رغم تحذير وزارة الداخلية.. آلاف المغاربة يكتظون في المتاجر الكبرى للتموين
حالة من الهيستريا والفزع غير المبرر، والسلوكيات غير الرشيدة عمت، أمس الجمعة، وصباح، اليوم، السبت، داخل المتاجر الكبرى بالمغرب، حيث تم إفراغ الأروقة الخاصة بالمنتجات الغذائية الأساسية من السلع من طرف مواطنين دفع بهم الخوف إلى استباق إعلان محتمل عن نفاذها بفعل جائحة كورونا.
وعلى الرغم أن وزارة الصناعة والتجارة والاقتصاد الأخضر والرقمي، وفي إطار تتبعها حالة تموين السوق الوطنية بالمواد الأكثر استهلاكا للحيلولة دون حدوث أي اضطرابات محتملة مرتبطة بفيروس "كورونا" المستجد، أكدت، في بيان لها، أن العرض كاف لتلبية جميع احتياجات استهلاك الأسر، بما في ذلك احتياجات شهر رمضان الذي يتميز بارتفاع مستوى الاستهلاك، إلا أن هوس تخزين المواد الغذائية وشراء كميات كبيرة للتخزين لم يقل طيلة يوم أمس، وصباح اليوم السبت في مختلف المتاجر الكبري في المملكة.
ووفق المعطيات والبلاغات التي أصدرتها وزارة الداخلية المغربية، في إطار التدابير الاحترازية المتخذة لمواجهة الوضع الاستثنائي المتعلق بخطر تفشي "فيروس كورونا" المستجد على مستوى التراب الوطني، حيث منعت وزارة الداخلية جميع التجمعات العمومية التي يشارك فيها 50 شخصا فما فوق، إلا أن المتاجر الكبرى مازالت تعرف اكتضاضا كبيرا، وبعضها يضم تجمعات يفوق 3000 شخص في مكان واحد، وهو ما قد يجعل هوس التخزين خوفا من وضع افتراضي "ضبابي" إلى تجمع سلبي قد ينقل عدوى الفيروس في حال وجود حاملين له في هذه التجمعات وفق النصائح التي أصدرتها وزارة الصحية ووزارة الداخلية المغربية.
وبالرغم من اتخاذ عدة تدابير لضمان سلاسل التموين، ووضع آليات لليقظة والتتبع اليومي، وإيجاد الحلول لأي تأثير ممكن لفيروس كورونا المستجد على التموين المحلي، فإن عددا من المستهلكين المغاربة، الذين أصيبوا بنوبة فزع نتيجة الإشاعات والأخبار الزائفة التي بدأت تنتشر كالنار في الهشيم، تسارعوا، ودون هوادة، إلى التزود وملء خزاناتهم بكميات كبيرة من المواد الغذائية.
وشكلت قناني المياه من مختلف الأحجام والحليب والزبادي والجبن والسكر والشاي والخبز والقطاني والدقيق، وحتى منتجات أخرى كورق المطبخ والورق الصحي والصابون والمعقمات من مختلف الأنواع، أهم ما يعمد المغاربة لتخزينه.
ومعلوم أنه ولمواجهة هذه الظرفية المرتبطة بتداعيات فيروس "كورونا" في المغرب، قامت وزارة الصناعة والتجارة والاقتصاد الأخضر والرقمي بإحداث لجنة لليقظة الاستراتيجية تجتمع كل يومين لاتخاذ التدابير اللازمة، ووضع آليات لليقظة والتتبع اليومي مهمتها تحديد واقتراح، بشراكة مع الفيدراليات، الحلول لأي تأثير ممكن لفيروس كورونا المستجد على سلاسل التموين والأسواق، خاصة المنتجات الأكثر استهلاكا كالسكر والحليب والشاي والزيوت الغذائية والزبدة لضمان عدم نفاذها.