غياب المغرب عن إدانة اجتياح روسيا لأوكرانيا.. 4 مواقف تؤكد أن "خطوة" الرباط لم تُسجّل ضدها

 غياب المغرب عن إدانة اجتياح روسيا لأوكرانيا.. 4 مواقف تؤكد أن "خطوة" الرباط لم تُسجّل ضدها
الصحيفة – محمد سعيد أرباط
الأثنين 4 أبريل 2022 - 17:45

على عكس التوقعات التي كانت تتحدث عن أن غياب المغرب عن جلستي الأمم المتحدة للتصويت على قرار يدين الاجتياح الروسي لأوكرانيا، سيكون له تداعيات سلبية على موقع الرباط ضمن الحلفاء الغربيين، إلا أن ما حدث بعد ذلك كان يخالف كل تلك التوقعات.

وغاب المغرب عن الجلسة الأولى ضمن 12 بلدا آخر، في حين صوت 141 بلدا لصالح القرار الذي يدين موسكو، بينما امتنع 35 بلدا عن التصويت، وقد اعتُبر غياب المغرب عن التصويت في هذه الجلسة، بمثابة رفض لإدانة روسيا، وبالتالي خالف المواقف التي أعلنت عنها جل البلدان الغربية التي ادانت بشكل مباشر روسيا، وعلى رأس هذه البلدان، الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية كفرنسا وإسبانيا وألمانيا، وهي كلها تمتلك علاقات وروابط قوية بالرباط، على عكس موسكو.

لكن في قراءة لعدد من الخطوات والمواقف التي اتخذها بلدان غربية عقب جلسة التصويت تلك والجلسة الثانية التي غاب عنها المغرب أيضا، يتضح أن "خطوة" الرباط بالتغيب عن إدانة الاجتياح الروسي لأوكرانيا، لم تُسجل ضدها من طرف الدول الغربية الحليفة للمغرب، وبالخصوص الولايات المتحدة الأمريكية، وفرنسا وإسبانيا، إضافة إلى أوكرانيا نفسها.

زيارة بلينكن وتعزيز علاقات الرباط وواشنطن

زار بداية الأسبوع الماضي، لأول مرة، وزير الخارجية الأمريكي، أنطوني بلينكن، العاصمة المغربية الرباط، في إطار جولة قادته إلى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وقد التقى نظيره المغربي ناصر بوريطة، وأكد بلينكن خلال هذه الزيارة على أهمية العلاقات بين الرباط وواشنطن وضرورة تعزيزها على كافة المستويات.

وتأتي هذه الزيارة بعد جلستي التصويت التي غاب عنهما المغرب والتي تتعلق بإدانة روسيا، وقد جدد خلالها بلينكن في العاصمة المغربية، الموقف الأمريكي من الصحراء المغربية، وخاصة التأكيد على دعم المقترح الحكم الذاتي كحل واقعي وذو مصداقية لإنهاء النزاع في الصحراء.

وتُعتبر هذه الزيارة بمثابة تأكيد على أن الخطوة المغربية بالغياب عن جلسة إدانة موسكو في الأمم المتحدة، لم يكن لها تأثير على العلاقات الثنائية بين الرباط وواشنطن، بالرغم من أن الأخيرة هي التي تقود المساعي والجهود الهادفة إلى إيقاف الاجتياح الروسي لأوكرانيا وفرض عقوبات عليها.

موقف مدريد الجديد من الصحراء

بالرغم من أن مدريد لا تحظى بوزن دولي ثقيل في قضية الأزمة الروسية الأوكرانية، إلا أنها تُعتبر من البلدان الأوروبية والغربية المنضوية تحت لواء حلف "الناتو"، وهي من البلدان التي صوتت لصالح إدانة روسيا وتصطف إلى جانب الولايات المتحدة الأمريكية في هذه الأزمة، ومع ذلك فإن مواقفها تُجاه الرباط بعد جلسة التصويت، لم تتأثر بتلك القضية، بل بعد أسبوعين فقط من الجلسة الأولى أعلنت مدريد عن موقف جديد غير مسبوق لصالح المغرب في قضية الصحراء.

ففي يوم الجمعة 18 مارس الماضي، بعث رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز، برقية إلى الملك المغربي محمد السادس، يُعلن فيها بشكل رسمي، تغيير مدريد موقفها من قضية الصحراء، والخروج من دائرة الحياد وإعلان دعمها لمبادرة الحكم الذاتي المغربية للصحراء كحل واقعي وذو مصداقية.

وتعرف العلاقات الديبلوماسية بين الرباط ومدريد حاليا تحسنا ملموسا، ويُرتقب أن يحل بيدرو سانشيز بالرباط في الأيام القليلة المقبلة عقب دعوة وجهها له الملك محمد السادس، من أجل بدء صفحة جديدة في العلاقات الثنائية للبلدين.

تجديد فرنسا دعمها لمبادرة الحكم الذاتي

تُعتبر فرنسا من البلدان الغربية التي تقود مساعي إنهاء الاجتياح الروسي لأوكرانيا إلى جانب كل من ألمانيا والولايات المتحدة، وهي من البلدان التي صوتت لصالح إدانة موسكو في جلسة الأمم المتحدة، وهي من البلدان الحليفة والقريبة من المغرب، إلا أن غياب الأخير عن جلسة التصويت، بدوره لم يُشكل أي تأثير في العلاقات الثنائية.

وما يؤكد هذا الأمر، هو الموقف الذي أعلنت عنه باريس مباشرة بعد إعلان مدريد دعمها لمقترح الحكم الذاتي للصحراء المغربية، حيث جددت دعمها لهذا المقترح معتبرة إياه هو الأساس الواقعي لإنهاء النزاع في تلك المنطقة، وهو ما يؤكد أن العلاقات الثنائية بين الرباط وباريس لازالت قائمة على أسس قوية.

حديث وزير خارجية أوكرانيا مع بوريطة

وفي الوقت الذي كان يُتوقع بشكل كبير أن يكون غياب المغرب عن إدانة روسيا تأثير على العلاقات الثنائية مع أوكرانيا، إلا أن هذا التوقع بدوره لا يبدو دقيقا، خاصة بعد إعلان وزير الخارجية الأوكراني، ديميترو كوليبا، يوم الجمعة الماضية، عبر حسابه الرسمي على موقع تويتر، بأنه تحدث مع نظيره المغربي ناصر بوريطة عبر الهاتف.

وقال كوليبا بأن"أوكرانيا والمغرب تربطهما "علاقات ثنائية ودية"، مضيفا أن الطرفين يتطلعان إلى تعزيزها بشكل أكبر في جميع المجالات، بما في ذلك الأمن الغذائي وتعزيز التجارة والتعاون داخل المنظمات الدولية.

هذه المواقف الأربعة، تُعطي إشارات بأن ما قيل في عدد من التقارير الإعلامية الدولية، على أن غياب الرباط عن إدانة روسيا سيكون له تأثير سلبي على علاقاتها مع الدول الغربية، غير دقيقة وجانبت الصواب، وبالتالي قد يكون المغرب قد أصاب أكثر مما أخطأ في هذه الخطوة، خاصة أنه أعلن بشكل رسمي دعمه للحوار والتفاوض لإنهاء الأزمة الروسية والأوكرانية.

ومن جانب آخر، فإن موقف المغرب من هذه الأزمة، قد يؤدي بالمغرب إلى جني بعض النقاط الديبلوماسية الإيجابية مع موسكو، خاصة أن الأخيرة تُعتبر من البلدان الحليفة للجزائر وتدعمها في مساندة جبهة "البوليساريو" الإنفصالية.

إهانة موسمية

المغرب ليس بلدا خاليًا من الأعطاب، ومن يدعي ذلك فهو ليس مُخطئا فحسب، بل يساهم، من حيث لا يدري في تأخر عملية الإصلاح، وبالتالي يضر البلد أكثر مما ينفعه، ولا ...

استطلاع رأي

مع تصاعد التوتر بين المغرب والجزائر وتكثيف الجيش الجزائري لمناوراته العسكرية قرب الحدود المغربية بالذخيرة الحيّة وتقوية الجيش المغربي لترسانته من الأسلحة.. في ظل أجواء "الحرب الباردة" هذه بين البلدين كيف سينتهي في اعتقادك هذا الخلاف؟

Loading...