صحيفة إسبانية: صناعة بطاريات السيارات الكهربائية تدخل ضمن مخطط المغرب للسيطرة على جبل تروبيك بالمحيط الأطلسي

 صحيفة إسبانية: صناعة بطاريات السيارات الكهربائية تدخل ضمن مخطط المغرب للسيطرة على جبل تروبيك بالمحيط الأطلسي
الصحيفة – محمد سعيد أرباط
الأربعاء 31 يناير 2024 - 22:13

قالت صحيفة "El Dia" الإسبانية، إن المغرب يقوم بمجهودات كبيرة في السنوات الأخيرة، من أجل أن يصبح من أكبر منتجي بطاريات السيارات الكهربائية في العالم، مشيرة إلى أنه يتعاون مع الصين وكوريا الجنوبية في هذا المجال، حيث قام باستقطاب استثمارات هامة من هاتين البلدين.

وحسب تقرير الصحيفة المذكورة، فإن مخطط المغرب للتأسيس لصناعة قوية في مجال السيارات الكهربائية، يدخل في إطار مخطط أوسع يهدف إلى السيطرة على جبل تروبيك الواقع بالمحيط الأطلسي، والذي تُشير الدراسات إلى أنه منطقة غنية بالمعادن التي تصلح لإنتاج البطاريات الكهربائية.

وفي هذا السياق، قالت الصحيفة الإسبانية، إن انتاج البطاريات لفائدة السيارات الكهربائية تتطلب معادن عديدة، وليس مضمون حاليا قدرة المغرب على توفيرها لانتاج صناعة قوية في هذا المجال، وهو ما يدفع الرباط إلى وضع عينيها على جبل تروبيك الذي يوجد خلاف حول من سيدخل في نطاق حدوده البحرية مع إسبانيا،  في ظل وجود جزر الكناري على مقربة من منطقة جبل تروبيك.

وأشارت "إل دييا" إلى الاتفاقيات العديدة التي وقعها المغرب مع الشركات الآسيوية، وبالخصوص التي تنتمي إلى الصين وكورويا الجنوبية، من أجل إنشاء مصانع ضخمة بميزانية مالية كبيرة جدا، للتخصص في انتاج المواد الأولية والمعادن الخاصة بإنتاج البطاريات الموجهة لصناعة السيارات الكهربائية، مثل شركة LG الكوروية وشركة Huayou الصينية.

ووفق نفس المصدر، فإن من بين المشاكل الأخرى التي تحول دون سيطرة المغرب الرسمية على جبل تروبيك، هو الصراع القائم مع جبهة البوليساريو الانفصالية على إقليم الصحراء، مشيرة إلى أن المغرب لا يستطع ضم جبل تروبيك في ظل عدم حل مشكلة الصحراء على مستوى الأمم المتحدة بشكل نهائي.

وحسب نفس المصدر، فإنه في حالة تمكن المغرب من حل قضية الصحراء تحت سيادته، فإنه هو الأقرب لضم جبل تروبيك، بالنظر إلى أنه يقع قبالة سواحل إقليم الصحراء، بالرغم من أن الوضع النهائي قد يتحقق باتفاق بين المغرب وإسبانيا في ظل وجود جزر الكناري على خريطة المنطقة.

هذا وتجدر الإشارة إلى أن شركة LG الكورية الجنوبية، كانت قد أعلنت في شتنبر الماضي عن اتفاق للشراكة مع المجموعة الصينية Huayou من أجل إنشاء مصنع في المملكة المغربية، متخصص في إنتاج مادة الكاثود المستخرج من فوسفاط الليثيوم والحديد، والتي تُستخدم في صناعة البطاريات الكهربائية للسيارات.

وحسب بلاغ للشركة نقلته الصحافة الآسيوية، فإن اختيار المغرب يرجع إلى كونه يمتلك اتفاق للتبادل التجاري الحر مع الولايات المتحدة الأمريكية، إضافة إلى توفر البلد على أكبر احتياطي للفوسفاط في العالم، حيث ستكون المواد الأولية متوفرة على المستوى المحلي لفائدة المصنع.

ووفق نفس المصدر، فإن الشركتين تسعيان للإسراع في إنشاء هذا المصنع  بالمغرب، من أجل أن تكون الانطلاقة الرسمية له في الانتاج في سنة 2026، مقدرة أن تكون كمية الانتاج تصل إلى 50 ألف طن متري، موجهة للتركيب في 500 ألف سيارة كهربائية.

كما تجدر الإشارة إلى أن شركة "هوايو" (HUAYOU) الصينية التي تُعتبر من الشركات الرائدة عالميا في مجال صناعة مكونات البطاريات الكهربائية للسيارات، كانت قد أعلنت مؤخرا عن عزمها إنشاء مصنع ضخم خاص بانتاج مكونات بطاريات السيارات الكهربائية، وذلك في جهة العيون الساقية الحمراء بالصحراء المغربية.

وحسب بلاغ مشترك لوزارة الاستثمار والتقائية وتقييم السياسات العمومية، والمركز الجهوي للاستثمار لجهة العيون الساقية الحمراء، فإن وفدا هاما من الشركة الصينية المذكورة قام بزيارة ميدانية لجهة العيون الساقية الحمراء من أجل الإعداد لإنجاز المشروع، بغلاف استثماري يناهز 200 مليار درهم على مدى سبع سنوات إلى غاية 2030.

وحسب ذات المصدر، فإن هذا المشروع الصيني الواعد، من المرتقب أن يساهم في خلق أزيد من 13000 منصب شغل قار مباشر، وتطوير منظومة مندمجة لإنتاج البطاريات بجهة العيون الساقية الحمراء، وستُغطي هذه المنظومة حاجيات السوق الوطنية والأوروبية والأمريكية في مجال صناعات مكونات البطاريات الكهربائية بنسبة 30%، أي ما يناهز حاجيات بطاريات أزيد من 6 مليون سيارة في أفق 2030 وفق البلاغ.

وأضاف ذات المصدر، بأن زيارة الوفد الصيني حظيت بمواكبة من المركز الجهوي للإستثمار بتنسيق مع الوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات، وقد جاءت هذه الزيارة في إطار الجاذبية المتنامية لجهة العيون الساقية الحمراء التي تستفيد من دينامية تنموية متسارعة وتطور ملموس لمناخ الأعمال بفضل رؤية الملك محمد السادس لتنمية الأقاليم الجنوبية.

تعليقات
جاري تحميل التعليقات

أقيلوا هذا الرجل !

صناعة الفشل في المغرب سلعة رائجة. هذا على الأقل ما يمكن استخلاصه عند الإطلاع على حال شركة الخطوط الملكية المغربية التي يقودها عبد الحميد عدو إلى الهاوية وهو مستمتع بالمُهمة ...

استطلاع رأي

كمغربي أو مقيم في المغرب، هل تشعر أن ارتفاع الأسعار ونسبة التضخم أثرت على:

Loading...