عكس تعاملها مع المغرب.. لا حديث عن "التطبيع" أو الاحتجاجات في وسائل الإعلام التركية بعد استقبال أردوغان للرئيس الإسرائيلي

 عكس تعاملها مع المغرب.. لا حديث عن "التطبيع" أو الاحتجاجات في وسائل الإعلام التركية بعد استقبال أردوغان للرئيس الإسرائيلي
الصحيفة من الرباط
الأربعاء 9 مارس 2022 - 22:37

تغيرت نبرة وسائل الإعلام التركية 180 درجة عندما تعلق الأمر اليوم الأربعاء بزيارة الرئيس الإسرائيلي إسحاق هيرتسوغ إلى أنقرة، أين التقى بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان وسط احتفاء رسمي كبير من مؤسسات البلاد بما فيها الجيش الذي جاب خيالتُه الشوارع رافعين علمي تركيا وإسرائيل، في مشهد مناقض تماما للطريقة التي تناول بها الإعلام الرسمي التركي عودة العلاقات المغربية الإسرائيلية في دجنبر من سنة 2020.

ونقلت وكالة الأنباء التركية الرسمية "الأناضول" عن أردوغان قوله "واثق أن الزيارة التاريخية للرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتصوغ ستكون نقطة تحول جديدة في العلاقات بين بلدينا" وأضاف أن "الهدف المشترك لتركيا وإسرائيل هو إعادة إحياء الحوار السياسي بين البلدين على أساس المصالح المشتركة ومراعاة الحساسيات المتبادلة، وتابع أن "إحلال السلام والرفاهية والمساهمة في إعادة إحياء ثقافة العيش المشترك بالمنطقة هو أمر بيدنا".

و"الأناضول" هي نفسها التي اعتادت الانحياز إلى الصف الرافض للتطبيع مع إسرائيل في تغطيتها للمواضيع التي تهم العلاقات الثنائية بين الرباط وتل أبيب، فقبل أقل من 3 أسابيع نشرت مقالا في هذا الاتجاه تزامنا مع زيارة أورنا بابيفاي، وزيرة الاقتصاد والصناعة الإسرائيلية إلى المغرب معنونة إياه بـ" علاقات المغرب وإسرائيل الاقتصادية.. الزيارات تسرّع التطبيع".

وفي 25 نونبر الماضي نشرت الوكالة مقالا بعنوان جاء فيه "عقب يومين على أول زيارة أجراها وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس إلى الرباط "التطبيع خيانة" وسم يتصدر "تويتر" في المغرب"، وذلك تزامنا مع الزيارة الأولى لبيني غانتس إلى الرباط، لكنها لم تنشر أي مادة اليوم عن موقف العديد من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي الرافضين لزيارة رئيس الدولة العبرية إلى تركيا.

والمثير للانتباه أيضا هو أن "الأناضول" ركزت بالبند العريض على حديث الرئيس التركي على أهمية حل الدولتين خلال لقائه بنظيره الإسرائيلي، وهو الموقف ذاته الذي أعلنت عنه الرباط ملكا وحكومة تزامنا مع إعلان عودة العلاقات الدبلوماسية المغربية الإسرائيلية، لكنه لم يكن يلق إلا اهتماما جانبيا من طرف وسائل الإعلام التركية، الأمر الذي يطرح علامات استفهام عديدة حول المعايير التي تعمل بها تلك المؤسسات.

وكانت وسائل إعلام إسرائيلية قد أوردت أن أردوغان استقبل هيرتسوغ في القصر الرئاسي في أنقرة "المُزين بأعلام إسرائيلية، بعزف النشيد الوطني "هتكفا" (الأمل)، وبمرافقة 21 طلقة بندقية"، وأضافت أنه من المقرر أن يستضيف يستضيف الرئيس التركي نظيره الإسرائيلي لاحقا على مأدبة عشاء رسمية يحضرها الوفد المرافق لهذا الأخير.

تعليقات
جاري تحميل التعليقات

إهانة موسمية

المغرب ليس بلدا خاليًا من الأعطاب، ومن يدعي ذلك فهو ليس مُخطئا فحسب، بل يساهم، من حيث لا يدري في تأخر عملية الإصلاح، وبالتالي يضر البلد أكثر مما ينفعه، ولا ...