رواية "ترجمان الملك".. عودة بالزمن إلى مآسي محاكم التفتيش

 رواية "ترجمان الملك".. عودة بالزمن إلى مآسي محاكم التفتيش
الصحيفة
الأثنين 21 دجنبر 2020 - 20:23

صدرت للكاتب المغربي مراد زروق، مؤخرا، رواية "ترجمان الملك" المستندة إلى أحداث حقيقية، والتي تدور أحداثها في الفترة التي تلت سقوط الأندلس، حيث تبرز محاولات بعض مسلمي غرناطة الحيلولة دون بدء الحرب الطاحنة على الموريسكيين التي ستنتهي بتهجيرهم نهائيا من وطنهم.

وتحكي الرواية قصةترجمان وطبيب مورسكي اسمه ألونسو ديل كاستيو أو ألونسو الغرناطي ظهر في غرناطة في منتصف الطريق بين سقوط المدينة سنة 1492 وطرد المورسكيين انطلاقا من سنة 1609، حيث نال الرجل ثقة مستشارية غرناطة والكنيسة والبلاط واشتغل أيضا تحت إمرة محاكم التفتيش، ودفعت عنه حنكته وتفانيه في العمل والولاء الذي أظهره للملك كل الشكوك التي كانت تحوم حول إمكانية بقائه على الإسلام سرا، بعد أن شارك في حرب البشرات بقلمه، مترجما ومثبطا لهمم من رفع السلاح من المورسكيين ضد جيوش فليبي الثاني، لم تعد ترقى إليه الشكوك، ودخل بلاط مدريد من أوسع أبوابه وأبلى البلاء الحسن فيما كُلف به من ترجمات.

لكن بعد أن أصدر الملك المرسوم الذي ضيق على المورسكيين في لغتهم وعاداتهم قرر أن يقرب المسيحية من الإسلام وأن يقنع أسياد الأندلس الجدد أن العربية لغة من لغات النصرانية، فوضع مع جماعة من المورسكيين قرطاس المئذنة القديمة وكتب الرصاص، ولبلوغ هدفه، اختار ألونسو تلميذين من تلامذة يعقوب بن زبدي الحواري، سيسيليو وتسيفون وكانا من عرب حران، ليضع هو ومن معه الرق والكتب المزورة، فظهرت فجأة نبوءة القديس يوحنا المعمدان في مئذنة المسجد الجامع الذي أصبح كاتدرائية، وبعد بضع سنين ظهرت كتب الرصاص على مراحل في خندق الجنة الذي أصبح يعرف منذ تلك الاكتشافات بالجبل المقدس.

جاء على لسان ألونسو في الرواية: "لقد وضعنا ما وضعنا لنرفع قدر العربية حتى ينظر إليها أنها لغة من لغات الوحي في النصرانية ولم نذخر جهدا لنجعل الرب عند النصارى لا يكاد يختلف عن الإله عند المسلمين، كلما اقتربنا بلغتنا وديننا مما يعتقده النصارى القدامى في هذه البلاد كلما تبدد اختلافنا عنهم وعشنا بينهم في أمن وسلام، لكن ما دمنا لا نستطيع الاقتراب سنسحبهم إلى ساحتنا سحبا".

لم تغير خطة ألونسو ومن معه مجرى التاريخ، لأن المورسكيين طردوا في آخر المطاف، لكنه أشرف على إحدى أكبر عمليات التزوير التي عرفتها الكنيسة الكاثوليكية.

إهانة موسمية

المغرب ليس بلدا خاليًا من الأعطاب، ومن يدعي ذلك فهو ليس مُخطئا فحسب، بل يساهم، من حيث لا يدري في تأخر عملية الإصلاح، وبالتالي يضر البلد أكثر مما ينفعه، ولا ...