رغم انتقادات الإعلام الإسرائيلي.. يهود مغاربة يؤكدون التشبث بالمملكة
شهدت مدينة الصويرة المغربية في الأيام الأخيرة حضور المئات من اليهود المغاربة من مختلف مناطق العالم، حيث حلوا بالمدينة من أجل إحياء موسم "هيلولة" الحاخام حاييم بينتو السنوي، وهو الحدث الذي استمر 4 أيام ابتداء من 19 شتنبر الجاري.
وترأس مراسيم هذا الموسم حاخام اليهود المغاربة في المغرب دافييد بينتو، وعدد كبير من المسؤولين المغاربة اليهود، والمسؤولين المحليين بالمدينة، حيث مرت مراسيم إحياء "هيلولة" الحاخام الراحل حاييم بينتو في أجواء عادية يسودها الاحترام بين اليهود المغاربة وباقي المغاربة المسلمين.
ويأتي إحياء هذا الموسم، في ظل الهجوم الكبير الذي يقوده مؤسس منظمة "بيكسهيلبر" الألمانية أوليفر بينكوفسكي، الذي يقف وراء تشييد نصب الهولوكوست في ضواحي مراكش، قبل هدمه من طرف السلطات المغربية، حيث أصبح دائم الهجوم على المغرب عبر حسابات منظمته على مواقع التواصل الاجتماعي.

واتجه بينكوفسكي إلى اعتبار المغرب بلدا غير متسامح مع اليهود، ونشر في إحدى منشوراته الأخيرة، بأن المغرب بدوره شارك في اضطهاد اليهود خلال الحرب العالمية الثانية، وأضاف بأن حماية الملك محمد الخامس لليهود خلال الحرب العالمية الثانية مجرد "أكاذيب"، مشيرا إلى أن محمد الخامس قام باتخاذ إجراءات تميزية عنصرية ضدهم.
وسارت على منوال بينكوفسكي، عدد من الصحف الإسرائيلية المعروفة، مثل "ذا جيروزاليم بوست" التي انتقدت قيام السلطات المغربية هدم نصب الهولوكوست بضواحي مراكش، حيث عبّرت عن تفاجئها من هدم نصب الهولوكوست، على اعتبار أن المغرب من البلدان الصديقة لإسرائيل حسب تقريرها !.
كما أنه منذ يومين فقط، خرجت صحيفة "هاريتز" الإسرائيلية بمقال تنتقد فيه قيام السلطات المغربية بهدم نصب الهلوكوست بضواحي مراكش، معتبرة أن الهولوكوست هو أحد الأحداث المأساوية التي يجب أن تُدرس للمغاربة، واتجهت نحو التعاطف بطريقة غير مباشرة مع الألماني بينكوفسكي ونصبه الذي تم تهديمه.
في خضم هذه الانتقادات الإعلامية الاسرائيلية، والهجومات التي يغلب عليها طابع الحقد والسخط من طرف الناشط الألماني بينكوفسكي، كان يُعتقد أن يعرف موسم "هيلولة" حاييم بينتو في الصويرة، تغييرا في بعض أجندته، أو تظهر عليه تأثيرات هذا الأحداث الأخيرة، إلا أن ذلك لم يكن منه أي شيء.
ويرى عدد من المتتبعين لقضية نصب الهولوكوست بمراكش، أن وفود اليهود المغاربة على مدينة الصويرة مؤخرا وتعبيرهم عن تشبثهم بالمملكة المغربية، هو أفضل جواب للانتقادات الإعلامية الإسرائيلة والهجمات المتكررة من طرف أوليفر بينكوفسكي.