رغم صرف ثلاثة ملايير دولار على "البُراق".. المغرب متأخر في الربط السككي

احتل المغرب في تقرير التنافسية العالمي لـ2019  الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي، المرتبة 75 في مجال التنافسية من ضمن 141 دولة شملها هذا التقرير، الذي يعتمد على العديد من الركائز لتصنيف الدول، من ضمنها  البنية التحتية الذي احتل فيه المغرب المرتبة 53 على المستوى العالمي، وهي مرتبة جيدة نسبيا لبلد مثل المغرب يُعتبر من بلدان العالم الثالث.

هذه الرتبة بالنسبة للمغرب في البنية التحتية على المستوى العالمي، أسسها تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي على عدة مؤشرات اجتمعت لكي تفرز تلك الرتبة، وهي الربط الطرقي، وجودة الطرق، والربط السككي، وجودة خدمات القطارات، والربط الجوي، وجودة خدمات النقل الجوي، وخطوط الشحن البحري، وجودة الربط البحري.

ووفق ذات التقرير، فإن المغرب حصل على مراتب جيدة على المستوى العالمي في جميع تلك المؤشرات الفرعية، ما عادا مؤشر الربط السككي، حيث احتل المرتبة 30 عالميا في مؤشر الربط الطرقي، والمرتبة 41 في جودة الطرق، والمرتبة 44 في جودة خدمات القطارات، والمرتبة 52 في الربط الجوي، والمرتبة 38 في جودة خدمات النقل الجوي، والمرتبة 17 في خطوط الشحن البحري، والمرتبة 24 في جودة الربط البحري.

أما بالنسبة لمؤشر الربط السككي، فهو المؤشر الفرعي الوحيد الذي يدخل ضمن ركيزة البنية التحتية الذي حصل على مرتبة متدنية عالميا حيث احتل المرتبة 71 على المستوى العالمي، لكن ترتيبه لم يؤثر كثيرا في التصنيف العام للمغرب في البنية التحتية، ولهذا لم ينتبه أغلب المعنيين المغاربة لهذا المرتبة المتدنية في الربط السككي.

لكن الواقع يؤكد الحقيقة، فتدني مرتبة المغرب في مؤشر الربط السككي على المستوى العالمي، ترجع بالأساس لكون أن الخطوط السككية في المغرب حاليا لا تربط سوى نصف المناطق في المغرب ونصف السكان، وبالتالي فإن نصف المغرب لا يستفيد من الربط السككي التي خصصت المملكة منذ عقود ميزانيات ضخمة في هذا المجال.

وحسب المكتب الوطني للسكك الحديدية، فإن الربط السككي في المغرب حاليا يربط 23 مدينة فقط من ضمن أزيد 70 مدينة مغربية، ويربط 6 موانئ فقط من ضمن 38 ميناء متنوع، ويربط مطارا واحد فقط من ضمن أزيد من 20 مطارا، ويربط حوالي 51 بالمائة فقط من سكان المغرب، وبالتالي يبدو واضحا قصور الربط السككي في المغرب.

مخطط المغرب لتجاوز هذا النقص

يبدو أن المغرب يدرك النقص الحاصل في مجال الربط السككي، وبالتالي وضع مخططا لتقوية وتوسيع شبكة الربط السككي في أفق سنة 2040، وقد خصص لذلك ميزانية تصل إلى 375 مليار درهم لتحقيق الأهداف المسطرة وفق ما جاء في الموقع الرسمي للمكتب الوطني للسكك الحديدية.

ويسعى هذا المخطط إلى إيصال الربط السككي إلى 43 مدينة مغربية في أفق 2040 (23 مدينة حاليا)، كما يهدف إلى تغطية 87 في المائة من ساكنة المغرب بشبكة الربط السككي (51 في المائة حاليا)، وبخصوص الموانئ والمطارات، فإن المخطط المعني يهدف إلى ربط 12 ميناءا و15 مطارا دوليا في أفق 2040.

وسيُمكّن هذا المخطط الواعد الذي وضعه المغرب، وفق التقديرات الحالية، من خلق 300 فرصة عمل جديدة في مجال الربط السككي، وهو رقم مهم سيساهم في تقليص البطالة وإنعاش الشغل في المملكة المغربية خلال العقدين المقبلين.

وإلى حين تحقيق هذه الأهداف، فإن شهرة المغرب بامتلاكه لأسرع قطار من نوع "TGV" في قارة إفريقيا حاليا، لا يُمكن أن تغطي على الحقيقة على أرض الواقع، بأن نصف المغرب لا تصله القطارات، ونصف سكان المغرب لا يستفيدون من ركوب القطار.