تحتاج المملكة إلى استثمارات تفوق 5 مليارات دولار من أجل تهييء بنيتها التحتية، من ملاعب وطرق ...

استطلاع رأي

بعد 15 شهرا من الحرب على غزة أدت إلى مقتل 46 ألفاً و913 شخصا، وإصابة 110 آلاف و750 من الفلسطينيين مع دمار شامل للقطاع.. هل تعتقد:

Loading...