فشل السلطة الدينية والدين لله والوطن للجميع !

لا تزال معركة فكر التنوير البشري وعلاقتها بتأسيس بناءات تنويرية عقلانية ومنطقية قائمة لتحرير العقل البشري بصفة عامة والعقل العربي لدى الإنسان العربي اليمني، من براثن التبعية الدينية وأفكارها المشوهة المشحونة قائمة معها إلى يوم القيامة.
فالسلطة الدينية في كل الشعوب والأزمنة فاشلة بكل المجالات لم تنجح إطلاقاً ولم تحقق شيء يخدم شعوبها واتحدى أيا كان يقول ويبرهن أن هناك سلطة دينية في أي دولة أو شعب أو قارة على امتداد عالمنا الوسيع قد نجحت أو حققت شيئا يخدم شعوبها والانسانية بشكل عام.
بكل تأكيد لا يوجد فجميع السلطات الدينية بشقيها السنيه الشيعية التي وصلت إلى الحكم بطرق غير مشروع، وحكمت الشعوب وخاصة عالمنا العربي منذ العقد المنصرم بكل تأكيد لم تنجز شيء أو تحقق شيء بقدر ما صنعته وفعلته بحق نفسها والشعوب من أخطاء وكوارث وويلات ومآسي يرتقي إلى جرائم وانتهاكات رهيبة لا يمكن نسيانه، مثل ما حدث مع السلطة الدينية في أوروبا والسلطة الدينية العثمانية وبلاد فارس وفي الهند والغرب في القرنين الماضين، وما حدث ويحدث اليوم والشواهد كثيرة.
كما أثبتت لنفسها وأمام الشعوب والعالم فشلها وعجزها في إدارة الدول، بل وسخرت كل شيء لخدمة مشاريعها الصغيرة ووظفت كل شيء لنازيتها، لأنها بنيت على الخطأ من الأساس والجذور ولم تقوم على أسس سليمة، بل قامت على بُعد ديني مذهبي وجهوي متوحش وتنكرت لاسس التنوير ومقومات العلم فتغطت بوشاح الدين وتسترت بشعارات براقه وتوشحت عباءة الدين والمذهب في كومة ملازم وكتيبات صُنعة لانفسها وتابعيها أشخاص على هيئة أصنام بشرية بهيئة مرجعيات دينيه قذرة هنا، وهناك، هذا، وذاك، أيًا كان مذهبها أردات أن تشرب من وحل الكراهية، والموت، والقتل، والبدع، والخرافات، والتمجيد واللغو البعيد كبعد الشمس عن الإسلام.
هدفها دفع بعقل الإنسان العربي واليمني خاصة من أتباعهم ممن باعوا أنفسهم رخيصة لذلك الوحش الشرير القاتل الشيطان الديني بلباس الواعظ المرجعي، هنا، وهناك، في هذا البلد أو ذاك كأدوات تحركها تلك الأصنام المرجعية في سبيل هلاك وقتل العقل العربي اليمني ومن حالة الانكفاء الإسلاموي المميت بشقيه السني الشيعي الرجعي ومن حالة الانطواء المجتمعي/ المتوارث في صيغ عادات وتقاليد، جاهلية مشوه، وبالية، لا تمت لقيم الانسان وحقوقه الإنسانية المشروعة بصلة.
ومن حالة السقوط والركود العقلي والمعرفي والعلمي المتقوقع في بناءات معرفية سطحية وقريبة تدور في حلقة مفرغة حول نفسها متأثر بأفكار الإسلام السياسي الرجعي لا حول ولا قوة لها، وباتت عاجزة وفاشلة بكل المقاييس وليس لها عوامل القدرة في أن تنظر في آفاق الاستدراك والاستدلال العقلي والمنطقي والبعيد عن كل القضايا الجوهرية وابعاد النهوض والتقدم العلمي الانساني والحضاري في جميع المجالات المختلفة.
إنها معركة حاضرة يخوضها اليوم وإلى يوم القيامة كل عقول التنوير البشري من المثقفين العرب واليمنين، لتحرير عقل الشباب العربي اليمني من تلك القيود والبراثين التي أصابت العقل العربي اليمني بمقتل. هذه المحاولات لاستجلاء اشكاليات الاستقلال العقلي والإدراكي للعقل العربي اليمني تحاول توفير أسئلة لاجابات غائبة.
لماذا البديهيات والمسلمات التي تعلمها، العقل العربي، كادت أن تذهب بعيداً بواقع العقل العربي اليمني وترميه في مقتل، وتهجر العقل والخيال والطموح. الأسباب كثيرة، ومنها أن العقل العربي لدى الشباب العربي اليمني لا يزال خاضع وتابع لأصحاب المدارس الدينية الاسلاموية المغلقة.
ولم يتحرر بعد من قيود أرباب وأصنام تلك المدارس الاسلاموية المغلقة الذي أفضى إلى عقول جامدة مشوه بأفكار اسلاموية أكثر عنف ودموية وعادات وتقاليد وصيغ جاهلية تتنافى مع الفطرة السليمة، يرفضها العقل والمنطق، فأضحت تلك العقول فارغة ماهيتها ودورها وقيمتها في الحياة، تتربع بأجسام مسندة طويلة وعريضة تابعة بيد أصنام المدارس الاسلاموية الرجعية المتخلفة، تحركها كيفما تريد تمارس الهدم لا البناء والقتل لا الحياة والجهل والخرافات والأساطير لا العلم والمعرفة والاستدراك والاستدلال العقلي المعرفي والتقليد والتجهيل لا التعلم، وبشتى أنواعها ووسائلها تلك.
،وممارسته أيضا للتعلم المنقول عن الأخر، وفي كل العلوم، الأمر الذي أدى بعقل الانسان العربي اليمني إلي استزراع بذور التخلف الذي اوقعه في مصيدة مدراس الإسلام السياسي المغلقة، وتحويل ذاكرته العقلية الجمعية إلي مستودع لثقافة العبودية للفرد والطغيان والموت والكراهية الدينية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية، على عكس ثورة العلمانية والتنوير والمعرفة استطاعت أن تنجح في جميع المجالات وتخطوا صوب البناء في كل الشعوب دولة وشعب معا المؤمنة بها القائمة على أسس سليمة وعلمية وحققت ما لم تحققة الدولة الدينية في كل الأزمنة، والادلة كثيرة والواقع شاهد على ذلك النجاح.
فأصبح التنافس اليوم، في جميع المجالات هو حديث الأمم اليوم بقدر ما تقدم من خدمات وانجازات لشعوبها والانسانية وما زال بعض شعوبنا العربية الأفريقية والآسيوية غارقة في صراع القتل على علي ومعاوية ومذهب وآخر باشراف الوجوه الدينية الحاكمة منها وغير الحاكمة هنا وهناك، استمر الخطأ والتراجع إلى الخلف والواقع الكارثي شاهد على ذلك بينما العالم يسير نحو الأمام وأمام كل جديد وافد من العلوم والأفكار عندما يتساءل العقل للشباب العربي اليمني لماذا؟ وأين ؟ وكيف؟ يجيبه عقله، بأنه لا يمانع في الاستفادة من التلاقح المعرفي مع العلوم والمعارف والثقافات والحضارات الأخرى بغض النظر عن الأجناس أو الأديان أو اللغات أو الشعوب.
إته انتحار بعقل الانسان العربي اليمني بشكل متعمد وفي تجاهليه تامة لشعوب ومجتمعات عالمنا العربي واليمني، وتعمد واضح الهدف ابقاء العقل العربي اليمني مكبل بتلك الأفكار والعلوم الدينية الاسلاموية الكهنوتية، الرجعية المشوهة الدخيلة على قيم الإسلام السوي، وليس له أي صلة بالاسلام. كل ذلك من أجل تأسيس بناءات عقلية بصيغ دينية مشوه لتقدم نفسها بأنها سلطة الأمر والناهي والناطق الرسمي باسم الله او الرب لتسيطر على حياة الناس والشعوب ومصائرهم وعقولهم تحت استغلال والاستعطاف العاطفي للناس والشعوب.
وخاصة شعبنا اليمني وشعوبنا العربية هي في الحقيقة طيبة وسريعة التأثير من يأتي لهم ويتكلم ويخطب باسم الدين انساقت وراءه وصدقته بمكاننا نصورهم أنهم حديثي الاسلام وكأنهم لا يعرفون الدين من قبل لكن ما حدث هو أن وجوه وأصنام الأديان أرادت أن تكتب على نفسها الغباء ولعنة التاريخ عندما أرادوا استغباء الناس والشعوب والعزف لهم على وتر الدين تحت مبررات واهيه والهدف منه أبقى العقول العربية اليمنية متخلفه وجاهلة، هذا من جانب وإقصاء ومحاولتهم الفاشلة محاربة العقول التحررية التنويرية العربية اليمنية الأخرى من جانب آخر.
وهذا الأمر هيهات لا ولن يتحقق لهم ذلك وخاصة أن اليوم ليس مثل الأمس فهناك جيال يمني عربي قائم أمامهم شاهر في ووجوهم سلاحه البتار العلم والتنوير والمعرفة ومن وراءه جيل يولد منه جيل وجيل إلى يوم القيامة متسلح بالعلم والتنوير والعلمانية من الصعب اليوم تجاوزه أو محاربته إطلاقاً.
السؤال لما لا نستطيع النهوض والالتحاق بركاب التطور على الرغم من توفر عوامل العلم والمعرفة؟ لكني أجيب على هذا السؤال ليس لأن العقول العربية اليمنية متخلفة بذاتها بفطرتها، وإنما هناك عوامل وقيود فرضت علية أبرزها القيود الدينية لأصحاب المدارس الاسلاموية السلالية المغلقة المتوغلة في كافة جوانب الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والعلمية وغيرها من العوامل التي قتلت الانسان والعقل العربي اليمني في وقت واحد.اليوم وقبل الأمس وقبل الغد.
الأمر الذي أدى إلى بقاء العقول العربية اليمنية مجرد عقول فارغة وفقيرة وعاجزة وتابعة وعبودية للرجل الديني فقط بهدف إبقاء العقل العربي جاهل يحركه في تحقيق أهدافهم الدنيوية القذرة ومشاريعهم الصغيرة، بل وقتلة في أهداف وعنوانين متنوعه لا تخدم الانسان العربي اليمني.
ولا يمكن تحرير العقول العربية واليمنية من قيود خاخامات ورجالات الدين وافكارهم المسمومة على المستوى الرسمي"الدولة" والشعبي إلا من خلال ثورات العقول التنويرية في الأوساط الشعبية وبالعلم ومحاربة الجهل والفقر الديني والسياسي والاقتصادي والاجتماعي سيبقى هو السلاح الوحيد لإنقاذ عالمنا العربي وتحرير العقل العربي اليمني من تلك القيود الدينية والمدارس الدينية بكل مذاهبها واديانها والولوج إلى عالم النهوض والتقدم والازدهار المفتوح وخاصة بعد بروز عوامل كثيرة لتحرير العقل العربي اليمني.
ولا شك أن التاريخ ملىء بالشواهد والدورس التي حررت العقل البشري من قبضة رجالات الدين والتحرر من أفكارهم والخروج من عالمهم الصغير المشحون بالعنف، والقتل، والكراهية إلى عالم النهوض والتقدم والازدهار والبناء والسلام ولنا في أوروبا، أبرز مثال فعندما تحكمت رجالات الدين في الكنيسة والمعبد بعقل الانسان الأوروبي خاضت أوروبا في إحدى الفترات الماضية من القرن الماضي حروب وصراعات دموية داخل دولها وشعوبها، أهلكت الحرث والنسل واستمرت لمئات السنوات تعاني، وهذا بسبب سيطرة رجالات الدين في الكنيسة والمعبد على مقاليد السلطات الذين استغلوا سلطتهم الدينية الرجعية وأشعلوا الحروب والنزعات هنا وهناك بين أوروبا نفسها بأفكارهم الدينية وتحت عنوانين عديدة.
دمرت أوروبا الأرض والانسان وخلقت ماسي رهيبة وفي كل المجالات وما زال عقل الإنسان الأوروبي يتذكر ذلك، لكن عقل الإنسان الأوروبي لم يستسلم للكاهن والمعبد وللواقع الكارثي ولأفكار وخرافات سلطات رجال الكنسية والمعبد فوقف أمامها جيل متحرر قاد الثورة ضده بشجاعة المؤمن بانسانيته وعدالة مطلبه وقضيته، فسرعان ما أدرك مؤخرا أن السلطات الكنسية والمعبد هم العدوا وبدأت حركات وثورات وطلائع التنوير الأوروبية تتنامى وتكبر يوما بعد آخر في تلك الحقبة، وأطاحت ثورات التنوير بسلطة الكنسية و التي أنقذت أوروبا من حروب الكنائس والمعابد وأطفاءت الحروب وحررت العقل البشري الأوروبي من تلك القيود الدينية وإلى الأبد، وانتقلت ونقلت أوروبا إلى فضاء وعالم آخر من النهوض والتقدم والازدهار والبناء والسلام.
أخيرا الدين لله
والوطن والدولة للجميع.
حقوقي وصحافي يمني