رغم تكتمها عن حقيقة اختراق هاتف شنقريحة وبوتفليقة.. الجزائر تحذر صحافييها من احتمال "التجسس" عليهم من طرف المغرب
أعادت الجزائر إلى الواجهة مجددا الاتهامات التي توجهها للمغرب بخصوص تمكن أجهزة مخابراته من اختراق هواتف كبار مسؤولي البلاد، ولكن هذه المرة توجهت إلى عموم مواطنيها وإلى صحافييها، حيث بعثت لهم رسائل تحذرهم فيها من خطر تعرضهم لـ"التجسس" بواسطة برامج إسرائيلية تستخدمها الرباط، وهو التحذير الصادر عن الهيئة المكلفة بتنظيم الاتصالات الإلكترونية.
وقامت سلطة الضبط المستقلة للبريد والاتصالات الإلكترونية الجزائرية، ببعث رسائل نصية إلى العديد من المواطنين جاء فيها " احذروا الرسائل القصيرة المشبوهة، لسلامة بياناتكم لا تتفاعلوا مع مضامينها"، وفق ما أكدته صحيفة "الشروق" الجزائرية، والتي ربطت الأمر بعمليات الاختراق بواسطة برنامج "بيغاسوس" الإسرائيلي التي تتهم بها الجزائر المغرب.
ووفق المصدر نفسه، فإن تعميم هذه الرسالة جاء بعد إعلان صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية عن قائمة قالت إنها "مؤكدة" للأشخاص الذين جرى استهدافهم ببرنامج التجسس المذكور، والذين كان من بينهم إعلاميون ونشطاء سياسيون وحقوقيون عرب، ولذلك جرى التركيز على الصحافيين الجزائريين باعتبار بياناتهم مستهدف من طرف الرباط.
ولا تستند اتهامات الجزائر للمغرب إلى تحريات قامت بها سلطاتها، إذ إلى اليوم لم تؤكد ما إذا كانت هواتف مسؤولوها السياسيين والعسكريين قد تعرضت فعلا للاختراق، رغم أنها أدرجت موضوع التجسس ضمن أسباب قطع العلاقات مع المملكة في غشت الماضي، ولكنها ترتكز فقط على "التحقيق الاستقصائي" الذي نسقته منظمتا "العفو الدولية" و"القصص الممنوعة" رفقة 17 مؤسسة إعلامية عبر العالم، والذي سبق للحكومة المغربية أن نفت مضامينه وطالبت ناشريه بعرض حججهم، قبل أن ترفع ضدهم دعاوى قضائية.
ووفق التحقيق الصادر في يوليوز من العام الماضي، فإن المغرب استطاع، عن طريق الاستعانة بالبرنامج التي تصنعه شركة NSO الإسرائيلية، من اختراق هاتف قائد أركان الجيش الجزائري، السعيد شنقريحة، ورئيس الأركان السابق أحمد قايد صالح، وابنه مراد وسكرتيره الشخصي قرميط بونويرة، وقائد الجيش السابق خلال العشرية السوداء خالد نزار، و3 جنرالات كانوا على رأس إدارة الاستخبارات والأمن، أي المخابرات الجزائرية، وهم البشير طرطاق وبوعزة واسيني وعلى بن داود.
كما تمكنت الرباط، وفق ما ورد في المواد المنشورة، من اختراق هاتف الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة و3 من أشقائه أبرزهم ذراعه الأيمن السعيد بوتفليقة، بالإضافة إلى 3 وزراء خارجية جزائريين من بينهم الوزير الحالي رمطان العمامرة إلى جانب الوزيرين السابقان صبري بوقدوم وعبد القادر مساهل، وسفير الجزائر في فرنسا عبد القادر مسودة.