على الرغم من وقف الحكومة المغربية دعمها لزراعة الأفوكادو بسبب الجفاف الحاد.. المغرب يقترب من تحقيق أرقام قياسية جديدة في صادراته
على الرغم من واقع الجفاف الحاد الذي تتكبّده المملكة ويُعد الأسوأ من نوعه من عقود، مما استدعى إعلان "حالة الطوارئ المائية"منذ يوليوز من العام الماضي، تظهر تقارير دولية أن المغرب يسير بسرعتين الأولى في محاولة تدبيره أزمة الإجهاد المائي داخليا، والثانية استمراره في تسجيل أرقام قياسية في صادراته من الفواكه المستهلكة للمياه وعلى رأسها الأفوكادو، خصوصا في الخمس سنوات الأخيرة، التي جعلته يتربّع على عرش أكبر المصدرين عالميا.
وحسب تقرير صادر عن "إيست فروت"، فإن المصدرين المغاربة يقتربون من تحقيق رقم قياسي جديد في صادرات الأفوكادو خلال الموسم الحالي، بعدما شهد قطاع إنتاج وتصدير الأفوكادو في المغرب مسارا تصاعديا مستمرا، يسير صوب تعزيز أحجام التجارة وتوليد عائدات متزايدة الأهمية من النقد الأجنبي للبلاد.
ومن المقرر أن يواصل الموسم الزراعي الحالي 2023/24 هذا الاتجاه، حيث تشير التوقعات إلى تسجيل رقم قياسي جديد محتمل في صادرات الأفوكادو، مشيرة إلى أنه في الفترة ما بين يوليوز 2023 ويناير 2024، وصل المغرب إلى علامة فارقة من خلال تصدير ما يقرب من 40 ألف طن من الأفوكادو، بقيمة 120 مليون دولار، مسجلا رقما قياسيا جديدا لهذه الفترة.
ومع بقاء أربعة أشهر أخرى حيث يشهد يونيو عادةً انخفاضًا في الصادرات، فإنه وحسب التقرير ذاته حتى لو انخفضت أرقام فبراير وماي 2024 إلى أدنى المستويات التي شوهدت في السنوات الأخيرة، فمن المتوقع أن يكون إجمالي الصادرات لموسم 2023/24 غير مسبوق، وهو ما تؤكده أيضا البيانات الأولية الصادرة عن جمعية الأفوكادو المغربية، مما يشير إلى أن الصادرات قد تتجاوز بالفعل 60 ألف طن للموسم بأكمله.
وكان المغرب قد رفع من محصول الأفوكادو الموجه إلى سوق التصدير بنسبة 20٪ في عام 2023، مقارنة بالعام الذي يسبقه، وذلك بفضل الظروف الجوية المواتية وتوسيع مناطق النمو، لكن الجفاف المستمر ونقص المياه وإنهاء الدعم الحكومي للري للمزارع الجديدة باتت تحديات جديدة يمكن أن تؤثر على الصادرات في المستقبل.
واحتلت الأفوكادو المرتبة الثامنة في قائمة فئات الفواكه والخضروات ذات أعلى عائدات تصدير في المغرب في عام 2021، كما ذهبت حوالي 75 في المائة من صادرات المغرب من الأفوكادو في موسم 2017-2018 إلى إسبانيا، إلا أن سياسة تنويع صادرات الأفوكادو من قبل المصدرين المغاربة أدت إلى خفض حصة إسبانيا إلى 39 في المائة بحلول موسم 2021/22.
واحتلت فرنسا المرتبة الثانية في هيكل الصادرات المغربية بحصة 26 في المائة، تلتها هولندا (19٪) وألمانيا (10٪) والمملكة المتحدة (3٪). وشملت قائمة البلدان الأصغر التي استوردت الأفوكادو المغربي في موسم 2021/22 روسيا (600 طن)، سويسرا (300 طن)، بلجيكا (200 طن)، البرتغال (100 طن)، وكذلك بعض دول الشرق الأوسط (300 طن)، ثم دول إفريقيا جنوب الصحراء (200 طن).
ويعد سوق تصدير الأفوكادو المغربي محدود حاليًا بسبب اعتماده على عدد قليل من الوجهات. وعلى الرغم من الزيادة في العرض، فإن المصدرين المغاربة يستهدفون بشكل أساسي أربع دول في الاتحاد الأوروبي – إسبانيا وفرنسا وهولندا وألمانيا – حيث قامت الدول الثلاث الأولى بإعادة تصدير الأفوكادو المغربي بشكل كبير. خامس أكبر مستورد، المملكة المتحدة، تقع خارج الاتحاد الأوروبي، في حين أن عملية تنويع سوق التصدير المغربية جارية، إلا أنها تتقدم ببطء، فيما تؤكد التقلبات الموسمية، أن صادرات الأفوكادو إلى دول خارج المستوردين الخمسة الأوائل تتراوح من 700 إلى 1900 طن.
وفي وقت، بلغت صادرات المغرب من الأفوكادو العام الماضي، حوالي 45,000 طن بقيمة 139 مليون دولار، وذلك في الفترة ما بين يوليوز 2022 إلى ماي 2023، أعلنت الحكومة المغربية وقف دعمها للزراعات المستنزفة للماء وعلى رأسها الأفوكادو، حسب نزار بركة، وزير التجهيز والماء.
وبحسب بركة، الذي كان يتحدّث في أحد البرامج التلفزية الحوارية شهر يناير الماضي، فإن "المغرب الأخضر حقق العديد من الإنجازات للمغرب منها الاكتفاء الذاتي في سلاسل إنتاج كانت أساسية وكان يجب أن تتحقق"، بيد أن المغرب كان يصدر الماء، عن طريق المنتجات الفلاحية المستهلكة للماء الموجهة للتصدير، فيما الواردات الفلاحية أكثر بكثير من صادرات الماء.
وشدّد المسؤول الحكومي، على أنه قد تمت مراجعة المخططات الجهوية للفلاحة، للملاءمة بين العرض والطلب، كما تمت مراجعة الاستثمارات المستقبلية لتتوافق مع العرض المائي، كما قررت الحكومة وقف دعم زراعة الأفوكادو، وبدأت في نهج منطق الحذف المرتبط بكمية الماء في المناطق المختلفة، وهو المنطق الذي تم الاعتماد عليه لاتخاذ قرار وقف زراعة البطيخ الأحمر في طاطا، وتخفيض زراعته بنسبة 75 بالمائة في زاكورة.
وتتم زراعة فاكهة "الأفوكادو" بالمغرب، على طول الساحل بين مدينتي طنجة والرباط، والذي يتمتع في الوقت الحالي، بما يكفي من الأمطار والموارد المائية للري، خصوصا وأن هذه الفاكهة تعد من أكثر الفواكه استهلاكا للمياه، فحسب بيانات المعهد الهولندي للصحة العامة والبيئة، فإن كيلوغراما واحدا من الأفوكادو يتطلب 729 لترا من المياه، ما يمثل أضعاف ما تحتاجه فواكه أخرى.
تعليقات
بإمكانكم تغيير ترتيب الآراء حسب الاختيارات أسفله :