عودة التوازن لأسعار الدواجن يعطي أملا جديدا للمربين بعد خسائرهم خلال فترة الجائحة
قالت الفيدرالية البيمهنية لقطاع الدواجن FISA إن قطاع تربية الدواجن بالمغرب عرف انفراجا ملحوظا خلال الشهرين الماضيين، مسجلا ارتفاعا نسبيا في أثمنة البيع انطلاقا من الضيعات، ما أعاد الثقة لدى المربين في مستقبل القطاع رغم ارتفاع تكلفة الإنتاج بفعل الارتفاعات المتتالية التي سجلتها أسعار الأعلاف المركبة الموجهة لتغذية الدواجن متأثرة بغلاء المواد الأولية في الأسواق العالمية.
وحسب المنظمة المهنية فقد جاء هذا الانفراج نتيجة مجموعة من التدابير التي عملت على تنزيلها تفاعلا مع ما فرضته الأزمات التي عرفها القطاع خلال السنوات الأربع الأخيرة، آخرها أزمة جائحة "كوفيد 19" التي تسبت له في خسائر فادحة، مما دفعها إلى بحث سبل ناجعة لتجنيب مربي الدواجن خطر الإفلاس.
وبادر أصحاب المحاضن بطرق مختلفة إلى خفض معدل إنتاج كتاكيت اليوم الواحد بنسبة ساهمت بشكل كبير في تقليص الفارق بين العرض والطلب، الذي كان يؤثر سلباً على عملية التسويق وأسعار البيع، ما اعتُبر خطوة مهمة في طريق تصحيح الوضع، وتنظيم عملية الانتاج بما يتلاءم ومصلحة المربين مع مراعاة مصلحة المستهلك.
وساهم تطبيق العمل ببرنامج تتبع إنتاج وبيع الكتاكيت بشكل فعال في عملية ضبط معدل إنتاج ونِسب استيراد الأمهات، وبالتالي قطع الطريق أمام التربية العشوائية خارج الضيعات المرخصة لنشاط تربية الدواجن، مما سيساهم مستقبلا في ضبط معدل الإنتاج وتحسين ظروف عمل المنتجين.
وكان للدور الذي لعبته الفيدرالية البيمهنية لقطاع الدواجن في تلميع وتسويق صورة المنتوج الوطني من الدواجن بالمعارض والملتقيات الأفريقية والدولية، والتكوينات التي تنظمها لفائدة المهنيين الأفارقة بمركز التكوين والبحث التطبيقي AVIPOLE بعين جمعة بالدار البيضاء، نتائج مهمة، انعكست إيجابا على القطاع الذي أصبح يحظى بثقة كبيرة لدى المنتجين الأفارقة، مما دفعهم إلى الإقبال بقوة على استيراد المنتوج الوطني من الكتاكيت وبيض التفقيص رغم الاضطرابات التي تعرفها الملاحة التجارية الجوية، الأمر الذي ساهم في حل إشكالية الفائض في الإنتاج الذي كان عائقا أمام انتعاش سوق الدواجن، وخلقَ توازنا ملحوظا بين العرض والطلب، وبالتالي انتعاش أسعار البيع انطلاقا من الضيعات والتي تظل رغم ذلك دون طموحات المربين بسبب ارتفاع تكلفة الإنتاج، وفق بلاغ للفيدرالية.
وأوردت المنظمة ذاتها أن مربي الدواجن عبروا عن ارتياحهم لانتعاش الأسعار خلال شهر رمضان الماضي والتي كانت استثنائية، بحيث لم ينزل سعر الدجاج الحي بالضيعات عن 14 درهم كمعدل عام، مسجلا ارتفاعا بنسبة تجاوزت 60 في المائة مقارنة مع نفس الفترة من السنة الماضية، الأمر الذي جدد أمل المنتجين في تخطي آثار الأزمات التي عرفها القطاع لأزيد من أربع سنوات.