شاركوا في حملتها الدعائية بعد دورها في الحرب الأخيرة.. هل حقا تطوع "مؤثرون" مغاربة في منظمة "نجمة داوود الحمراء" الإسرائيلية؟
أثارت زيارة وفد من "المؤثرين" العرب الناشطين في مواقع التواصل الاجتماعي، من بينهم مغاربة، لمقر منظمة "نجمة داوود الحمراء" هذا الأسبوع، الكثير من الجدل بعد تداول منصات فلسطينية لخبر مفاده أن المشاركين في هذه الزيارة "تطوعوا" لفائدة المنظمة الطبية الإسرائيلية، وذلك بعد أسابيع من دورها في الحرب الأخيرة التي قامت خلالها المقاومة في قطاع غزة بقصف أجزاء واسعة من إسرائيل بما في ذلك تل أبيب.
ونشرت المنصات الفلسطينية خبرا مفاده أن أعضاء هذا الوفد، وتحديدا مشاركين الإماراتيين، تطوعوا في هذه المنظمة، وهو ما نقلته عنها مجموعة من المنابر العربية، غير أن التدقيق في المعطيات التي نشرتها الحسابات الرسمية للمؤسسة العبرية العضو في منظمة "الصليب والهلال الأحمر الدوليين"، وكذا في بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية، تؤكد أن الأمر كان يتعلق بعمل ترويجي، والذي شارك فيه "مؤثرون" من المغرب والبحرين والإمارات.
ويوم أمس الأربعاء نقلت صحيفة "جيروزاليم بوست" الناطقة بالإنجليزية عن المنظمة الإسرائيلية تأكيدها أن 9 "مؤثرين" مغاربة وبحرينيين وإماراتيين حلوا بمقرها في مدينة القدس في إطار زيارة يقومون بها لإسرائيل، حيث استقبلهم كبير مسؤولي "نجمة داوود الحمراء" والتقوا بمجموعة من المسعفين المتطوعين، كما تعرفوا عن قرب على مركز المحاكاة المخصص لتدريب الفرق العاملة في مجال الإسعاف، لكن الصحيفة تفادت ذكر أسمائهم ونقلت تصريح واحد منهم فقط وهو بحريني يدعى يوسف محمد.
ويبدو أن ما تسبب في اللبس هو ظهور أحد المشاركين الخليجيين وهو يرتدي سترة المنظمة الإسرائيلية، وما عزز ذلك أيضا هو قيام وزارة الخارجية الإسرائيلية بنشر صورة عبر حسابها العربي "إسرائيل تتكلم بالعربية" تُظهر شابة محجبة ضمن طاقم سيارة إسعاف تابعة للمنظمة، مرفقة إياه بتعليق "مسعفون يهود ومسلمون معا جنبا إلى جنب في منظمة الإنقاذ الوطنية نجمة داوود الحمراء"، مضيفة "كلنا إسرائيليون وهذا ما يوحدنا"، ما يعني أن الفتاة من عرب الداخل.
ويبقى الثابت في الأمر هو أن نشطاء مغاربة في مواقع التواصل الاجتماعي زاروا بالفعل مقر "نجمة داود الحمراء" في القدس بدعوة من وزارة الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلية، وهو ما أعلنته المنظمة نفسها، والمؤكد أيضا أن هذه الزيارة لا تأتي فقط في إطار الترويج للاتفاقيات الدبلوماسية الموقعة العام الماضي بين الدولة العبرية ومجموعة من الدول العربية، بل أيضا في إطار الدعاية الإسرائيلية التي تلت هجماتها الأخيرة على الفلسطينيين، والتي تركز على جوانب "إنسانية".
