صادم.. أطباء يتعاملون مع "مرضى محتملين" بكورونا دون أي تكوين أو حماية
فجر أطباء وممرضون وعاملون بمستشفى "الدوق دي توفار" بطنجة، الذي يستقبل الحالات المشتبه في إصابتها بفيروس كورونا المستجد، مفاجأة من العيار الثقيل اليوم الخميس، عندما نظموا وقفة احتجاجية كشفوا فيها أن وزارة الصحة لم تخضعهم لأي تكوين حول كيفية التعامل مع المصابين، بالإضافة إلى عدم توفرهم على المعدات والأجهزة الضرورية للعناية بهم.
وحسب العاملين في المستشفى الذي استقبل مؤخرا حالة مشكوكا فيها تتعلق بمواطن إيطالي، فإن الوزارة الوصية ومسؤولي القطاع الصحي على المستويين الإقليمي والجهوي لم يُخضعوا الأطباء والممرضين لأي نوع من التكوين لتعريفهم بالطرق المناسبة للتعامل مع المرضى وكيفية أخذ عيناتهم التي ستخضع للتحاليل، بل إن المصابين المحتملين يُنقلون إلى هناك وكأنهم مرضى عاديون.

وحسب مجموعة من أطر المستشفى التابع للمركز الاستشفائي الجهوي محمد الخامس، فإن الجناح المخصص لاستقبال الأشخاص المشكوك في حملهم للفيروس لا يستجيب لأي من الشروط التي نصت عليها منظمة الصحة العالمية، حيث لا زال مفتوحا أمام جميع العاملين دون أي إجراءات للعزل، بل سبق أن دخله طبيب متدرب وعاملة نظافة أثناء وجود أحد المصابين المحتملين.
وخلال الوقفة أكد المحتجون أن هذا المرض "غريب عليهم"، فهم لا يعرفون كيف يرافقون المصابين المحتملين ولا يعرفون كيف يتصرفون في حال التأكد من إصابتهم بالعدوى، بل إنهم لا يعرفون حتى كيف يرتدون البذلة المخصصة لعزل الأطباء خلال تعاملهم مع المريض، موردين أن الأطباء والممرضين حاليا يتعاملون مع المشتبه في إصابتهم ثم ينتقلون مباشرة للتعامل مع أشخاص آخرين وأغلبهم من مرضى القلب والجهاز التنفسي والجهاز المناعي الذين قد ينتقل إليهم الفيروس بسهولة.
ووصف المحتجون ما يحدث بأنه "استهتار من وزارة الصحة بأرواحهم وأرواح أسرهم وأرواح المواطنين"، قائلين إنهم "مقتنعون بأن الأطباء يجب أن يكونوا في الصفوف الأولى للتصدي للأمراض والأوبئة، لكن على المسؤولين تحمل مسؤولياتهم أيضا بإخضاعهم للتكوين وتوفير الأجهزة والمعدات والأدوية اللازمة"، وهو أمر قالوا إن الوزارة تتعامل معه إلى حدود اللحظة بـ"لامبالاة".
ويبدو كلام العاملين بمستشفى "الدوق دي توفار" مناقضا تماما لما يردده رئيس الحكومة سعد الدين العثماني ووزير الصحة خالد آيت الطالب، وقد يؤدي إلى بث القلق بين المواطنين خاصة بعد الإعلان الرسمي صباح اليوم عن تسجيل ثاني حالة إصابة مؤكدة لسيدة متقدمة في السن توجد حاليا رهن داخل الحجر الصحي في وضعية حرجة، وهي أيضا قادمة من إيطالية كما هو الشأن بالنسبة لأول مصاب الذي تم الإعلان عن حالته يوم الاثنين الماضي.