في انتظار خطوة مماثلة من أبو ظبي.. المغرب يعين سفيرا جديدا بالإمارات وينقل سلفه إلى الجزائر
أكد المجلس الوزاري الذي ترأسه الملك محمد السادس بالرباط أمس الاثنين، محاولات الرباط وأبو ظبي نزع فتيل التوتر غير المسبوق بينهما من خلال تغيير دبلوماسي شامل سبق لـ"الصحيفة" أن كشفت عن تفاصيله، وهو ما اتضح من خلال تعيين سفير جديد للمملكة بدولة الإمارات العربية المتحدة وإنهاء مهام السفير السابق التي امتدت لثماني سنوات.
ووفق بلاغ تلاه عبد الحق المريني الناطق الرسمي باسم القصر الملكي عقب انتهاء المجلس الوزاري الأول الذي يترأسه الملك محمد السادس بعد إجرائه عملية جراحية على القلب يوم 14 يونيو الماضي، فإن محمد حمزاوي سيصبح سفيرا جديدا للمغرب بالإمارات، علما أنه قبل ذلك كان سفيرا للملكة لدى دولة فلسطين.
ويُنهي هذا التعيين بشكل رسمي مهام محمد آيت واعلي في سفارة المغرب بأبو ظبي التي عُين بها منذ 2012، ليصبح سفيرا للمملكة بالجزائر، علما أنه كان عمليا قد أُبعد من منصبه في الإمارات قبل شهور واستدعي إلى الرباط في عز الأزمة المغربية الإماراتية التي طفت على السطح إعلاميا فيما تفادى مسؤولو البلدين الحديث عن تفاصيلها رسميا.
وتؤكد هذه الخطوة ما كانت قد نشرته "الصحيفة" في ماي الماضي حول وجود اتفاق مغربي إماراتي لإجراء تغيير دبلوماسي شامل جرى الاتفاق عليه بين الملك محمد السادس وولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد آل نهيان خلال زيارة غير رسمية قام بها هذا الأخير للرباط في يناير الماضي، وهو الأمر الذي أكده ضمنيا تصريح ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي والمغاربة المقيمين بالخارج لـ"الصحيفة".
وكان بوريطة قد أكد للموقع في ماي الماضي أن "مهامه آيت أوعلي على رأس السفارة المغربية بأبو ظبي انتهت"، وأضاف أن تعيين سفير جديد "يتطلب عادة بعض الوقت، حيث إنه يمر بمساطر حكومية ودبلوماسية"، لكنه شدد على أن المملكة "عازمة على تسمية سفير جديد لها بالإمارات وفق الشروط والأعراف المعمول بها".
وربط بوريطة وقتها مسألة تعيين السفير الجديد بـ"تهيئة الظروف المناسبة لذلك في إطار الإجراءات الدبلوماسية العادية"، وهو ما يمكن ربطه بالاتصال الهاتفي الذي أجراه ولي عهد أبو ظبي بالملك يوم 19 يونيو الماضي، لتهنئته بنجاح العملية الجراحية التي أجريت له.
وساهمت هذه المكالمة في إعادة الدفء إلى العلاقات المغربية الإماراتية بعدما كان قد طغى عليها البرود قبلها بأيام، وهو ما برز من خلال تجاهل وكالة المغرب العربي للأنباء الرسمية نشر البرقيات التي توصل بها الملك من رئيس دولة الإمارات ونائبه حاكم دبي وولي عهد أبو ظبي وحكام باقي الإمارات، فيما تأخرت مكالمة ابن زايد للعاهل المغربي 3 أيام عن مكالمات مماثلة من طرف العاهل السعودي وولي عهده وأمير قطر وملك البحرين والعاهل الأردني.
وينتظر أن تقوم الإمارات بخطوة مماثلة في الأسابيع القادمة لإنهاء الفراغ المستمر في سفارتها بالرباط منذ أبريل 2019، وذلك بعدما كانت قد سحبت في مارس الماضي، سعيد الكتبي، القائم السابق بأعمال السفارة، والذي كان المرشح الأول لتولي منصب السفير قبل أن يتم إعفاؤه بسبب "الأخطاء التي ارتكبها خلال هذه الفترة والتي أساءت للعلاقات الثنائية بين المغرب والإمارات"، حسب ما كشفت عنه مصادر "الصحيفة".