رغم ضغوطات "البوليساريو" وتوجهات حزبه.. مارافير يُؤكد على دعمه لمغربية الصحراء
أحبط الديبلوماسي الاسباني، أغوستين سانتوس مارافير، الذي يدخل غمار الانتخابات العامة الإسبانية كوصيف ليولاندا دياز، زعيمة الإئتلاف اليساري "Sumar"، آمال جبهة "البوليساريو" بخصوص إمكانية اتخاذه لموقف جديد من قضية الصحراء المغربي، وأكد مرة أخرى دعمه لمبادرة الحكم الذاتي لحل نزاع الصحراء تحت السيادة المغربية.
وجاء تأكيد مارافير على موقفه هذا في حوار مع وكالة الأنباء الإسبانية الرسمية "إيفي" بعدما انتهت مهامه كسفير لمدريد في نيويورك، وقرر العودة إلى إسبانيا من أجل التركيز على الاستحقاقات الانتخابية المقبلة في إسبانيا في 23 يوليوز المقبل، حيث يوجد في لائحة يولاندا دياز المرشحة لرئاسة الحكومة تحت لواء الائتلاف اليساري الذي يحمل اسم "سومار".
وأصرّ مارافير على تأكيد مواقفه الداعمة للمغرب في قضية الصحراء، بالرغم من الضغوطات الكبيرة التي مارسها العديد من الموالين لجبهة "البوليساريو" الانفصالية في إسبانيا، وبالرغم أيضا من ميولات حزبه السياسية، حيث تتبنى يولاندا دياز موقفا مؤيدا لجبهة "البوليساريو" في قضية الصحراء حيث تدعو لمنح "الصحراويين حق تقرير مصيرهم"، ويدعمها في هذا الطرح العديد من السياسيين اليساريين المنضمين إليها.
وكانت يولاندا دياز قد أحدث ضجة كبيرة في الأسابيع الأخيرة بعدما أعلنت عن اختيار السياسي الإسباني، أغوستين سانتوس مارافير، كوصيف لها في لائحتها الانتخابية التي ستدخل بها غمار المنافسات الانتخابات العامة في 23 يوليوز المقبل، وهي الانتخابات التي ستُحدد من سيتولى رئاسة الحكومة في البلاد.
ويرجع الجدل الكبير الذي وصل صداه إلى جبهة "البوليساريو" الانفصالية، إلى المفاجأة الكبيرة التي أحدثها هذا الاختيار من طرف يولاندا دياز اليسارية المعروفة بدعمها العلني لجبهة "البوليساريو"، في حين أن أغوتسين مارافير، الذي كان يشغل حاليا منصب سفير مدريد لدى الأمم المتحدة، معروف بدعمه للمغرب في قضية الصحراء ومساندته لمقترح الحكم الذاتي لحل هذا النزاع.
ووفق ما ذكرته عدد من المنابر الإعلامية الإسبانية، فإن هذا الاختيار كان بمثابة "الصدمة" لجبهة "البوليساريو" وأنصارها في إسبانيا، الأمر الذي دفع بيولاندا دياز التي تشغل حاليا منصب وزيرة الشغل في حكومة بيدرو سانشيز، إلى بعث رسائل إلى الجبهة تؤكد لها دعمها الدائم والمستمر لـ"حق تقرير المصير" الذي تدعو إليه الجبهة الانفصالية.
وردت جبهة "البوليساريو" في بلاغ نشرته عدد من المنابر الإعلامية التابعة لها، بأنها ستنتظر الموقف الرسمي الذي سيُعلن عنه حزب "سومار" الذي تتزعمه يولاندا دياز، من قضية الصحراء، ولن تصدر أي حكم في الوقت الراهن حول اختيار أغوستين سانتوس مارافير.
ويتهم العديد من أنصار وأتباع جبهة "البوليساريو" في إسبانيا، السياسسي الإسباني مارافير، بكونه أحد أعضاء "اللوبي المغربي" في إسبانيا، مشيرين إلى أن مواقفه السابقة كانت دائما ضد جبهة "البوليساريو"، خاصة في فترتي حكم موراتينوس وساباتيرو، وبالتالي فإن تواجده في لائحة "سومار" يثير قلقا كبيرا من المواقف التي قد يُعلن عنها الحزب في المستقبل.
وذهبت بعض التحليلات السياسية في إسبانيا إلى أن يولاندا دياز لم تكن تدرك حساسية اختيار مارافير كثان لها في اللائحة الرسمية التي ستدخل بها غمار الانتخابات العامة، ولو كانت تُدرك الجدل الذي سيُحدثه هذا الاختيار لما أقدمت عليه، الأمر الذي يشير إلى أن الكثير من السياسيين الإسبان لا يعرفون حقيقة الصراع بقدر ما يوضفونه لأهداف سياسية وانتخابية خاصة بهم.