رغم أزمة الجفاف وندرة المياه.. المغرب يضاعف صادراته من الأفوكادو إلى السوق الإسبانية
على الرغم من التحذيرات الرسمية وغير الرسمية من خطر الزراعات التي تستنزف المياه في زمن الجفاف غير المسبوق الذي تتكبّده المملكة منذ سنوات، لا يزال المغرب صامدا في مراتب المتقدمة ضمن كبار مصدري فاكهة "الأفوكادو" التي تكلف زراعة الكيلوغرام الواحد منها ألف لتر من الماء تقريباً، بحيث رفع إنتاجه هذا العام لأزيد من 20 في المائة.
ووفق ما أكدته بوابة "فريس بلازا"، فإن إسبانيا بالفعل وعلى غرار عدد من الدول الأوروبية، بدأت تتوصل بالشحنات الأولى المليئة بالأفوكادو والقادمة من المغرب، وذلك مع بداية الموسم، وهو الأمر الذي يكشف بوضوح ارتفاع المحصول في السوق المغربي هذا الموسم بنسبة 20 في المائة.
ونقلت البوابة المتخصصة في صادرات وواردات الخضروات والفواكه، عن مهدي بن شقرون، مصدر الفاكهة المغربي والمدير التنفيذي لشركة DMB & Co، قوله أن ثمار الأفوكادو جاهزة تقريبا للحصاد بعدما تصل إلى مستويات الدهون المناسبة، موردا أنه "من المقرر إجراء الحصاد الأول هذا الأسبوع"، حيث ستبدأ الحملة الشهر المقبل وحتى ماي 2024.
وبحسب بنشقرون، فإن نتائج إنتاج الأوفوكادو في المغرب، هذا الموسم "مرضية للغاية، وكل المؤشرات تؤكد أنه سيكون موسما جيدا واستثنائيا"، بحيث أن الظروف المناخية كانت ملائمة خلال الحصاد على الرغم من وجود بعض الخسائر بسبب الرياح الساخنة التي شهدتها البلاد في يوليوز، والتي لم تكن لها تداعيات سلبية كبيرة على نتيجة المحصول.
ومع ذلك، أشار المصدر ذاته، إلى أن زراعة الأفوكادو في المغرب عرفت مجموعة من العراقيل التي أضرت بشكل خاص بصغار المنتجين، فيما الرهان الحقيقي يكمن في أولئك الذين لديهم أشجار يزيد عمرها عن خمس سنوات، وهي التي ستوفر حقا محصول جيد وممتاز و عالي الجودة".
وبحسب المصدر نفسه، فإنه من السابق لأوانه تحديد الأسعار بشكل مغلق أو ثابت، وهو ما يدفع العديد من المنتجين إلى الصمود لفترة أطول قليلاً بغرض تأمين أسعار أفضل، كما حدث في الموسم الماضي، سيما وأن المغاربة ليسوا الوحيدين الذين يصدرون الأفوكادو.
وفي هذا الصدد، أشارت '"فريش بلازا"، إلى أن المغرب في منافسة شرسة من العديد الدول في تصدير الأفوكادو، وعلى رأسها البيرو الحاضرة بفاكهتها في الأسواق الأوروبية بشكل كبير ويشكل تهديدا للمزارعين المغاربة، والمنتجين الذين "يرفضون البيع بالقسيمة، ويفضلون بيع الفاكهة بالكيلو، على غرار الموسم السابق"، كما يقول بنشقرون.
ومع كل هذا، يؤكد المصدر ذاته، أن الأسعار ستكون في حدود 3 أورو للكيلو الواحد في المتوسط، موردا أن الأفوكادو المغربية محل طلب كبير من إسبانيا وهولندا، مع تزامن نهاية الحملة البيروفية ومع بداية الحملة المغربية، وهو الأمر الذي سيفيد بوضوح السوق المغربي الذي شهد ارتفاع محصول هذا الموسم بنسبة 20 في المائة.
وتأتي هذه المعطيات، في وقت يعيش المغرب حالة إجهاد مائي على وقع إعلان "حالة الطوارئ المائية" الذي أعلنت عنه الحكومة العام الماضي، عقب الارتفاع الصاروخي في صادرات البلاد من هذه الفاكهة التي تستنزف المياه الجوفية.
وبلغت صادرات المغرب من الأفوكادو حوالي 45 ألف طن بين يوليوز 2022 ومايو الماضي، حفيظة مهتمين بالبيئة وسياسيين، بسبب الانعكاسات السلبية على الأمن المائي، جراء استنزاف تلك الفاكهة مزيدا من الثروة المائية للبلد.
وكانت النائبة البرلمانية عن "فيدرالية اليسار الديمقراطي" بمجلس النواب، فاطمة التامني، قد طالبت وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، بالكشف عن التدابير التي تعتزم وزارته القيام بها من أجل "مواجهة الأزمة المائية المتربصة بالمغاربة، والعمل على إيجاد بدائل لهذه الزراعات المستنزفة للفرشة المائية والتي لا تعود بالنفع على المواطن المغربي".
وأشارت التامني، في سؤال كتابي وجهته إلى وزير الفلاحة، إلى أنه "في الوقت الذي يواجه فيه المغرب ما ينذر بأزمة حقيقية في الماء، دفعت بعدد من المواطنين للهجرة من قراهم، والمناطق التي يعيشون فيها بحثا عن شريان الحياة، خرجت تقارير تتحدث عن تصدير المغرب خمسة وأربعين ألف طن من الأفوكادو لدول أوروبية".
ولفتت إلى أن "الجميع يعلم أن الأفوكادو، يعد من أكثر الفواكه والخضراوات استنزافا للماء، بحيث تؤكد تقارير علمية أن كل كيلوغرام من الفاكهة المذكورة، يستنزف أكثر من ألف لتر من الماء، وبالتالي فإن خمسة وأربعين ألف طن من الأفوكادو، استنزفت أكثر من أربعين مليار لتر من الماء كان سيستفيد منها المغاربة في احتياجاتهم المعيشية".
تعليقات
بإمكانكم تغيير ترتيب الآراء حسب الاختيارات أسفله :