صحيفة إسبانية: قرار إطلاق نشاط الجمارك التجارية بكل من سبتة ومليلية أصبح في يد المغرب الآن
قالت صحيفة "إل بيريوديكو دي إسبانيا" بأن قرار فتح الجمارك التجارية بكل من سبتة ومليلية وإعطاء انطلاقة نشاط نقل البضائع بين المدينتين وباقي التراب المغربي، أصبح الآن في يد الرباط وليس في يد إسبانيا، مشيرة إلى أنه رسميا لا يوجد أي اتفاق لدى وزارة المالية يُلزم المغرب بفتح الباب أمام النشاط التجاري في معبري المدينتين المذكورتين.
ونقلت الصحيفة الإسبانية عن مصادر في وزارة المالية الإسبانية ومديرية الضرائب، قولهم بأنه لا توجد أي وثيقة رسمية بشأن فتح الجمارك التجارية بكل من سبتة ومليلية، بالرغم من أن الرباط ومدريد اتفقتا خلال الاجتمارع رفيع المستوى بين 1 و2 فبراير الماضي على استئناف حركة عبور الأشخاص والبضائع في المعابر الحدودية.
وأضاف نفس المصدر، بأن المكاتب الجمركية في كل من سبتة ومليلية هي جاهزة لبدء النشاط التجاري، إلا أن الطرف المغربي لم يعط الموافقة بعد على بدء هذا النشاط، كما أنه لم يقم من جانبه بإنجاز أي مكاتب جمركية، ما يشير إلى أن الرباط لا ترغب في إحداثها تفاديا لأي تفسير قد يحسب هذه الخطوة على أنها اعتراف من المغرب بسيادة إسبانيا على سبتة ومليلية.
وحسب المصادر التي اعتمدت عليها صحيفة "إل بيريوديكو دي إسبانيا" في مصلحة الضرائب ووزارة المالية، إن الجميع مقتنع في إسبانيا حاليا، بأنه حتى في حالة إذا تم اعطاء انطلاقة النشاط الجمركي بمعبري سبتة ومليلية، فإن ذلك سيكون وفق شروط وقوانين محددة من طرف المغرب، ولن تكون حركة التنقل وفق القوانين الجمركية الدولية.
هذا ويُتوقع أن تُشكل مسألة تأخر فتح الجمارك التجارية في كل من سبتة ومليلية أحد القضايا التي ستستعملها المعارضة السياسية الإسبانية لبناء خطابها المعارض لبيدرو سانشيز، خاصة في ظل الحملات الانتخابية الجارية تزامنا مع اقتراب يوم الاقتراع في 28 ماي الجاري.
وتجدر الإشارة في هذا السياق، بأن مرشح الحزب الشعبي الإسباني "PP" في الانتخابات البلدية لـ 28 ماي لرئاسة مليلية، خوان خوسي إمبرودا، اتهم مؤخرا المغرب، بممارسة أسلوب التماطل بشأن فتح الجمارك التجارية مع مليلية المحتلة، لدفع سكان المدينة إلى الملل والتوقف عن المطالبة بعودة نشاط نقل البضائع مع باقي المدن المغربية المجاورة.
ونقلت وكالة الأنباء الإسبانية غير الرسمية "أوروبا بريس"، تصريحا لإمبرودا خلال خطاب لحشد الدعم لصالحه في حملته الانتخابية التي يهدف من خلالها إلى حصد الأصوات التي تعيده إلى رئاسة مليلية من جديد، قال فيه بأن "المغرب ليس هنا للتصفيق علينا وجعل حياتنا ساهلة، بل سيجع الأمور صعبة علينا".
ودعا امبرودا إلى ضرورة أن توجه مليلية أنظارها إلى إسبانيا وأوروبا، والتعويل عليهما من أجل إعادة الأمور إلى نصابها من الناحية الاقتصادية، خاصة أن المدينة وقعت العديد من الاتفاقيات مع جهات في منطقة الأندلس حسب تصريحه، مضيفا بأنه سبق أن أكد أكثر من مرة على ضرورة توجيه مليلية اعتمادها على أوروبا أكثر من المغرب.
ومن جهة أخرى، شدد امبرودا على ضرورة مواصلة الضغط والمطالبة بالتزام المغرب بالاتفاقيات المبرمة مع إسبانيا، وأبرزها إعادة استئناف النشاط الجمركي لنقل البضائع، خاصة أنه مرت سنة على إعلان إسبانيا موقفها الجديد الداعم للمغرب في قضية الصحراء، مشيرا بأن على جميع الأطراف في مليلية ألا تشعر بالملل من استمرار المطالبة باعادة نشاط نقل البضائع بين مليلية وباقي المناطق المغربية.