صحف إسبانية: زيارة سانشيز إلى الرباط ستؤكد التحول السياسي لمدريد نحو المغرب وستجدد دعمها لمغربية الصحراء
قالت الصحافة الإسبانية اليوم الأربعاء، بشأن زيارة رئيس الحكومة بيدرو سانشيز إلى المغرب، التي من المرتقب أن تحدث مساء هذا اليوم، أنها ستكون بمثابة تأكيد للتحول السياسي لمدريد نحو الرباط، وتجديد مرة أخرى دعم إسبانيا لمغربية الصحراء عبر مساندة مقترح الحكم الذاتي.
وأشارت عدد من الصحف الإسبانية، إن هذا الزيارة تم الاعداد لها منذ عدة أسابيع، وبالضبط منذ زيارة وزير الخارجية الإسباني خوسي مانويل ألباريس إلى الرباط في الشهور الماضية، حيث ناقش مع نظيره المغربي، ناصر بوريطة، الإعداد لزيارة سانشيز إلى المملكة المغربية.
وقالت الصحافة الإسبانية، إنه من المحتمل بقوة أن يلتقي الملك محمد السادس الرئيس الإسباني خلال هذه الزيارة، مشيرة إلى أن اللقاءات التي ستجمع سانشيز بنظرائه المغاربة، ستركز على تنفيذ الاتفاقيات التي تم التوصل إليها خلال الاجتماع رفيع المستوى الذي انعقد في الرباط منذ أزيد من سنة.
وحسب تحليل أغلب الصحف الإسبانية، فإنه بمجرد إعلان المكتب الرئاسي الإسباني لهذه الزيارة، هو إشارة واضحة على أن إسبانيا قررت مواصلة سياستها التي تعتمد على المغرب بشكل أكبر، ومواصلة مساعي تمتين العلاقات الثنائية، وهو ما يعني في نفس السياق أن مدريد ستستمر في دعمها للمغرب في قضية الصحراء.
وربطت بعض وسائل الإعلام الإسبانية الزيارة المرتقبة لسانشيز إلى المغرب بإلغاء زيارة وزير الخارجية الإسباني، خوسي مانويل ألباريس إلى الجزائر، حيث قالت إن هذا الأمر يتضمن إشارات على أن مدريد ارتأت التركيز على علاقاتها مع المغرب أكثر من الجزائر، ولاسيما في ظل استمرار محاولات الجزائر لدفع إسبانيا لتغيير موقفها من الصحراء المغربية.
وتجدر الإشارة في هذا السياق، أن صحيفة "لوموند" الفرنسية كانت قد قالت في تقرير نشرته في الأيام الماضية، إن سبب إلغاء زيارة وزير الخارجية الإسباني، خوسي مانويل ألباريس إلى الجزائرفي اللحظات الأخيرة، يرجع بالأساس إلى فشل الجزائر في إقناعه لإعلان موقف صريح مخالف لموقف مدريد الحالي الذي يدعم سيادة المغرب على الصحراء عبر مقترح الحكم الذاتي.
ونقلت الصحيفة الفرنسية عن مصادر جزائرية، أن المسؤولين الجزائريين كان لهم تحفظات بخصوص المواقف التي يُعبر عنها وزير الخارجية الإسباني بشأن قضية الصحراء، بخلاف -حسب المصادر الجزائرية- رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز، مما أدى إلى إلغاء الزيارة بعدما رفض ألباريس توضيح الموقف الذي ترغب فيه الجزائر.
وقالت لوموند، إن ألباريس أعلن أن سبب إلغاء الزيارة هو "مشاكل في الجدولة" من طرف الجزائر، مشيرة إلى أن عدم تنفيذ هذه الزيارة، سيعني أن العلاقات بين البلدين ستحافظان على مستوى منخفض من التطبيع، في ظل تمسك مدريد بموقفها الداعم للمغرب في قضية الصحراء.
وكان إلغاء زيارة ألباريس التي كان قد تم الإعلان عنها من طرف الجزائر وإسبانيا قبل موعدها بأيام، قد أثارت العديد من التساؤلات وراء الأسباب الحقيقية، وقد كانت أغلب التكهنات تشير إلى عدم توصل الجزائر وإسبانيا إلى اتفاق واضح بشأن قضية الصحراء المغربية، حيث تصر مدريد على دعم مقترح الحكم الذاتي المغربي في حين تطلب الجزائر منها التراجع عنه.