زعيم البوليساريو يبعث رسالة "تهديدية" للأمم المتحدة يتّهمها بمحاباة المغرب والتغاضي عن محاسبته بشأن عملية الكركارات

 زعيم البوليساريو يبعث رسالة "تهديدية" للأمم المتحدة يتّهمها بمحاباة المغرب والتغاضي عن محاسبته بشأن عملية الكركارات
الصحيفة - خولة اجعيفري
الأثنين 23 أكتوبر 2023 - 9:00

استنفر التقرير الأخير للأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، جبهة البوليساريو الانفصالية، ودفعها إلى مراسلة هذا الأخير بنبرة "تهديد"، تندد من خلاله بمضامين تقرير غوتيريش الذي اعتبرته مجانب لما تعتقده هي "الواقع والصواب"، سيّما الشق المرتبط بوقف إطلاق النار، الذي حمل تأكيدات إيجابية بكون المغرب "لا يزال ملتزما ومتشبثا بالاتفاق" خلافا لما تدّعيه الجبهة.

وبنبرة لا تخلو من التحدي والتهديد، بعث زعيم الجبهة الانفصالية، إبراهيم غالي، رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، قال إنها تضمّنت موقف ما أسماه "الطرف الصحراوي" بشأن عدة عناصر واردة في تقريره الأخير عن الحالة فيما يتعلق بالصحراء، مؤكدا أنه سيُواصل "استخدام جميع الوسائل المشروعة للمقاومة والدفاع عن الحقوق المقدسة لمن وصفهم بـ"الشعب الصحراوي".

واتهم غالي، الأمانة العامة للأمم المتحدة بتعمّد "الصمت، والإحجام غير المبرر عن الجهر بالحقيقة ومحاسبة المغرب على عواقب خرقه ونسفه لوقف إطلاق النار لعام 1991 في 13 نوفمبر 2021″. في إشارة للتدخل الميداني للقوات المسلحة الملكية في منطقة الكركارات، الذي أنهى في بضع ساعات "احتلال" عناصر جبهة "البوليساريو" للطريق البري الوحيد الرابط بين المغرب وموريتانيا، وبالتالي كل دول إفريقيا جنوب الصحراء.

واعتبر زعيم الجبهة الانفصالية، في رسالته الموجّهة إلى الأمم المتحدة، أنه "ليس هناك أي شك" في أن المغرب "قد انتهك ونسف مع الإفلات التام من العقاب وقف إطلاق النار لعام 1991 والاتفاقات العسكرية ذات الصلة" وهو ما تسبب بحسب غالي في "انهيار وقف إطلاق النار كما أقر بذلك مجلس الأمن في قراره 2602 (2021، الفقرة 14 من الديباجة)، من بين أمور أخرى" تقول الرسالة.

وتفاعل غالي، مع النقطة التي أوردها تقرير غوتيريش، بشأن "القيود التي تفرضها جبهة البوليساريو على حرية التنقل، والتي منعت بعثة المينورسو من الحفاظ على سلسلة إمداد مواقع فرقها شرق الجدار الرملي، وعرقلة مهامهم"، مشدّدا على أن المغرب هو السبب ووحده من يتحمّل المسؤولية.

وأوضح غالي، في رسالته أن" المغرب هو الطرف الوحيد المسؤول عن العواقب المتعددة الناجمة عن انتهاكها المستمر لوجود وعمل بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء (المينورسو) في الإقليم، بما في ذلك التحديات الكبيرة التي تواجه عمليات البعثة، ولا سيما جهودها اللوجستية وإعادة الإمداد".

وعلاوة على ذلك – يضيف زعيم الانفصاليين في رسالته – "ما فتئ المغرب يبذل كل ما في وسعها، في ظل الإفلات التام من العقاب، لعرقلة التنفيذ الكامل لولاية المينورسو بعد أن أعربت عن عدم رغبتها في المضي قدما في خطة التسوية، التي كانت قد قبلتها، إلى جانب محاولاتها إفراغ ولاية المينورسو من مضمونها وتحويل البعثة إلى حارس للأمر الواقع المفروض بالقوة في الصحراء".

بالمقابل أكد الرئيس غالي، أن التزام الجبهة بالمساهمة في التوصل إلى حل سلمي وعادل ودائم لإنهاء ماوصفه بـ "الاستعمار" من الصحراء المغربية وفقا لمبادئ الشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي ذات الصلة وعلى أساس الولاية التي أنشئت من أجلها بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء "المينورسو".

واستهجن غالي، ما اعتبره "الشح" الذي ميز التقرير الأممي، بخصوص انتهاكات المغرب لحقوق الانسان، مؤكدا أنها "لا تعكس الخروقات الممنهجة التي ترتكبها السلطات المغربية ضد المدنيين الصحراويين والمدافعين عن حقوق الإنسان بعيدا عن المراقبة الدولية بسبب استمرار الحصار العسكري والتعتيم الإعلامي المفروض على الصحراء المغربية".

وكان غوتيريش، قد سجّل نية المغرب المعلنة مواصلة احترام وقف إطلاق النار والاتفاقات العسكرية، وكذا الإبقاء على تعاونه الوثيق مع المينورسو، على جميع المستويات، في تقريره الذي نشره الموقع الإلكتروني للأمم المتحدة، حيث سلط الأمين العام الضوء على الموقف النموذجي للمملكة المغربية المتمثل في مواصلة احترام التزاماتها وكذا قرارات مجلس الأمن، على الرغم من الانتهاكات التي تطال هذه القرارات ووقف إطلاق النار من قبل الجزائر و"البوليساريو".

وعزز هذا التأكيد، الصادر عن الأمين العام، الالتزام الذي عبر له عنه الملك محمد السادس، خلال المحادثة الهاتفية التي جرت في 16 نونبر 2020. وخلال هذا الاتصال الهاتفي، جدد الملك التأكيد لغوتيريش على تشبث المغرب الراسخ بوقف إطلاق النار.

وانتقد غوتيريش خرق "البوليساريو"، بتعليمات من الجزائر، لوقف إطلاق النار والاتفاقات العسكرية، وكذا عرقلتها وتقييدها لتحركات وإمدادات المينورسو، في انتهاك صارخ لقرارات مجلس الأمن، كما حث الأمين العام للأمم المتحدة "البوليساريو"، التي أعلنت انسحابها من اتفاق وقف إطلاق النار، على استئناف الالتزام به.

وأكد غوتيريش أنه من الضروري العودة إلى اتفاق وقف إطلاق النار، مما يعزز، بشكل كبير، موقف المملكة المتبصر والحازم.

قسوة الفراغ!

صُور غارقة في الألم تلك التي تأتينا من مدينة الفنيدق على مدخل سبتة المُحتلة، حيث يتجمهر المئات من المغاربة ومعهم مهاجرين من تونس والجزائر ومن دول جنوب الصحراء، أغلبهم أطفال ...

استطلاع رأي

كمغربي أو مقيم في المغرب، هل تشعر أن ارتفاع الأسعار ونسبة التضخم أثرت على:

Loading...