رغم ضغوطاتها الكثيرة.. وزارة الثقافة الإسبانية ترفض الاستجابة لطلب جبهة البوليساريو حول منشور "العيون المغربية"

رفضت وزارة الثقافة الإسبانية، تصحيح منشور الإعلان الذي كانت قد نشرته في الجريدة الرسمية في 29 غشت الماضي المتعلق بفتح الباب أمام تلقي العروض للقيام بإصلاحات في المدرسة الإسباينة "La Paz" في مدينة العيون المغربية، حيث كانت جبهة البوليساريو قد مارست ضغوطات كبيرة لإزالة اسم المغرب من المنشور بدعوى أن العيون ليست مدينة "مغربية" ولازال الصراع قائما بشأنها.

وحسب تقرير نشرته صحيفة "إلباييس" الإسبانية بشأن هذه القضية، فإن العديد من الهيئات والأطراف الموالي لجبهة البوليساريو، انتقدت حكومة سانشيز بشدة بعد ظهور هذا المنشور على وسائل الإعلام، وطالبت بتصحيح ما وصفته بـ"الخطأ" بدعوى أنه يساهم في دعم "الاحتلال المغربي للصحراء".

ونقلت الصحيفة الإسبانية المذكورة عن مصادر داخل وزارة الثقافة، تصريحات تشير إلى عدم الاستجابة لطلب البوليساريو، لكون أن المنشور الإعلاني مرت عليه عدة شهور، مضيفة بأن ذلك حدث قبل تشكيل الحكومة الجديدة وقد عرفت وزارة الثقافة تغييرات في الموظفين والمسؤولين.

وقالت نفس المصادر لـ"إلباييس"، إن وزارة الثقافة حاليا تحت إشراف وزير تابع لحزب "سومر" الذي أعرب عن دعمه لجبهة البوليساريو الانفصالية، ووعدوا بعدم تكرار ما وصفوه بـ"الخطأ" الذي وقع في المنشور الإعلاني المذكور، غير أن هذا لا يعني أنه سيتم اضافة اسم "الصحراء الغربية" في المنشورات المقبلة التي تتعلق بمدينة العيون تفاديا لأزمة دبلوماسية مع المغرب.

وكانت الجبهة الانفصالية عبر ما تصفه البوليساريو بـ"ممثلها في إسبانيا"، عبد الله العربي، قد خرج بتصريح اعتبر فيه أن ما قامت به وزارة الثقافة المنضوية تحت حكومة بيدرو سانشيز، هو "خرق للقانون الدولي"، بدعوى أن العيون توجد في منطقة "لا تتبع رسميا" باعتراف دولي للمملكة المغربية.

وطالبت البوليساريو بضرورة أن تتراجع الحكومة الإسبانية على إصدار مثل هذه الإعلانات والإشارات، لكونها، حسب تعبير "ممثل البوليساريو"، تُعرقل الجهود التي تسعى لإيجاد حل يُرضي "الشعب الصحراوي وحقه في تقرير مصيره".

وتدخل خرجات البوليساريو في إطار محاولة إبقاء اسمها على صدر الصحف الإسبانية، لأن الحكومة الإسبانية سبق أن اعترفت بشكل علني بدعمها لمقترح الحكم الذاتي المغربي لحل نزاع الصحراء تحت السيادة المغربية، وبالتالي فإنه من البديهي أن تعتبر الوزارات الرسمية لإسبانيا مدينة العيون مدينة مغربية.

وتجدر الإشارة في نفس السياق، أن جبهة البوليساريو الانفصالية، حاولت مؤخرا منع مجموعة "سيناتور آند ريزورت" الإسبانية من الاستثمار في مشروع سياحي ضخم في مدينة الداخلة بالصحراء المغربية، بدعوى أن المنطقة "لازالت تخضع للاستعمار وليست تابعة للمملكة المغربية".

ووفق ما أوردته الصحافة الإسبانية نقلا عن عبد الله العربي، فإن الأخير وجه تحذيرا لرئيس المجموعة الإسبانية من المضي قدما في الاستثمار في الداخلة، مشيرا إلى أن الجبهة سترفع دعوى قضائية حول هذا المشروع، لكونه حسب تعبيره "يخرق القانون الدولي".

وكانت المجموعة قد أعلنت في بلاغ لها، إنه "ووفقا لاستراتيجيتها لعام 2024، تعلن مجموعة فنادق Senator & Resorts عن وجهة دولية جديدة ستكون حاضرة فيها. وعلى نحو أكثر تحديدا في المغرب، بمدينة الداخلة".

ويتعلق الأمر، وفق البلاغ، بمشروع سيحمل اسم "سيناتور بابلونيا"، يمثل "قفزة دولية في المغرب"، وهي مجرد بداية لاستراتيجية التوسع التي ترغب فنادق ومنتجعات سيناتور استكمالها خلال العام 2024، مشيرة إلى أن هذه الوحدة الفندقية الجديدة ستضم 50 غرفة في مرحلتها الأولية في مدينة الداخلة.

واعتبرت المجموعة الإسبانية أن هذا المشروع سيتم بناءه في مدينة الداخلة المغربية، وهو ما دفع بجبهة البوليساريو إلى التعبير عن "أسفها"، لكون أن المجموعة الإسبانية المذكورة تعتبر منطقة الداخلة أرضا مغربية وفق ما جاء في موقعها الرسمي.