"راني مخنوق".. نداء قبل الموت لضحايا كورونا يُعيد طرح السؤال على العلمي: هل صناعة أجهزة التنفس كانت خرافة؟
"راني مخنوق".. كانت هذه هي العبارة الأخيرة لخالد الورزازي، أحد أطر وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي بمدينة تارودانت، الذي توفي مؤخرا بعد إصابته بفيروس كورونا نتيجة عدم حصوله على الأوكسيجين أو جهاز التنفس الاصطناعي داخل المستشفى، وهي العبارة التي أصبحت نداءً يجوب منصات التواصل الاجتماعي ويُسائل الحكومة حول مصير 5000 جهاز تنفس وعدت بتزويد المستشفيات بها بعد تصنيعها محليا.
وقبل وفاته بعث الراحل، الذي كان يعمل مستشارا تربويا بالمديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بتارودانت، رسالة إلى أحد أصدقائه عبر أحد تطبيقات المحادثة الفورية يخبره فيها بأنه في قسم المستعجلات نتيجة تدهور حالته الصحية بسبب كورونا، مضيفا "راني مخنوق وخاصني الإنعاش.. مكاتعرفش شي واحد.. هاد الناس خلاوني مليوح ما كاين لي كيسول فيا"، ولم يلبث كثيرا بعد ذلك حتى فارق الحياة.
ولم يكن الورزازي هو الوحيد الذي غادر الحياة بالطريقة نفسها، فالعديد من أقارب ضحايا الفيروس سبق أن رووا لـ"الصحيفة" قصصا مأساوية للموت البطيء لأفراد عائلتهم جراء اختناقهم بسبب مضاعفات الإصابة بالفيروس، حيث لم توفر لهم المستشفيات التي كانوا فيها أنابيب الأكسيجين أو أجهزة التنفس الاصطناعي، وقال البعض منهم إن العاملين هناك أخبروهم بوجود خصاص في هذه الأجهزة، كما كان عليه الحال في طنجة خلال الأسابيع الماضية قبل أن يتكرر في مراكش مؤخرا.
ودفع هذا الوضع العديد من الأشخاص إلى التساؤل عن مصير الأجهزة التي أعلنت الحكومة عن تصنيعها محليا بأعداد كبيرة، بل وسوقت لذلك كثيرا عبر الإعلام الرسمي وفي تصريحات مصورة، موردين أن الأمر لم يكن سوى "خرافة" سوقها بعض أعضاء الحكومة لجني "مكاسب سياسية" أو "تخدير" المواطنين بأخبار زائفة لإيهامهم بأن الوضع تحت السيطرة تماشيا مع ما سبق أن ردده رئيس الحكومة سعد الدين العثماني نفسه.
وطالب آخرون بظهور وزير الصحة خالد آيت الطالب، ووزير الصناعة والتجارة والاستثمار الأخضر والرقمي حفيظ العلمي، عبر الإعلام لتفسير حقيقة العجز عن توفير أجهزة التنفس الاصطناعي بالمستشفيات وتزايد الوفيات نتيجة ذلك، بعدما كان هذا الأخير قد أعلن عن تصنيعها محليا بأعداد كبيرة، في إشارة إلى خرجته الشهيرة في أبريل الماضي.
وسبق للعلمي أن أعلن أن وزارتهم بدأت عمليات تصنيع أجهزة التنفس الاصطناعي في إطار مشروع مشترك مع عدة مؤسسات صناعية وأكاديمية، وفي شهر يوليوز الماضي وقبل زهور مؤشرات العودة القياسية لانتشار الوباء، أعلن الوزير رسمية عن تصنيع جهاز "مغربي مائة في المائة"، بل مضى أبعد من ذلك حين زعم أن جودته توازي جودة الأجهزة الألمانية وأنه من ضمن الأفضل في العالم، قبل أن يختفي الآن عن الأنظار.