زلزال يهز ألبانيا ويسفر عن مقتل تسعة وانهيار مبان
لقي تسعة أشخاص على الأقل حتفهم في ألبانيا إثر زلزال هو الأقوى في البلاد منذ عقود وهز العاصمة تيرانا والمنطقة المحيطة بها يوم الثلاثاء مما أسفر أيضا عن انهيار مبان وحصار سكان وسط الأنقاض.
أشخاص يسيرون بجوار منزل منهار في ألبانيا بفعل زلزال يوم الثلاثاء. تصوير: فلوريان جوجا - رويترز.
وفر سكان، بعضهم يحمل أطفالا، من مبان سكنية في تيرانا بعد الزلزال الذي بلغت قوته 6.4 درجة ووقع قبيل الساعة الرابعة فجرا بالتوقيت المحلي (0300 بتوقيت جرينتش).
وفي بلدة ثوماني الشمالية القريبة، كانت ماريانا جويكا (48 عاما) نائمة في شقتها في الطابق الرابع من مبنى مكون من خمسة طوابق عندما شق الزلزال الطابقين الأخيرين.
وقالت جويكا التي كانت طفلة من أقاربها تبلغ من العمر ثلاث سنوات بين أربعة أشخاص في الشقة عندما وقع الزلزال ”انهار السقف فوق رؤوسنا ولا أعرف كيف نجونا. ساعدنا الرب“.
وذكرت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية أن مركز الزلزال كان على بعد 30 كيلومترا غربي تيرانا وشعر به سكان منطقة البلقان ومنطقة بوليا بجنوب إيطاليا.
وبعد الزلزال بساعات، قال مراقبون إن زلزالا قوته 5.4 درجة هز البوسنة وكان مركزه على بعد 75 كيلومترا جنوبي سراييفو. ولم ترد تقارير عن إصابات.
وأشارت متحدثة باسم وزارة الدفاع في ألبانيا إلى العثور على جثتي امرأتين تحت أنقاض مبنى سكني في ثوماني كما توفي رجل في بلدة كوربين عندما أصيب بنوبة فزع وقفز من مبنى. وانتُشلت جثة أخرى من تحت الأنقاض في ثوماني.
وأكدت الوزارة أن أربع جثث أخرى انتُشلت من تحت أنقاض مبنيين منهارين في دوريس وتوفي رجل قرب بلدة لايتزه في الشمال.
وقال مراسل رويترز إن عمال الإطفاء ورجال الشرطة والمدنيين يزيلون أنقاض المباني المنهارة التي حاصرت الناس في ثوماني. وأغلب المباني المنهارة كانت مبنية بالطوب.
واستخدم المسعفون في ثوماني حفارا لإزالة الأنقاض ورفع شبكة معقدة من المعادن والأسلاك. وعمل آخرون بأيديهم لرفع الأنقاض.
وقال مراسل رويترز إن شخصين سُحبا من تحت الأنقاض في ثوماني بعد أربع ساعات من وقوع الزلزال ويقول الأطباء إنهما في حالة سيئة.
ووصف أحد سكان تيرانا لرويترز ما حدث لشقته في الطابق السادس من مبنى سكني قائلا ”كل شيء في المنزل كان يتساقط“. وأضاف ”استيقظنا بسبب الهزات السابقة لكن الأخيرة هزتنا تماما“ في إشارة إلى عدد من الهزات الأضعف التي وقعت خلال الساعة السابقة للزلزال.
وقال عمال الإغاثة لوسائل إعلام محلية إن من بين القتلى سيدة عجوز حمت حفيدها بجسمها.
وقالت جاتشكا إن مركز الزلزال كان في دوريس ووقعت 100 هزة ارتدادية بعده.
وأضافت أن 72 شخصا نقلوا للمستشفى وأن طائرتين من رومانيا في طريقهما لتوفير معدات بحث وإنقاذ متخصصة كما أرسلت إيطاليا وتركيا بعض العون.
وقالت وزارة الدفاع ”يساعد رجال الإطفاء وأفراد الجيش السكان (المحاصرين) تحت الأنقاض“ في دوريس وثوماني.
وذكر رجل مصاب بجرح في خده لشبكة تلفزيون نيوز24 أن ابنته وقريبة له محاصرتان وسط أنقاض مبنى سكني.
وقال ”تحدثت مع ابنتي وقريبتي على الهاتف. قالتا إنهما بخير وتنتظران إنقاذهما. لم أتمكن من الحديث مع زوجتي. هناك أسر أخرى لكن لم أتمكن من الحديث مع أحد منها“.
وبعد ثلاث ساعات من الزلزال الرئيسي، وقعت هزة ارتدادية قوية في تيرانا.
وتشهد ألبانيا، الواقعة على البحر الأدرياتيكي والبحر الأيوني بين اليونان ومقدونيا، أنشطة زلزالية متكررة.
وهز زلزال بقوة 5.6 درجة البلاد في 21 سبتمبر أيلول مما أسفر عن وقوع أضرار بنحو 500 منزل وتدمير عدد آخر. وقالت وزارة الدفاع في ذلك الوقت إنه أقوى زلزال تشهده ألبانيا منذ 30 عاما.
وتظهر صور المباني المنهارة أو المتضررة في المناطق الحضرية أن زلزال يوم الثلاثاء كان أقوى من زلزال عام 1979 الذي دمر ضاحية في بلدة شمالية. ولم يتسبب الزلزالان السابقان في سقوط قتلى.
وألبانيا هي أفقر دولة في أوروبا ويقل متوسط دخل الفرد فيها عن ثلث متوسطه في دول الاتحاد الأوروبي وفقا لبيانات مكتب إحصاءات الاتحاد الأوروبي (يوروستات).