زوجة أسامة الحسني للصحيفة: لا علم لي بمكان زوجي.. وسفارة أستراليا أخبرتني بأن المغرب سلّمه للسعودية
قالت هناء الحسني، زوجة المواطن الأسترالي من أصل سعودي المطلوب لسلطات الرياض، أسامة الحسني، إنها لم تتلق أي تأكيد رسمي مغربي أو سعودي حول مكان وجود زوجها إلى غاية اليوم الاثنين، مبرزة، في حديث لـ"الصحيفة" أن التأكيد الوحيد لديها هو نقله من سجن تيفلت مساء يوم الجمعة الماضي، بالإضافة إلى إخبارها من طرف السفارة الأسترالية في الرباط بأنه "رُحِّل إلى السعودية".
وأوردت الزوجة، وهي مغربية الجنسية، أنها التقت زوجها لآخر مرة يوم الخميس الماضي عندما زارته في سجن تيفلت حيث يقبع، وأخبرته عندها بصدور حكم قضائي بتسليمه ما أدخله في حالة نفسية سيئة جدا، أما آخر مرة اتصل بها هاتفيا فكانت يوم الجمعة على الساعة الـ11 صباحا، وأخبرها حينها أنه تعرض لأزمة صحية ومر بليلة صعبة، علما أنه كان قبل اختفائه يتصل بي كل يومين وأحيانا يوميا متى تسنى له ذلك.
ووفق المتحدثة نفسها، فإنها ستتلقى يوم الجمعة ليلا من شخص يعمل صحافيا رسالة جاء فيها بالنص "قضي الأمر"، مضيفة "صباح السبت فوجئت بأن جميع المنابر الإعلامية المغربية نشرت خبر ترحيل زوجي، بعدها اتصلت بالسفارة الأسترالية لأعرف ما إذا كان لديهم تأكيد للخبر، ليبلغوني بأن السلطات المغربية بالفعل نقلته إلى السفارة السعودية وأتت طائرة خاصة لترحيله، وأنه ساعة حديثي مع مسؤولي السفارة كان في الجو فعلا".
وتابعت هناء الحسني "حاولت بعدها استيعاب الصدمة وتقبل الأمر، ثم عملنا على توكيل محامٍ في السعودية ليعرف مكان زوجي، وهو الأمر الذي شرع فيه بالفعل مساء اليوم نفسه إذ المفروض أن زوجي وصل إلى السعودية ليلا، لكن المحامي ظل يتساءل عن وصوله والمكان الذي سينقل إليه دون أي أخبار، وهو ما تكرر أمس الأحد واليوم الاثنين دون جدوى".
وتابعت المتحدثة نفسها "من ناحية أخرى بدأت تأتيني معلومات أن زوجي لا يزال في المغرب وأنه لم يسلم بعد للسعودية لكن مع التأكيد على نقله من سجن تيفلت، وهو الأمر الذي أكده لي مدير المؤسسة السجنية دون أن يخبرني بوجهته"، وأوردت "راسلنا جهات رسمية مغربية عبر محاميه، واليوم راسلنا وزارة الخارجية المغربية، ولم نتوصل بأي جواب ينفي أو يؤكد تسليمه"، مضيفة أن السعودية أيضا لم تعلن رسميا عن تسلمه عكس ما تفعله عادة مع المطلوبين لديها من خارج الحدود.
وكان المعطى الرسمي الوحيد الصادر عن المغرب بخصوص هذه القضية هو ما نشرته وكالة المغرب العربي للأنباء يوم السبت 13 مارس 2021، ناقلة عن "مصدر قضائي مطلع" أن السلطات القضائية المغربية المختصة أصدرت قرارا يقضي بتسليم المواطن السعودي "أ. ط. ع. م." إلى السلطات السعودية.
ووفق وكالة الأنباء المغربية الرسمية، فإن التسليم جرى بناء على الطلب الذي تقدمت به السعودية في إطار نشرة البحث الصادرة في حقه عن منظمة الشرطة الجنائية الدولية "إنتربول" من أجل قضية تتعلق بالسرقة، مبرزة أن عملية التسليم "تمت في إطار ما تنص عليه الاتفاقية العربية للتعاون القضائي الموقعة في 6 أبريل 1983".
وفي 27 فبراير 2021، نشر حساب "معتقلي الرأي" على "تويتر" المتخصص في نشر أخبار المعتقلين السعوديين الذين تطاردهم سلطات الرياض بوصفهم "معارضين" أو "منتقدين" لسياساتها، مناشدة للملك محمد السادس من أجل إطلاق سراح أسامة الحسني الذي يحمل أيضا الجنسية الاسترالية، موردة أن الغرض من طلبه "سياسي بحت"، كما أبدت تخوفا من أن يكون مصيره "مشابها لمصير الصحافي جمال خاشقجي"، لكنها في المقابل شددت أنه "لم يُعرف عنه أبدا أي نشاط سياسي معارض".