فوز ديوماي فاي بالانتخابات الرئاسية في السنغال يزيد من قلق فرنسا ويدفعها للاقتراب أكثر من المغرب في المنطقة

 فوز ديوماي فاي بالانتخابات الرئاسية في السنغال يزيد من قلق فرنسا ويدفعها للاقتراب أكثر من المغرب في المنطقة
الصحيفة – محمد سعيد أرباط
الخميس 28 مارس 2024 - 23:42

شكّل فوز السياسي السنغالي الشاب، باسيرو ديوماي فاي، بالانتخابات الرئاسية في بلاده، "مفاجأة ديمقراطية" حسب تعبير العديد من التقارير الإعلامية الدولية، على إثر تحقيقه للفوز بعد أيام من خروجه من السجن الذي قضى فيه 11 شهرا على خلفية تدوينات انتقادية على مواقع التواصل الاجتماعي، اعتُبرت تشهيرا من طرف القضاء في البلاد.

وفي الوقت الذي أشادت فيه العديد من العواصم العالمية بفوز ديوماي فاي، في انتخابات ديمقراطية قلّما تشهد بلدان إفريقيا مثلها، فإن باريس بدأ يساورها القلق من صعود باسيرو إلى سدة رئاسة السنغال، بسبب تصريحات سابقة لمّح فيها إلى إعادة النظر في علاقات بلاه مع بعض الدول التي لها نفوذ داخل البلاد، والمقصود فرنسا بالدرجة الأولى، وفق ما أشارت إليه تقارير إعلامية فرنسية.

وحسب المصادر ذاتها، فإن الرئيس الجديد للسنغال، وعد خلال حملته الانتخابية للرئاسة، بإعادة النظر أيضا في العديد من العقود والصفقات التي وقعتها دكار مع أطراف دولية أخرى، وتتعلق بالطاقة والدفاع، في إشارة مباشرة إلى فرنسا، مما يضع العلاقات بين دكار وباريس أمام مستقبل لم تتضح معالمه بعد.

وبالرغم من أن الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، خرج بتدوينة على موقع "إكس" يهنئ فيها باسيرو على إثر فوزه بالانتخابات الرئاسية في السنغال، وأعرب عن تطلعه للعمل معه، إلا أن هذه البادرة، وفق العديد من المراقبين، قد لا تكون كافية أمام عزم باسيرو في إحداث تغييرات في علاقات بلاده مع الدول "الصديقة والحليفة"، خاصة أنه أكد سابقا على ضرورة تنويع الشركاء.

وقالت تقارير إعلامية دولية في هذا السياق، إن فرنسا قلقة على نفوذها في السنغال بعد فوز باسيرو، وتخشى أن تخسر دولة أخرى في المنطقة، بعد تراجع نفوذها في العديد من الدول، مثل النيجر ومالي وبوركينا فاسو في السنوات الأخيرة، ولا سيما في ظل وجود منافسة قوية من روسيا التي تسعى لسحب البساط من باريس في جميع مناطق نفوذ الأخيرة.

وتدفع هذه التطورات بفرنسا إلى مراجعة حساباتها في المنطقة، ومحاولة تقليل الخسائر الناجمة عن استمرار المد المعادي لتواجدها في المنطقة، وهو ما قد يدفعها للاقتراب أكثر من المملكة المغربية. ولم يُخف هذا الأمر، سفير فرنسا في المغرب، كريستوف لوكورتيي، خلال مداخلة له في لقاء حول العلاقات الفرنسية المغربية بكلية العلوم القانونية في فبراير الماضي، حيث أكد على أن المغرب تمكن من إقامة علاقات مميزة مع البلدان الإفريقية، وخاصة دول الساحل وغرب إفريقيا.

وانطلاقا من هذا المعطى، قال السفير الفرنسي، بأن باريس يُمكنها أن تعمل سوية مع الرباط لتحقيق "التضامن والمصير المشترك أمام منافسيهما"، خاصة أن المغرب يحظى بعلاقات مستقرة مع بلدان إفريقيا ويُنظر إليه من قبل الرأي العام بشكل أفضل في منطقة الساحل.

وتجدر الإشارة في هذا السياق، أن فرنسا كانت قد واجهت منافسة قوية في إفريقيا في السنوات الأخيرة، من طرف دول كروسيا والصين، كما أن صورتها تضررت بشكل كبير لدى الرأي العام الإفريقي، وهو ما جعل العديد من المحتجين والمتظاهرين في بلدان إفريقية عديدة يطالبون بإنهاء تواجدها، وهو ما حدث في مالي والنيجر وبوركينا فاسو وغيرها من البلدان.

ويبدو وفق قراءات التقارير الإعلامية الدولية، أن رغبة فرنسا في ترميم علاقاتها مع المغرب في الفترة الأخيرة، تدخل في إطار محاولات وقف انحسار نفوذها في القارة الإفريقية، والعودة من جديد إلى الواجهة عبر بوابة المغرب، أو على الأقل عدم خسارة العلاقات مع بلد إفريقي آخر.

يالها من "معركة مصيرية" خاضتها الجزائر!

انتهت، السبت، "أم المعارك" بالنسبة للنظام الجزائري، بفوز سلمي مليكة حدادي بمنصب نائبة رئيس المفوضية الإفريقية، أمام المرشحة المغربية، لطيفة أخرباش، والمصرية حنان مرسي. نزلت الجزائر بكل ثقلها للفوز بهذا المنصب ...

استطلاع رأي

بعد 15 شهرا من الحرب على غزة أدت إلى مقتل 46 ألفاً و913 شخصا، وإصابة 110 آلاف و750 من الفلسطينيين مع دمار شامل للقطاع.. هل تعتقد:

Loading...