في تقريره السنوي حول الصحراء.. غوتيريش يصف استهداف السمارة من طرف "البوليساريو" بالعملية "الإرهابية" ويعبر عن قلقه من تهديد استقرار المنطقة

 في تقريره السنوي حول الصحراء.. غوتيريش يصف استهداف السمارة من طرف "البوليساريو" بالعملية "الإرهابية" ويعبر عن قلقه من تهديد استقرار المنطقة
الصحيفة - خولة اجعيفري
الجمعة 4 أكتوبر 2024 - 22:34

 رغم مسارعتها لإصدار بيانات تصفها بـ"العسكرية"، وتبنيها للهجومين الإرهابيين اللذين استهدفا مدينة السمارة وأودى بحياة مدني وإصابة ثلاثة آخرين، إلا أن جبهة البوليساريو الانفصالية فضّلت الصمت في تواصلها مع أفراد بعثة المينورسو، دون أن تؤكد أو تنفي مسؤوليتها المباشرة إزاء الحادث، وهو ما جاء في تقرير أولي نشره الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش.

وكانت مدينة السمارة جنوب المغرب، قد استهدفت مرتين في نونبر 2023 بقذائف مجهولة المصدر، الأولى جاءت نتيجة سقوط قذائف متفجرة وسط المدينة، طالت حي لازاب "ZAP" وحي السلام والحي الصناعي (انفجاران)، مخلفة وفاة شخص وإصابة شخصين بجروح خطيرة تلقوا الإسعافات الأولية قبل نقلهم إلى المستشفى بالعيون، والثانية سقطت بالقرب من مطار السمارة الذي يوجد على أطراف المدينة، دون تسجيل أي خسائر مادية أو بشرية.

وخصّ الأمين العام للأمم المتحدة، أونطونيو غوتيريش، جزءا مهما من تقريره شبه النهائي حول الوضع الأمني في الصحراء المغربية، لتسليط الضوء على هذه الأحداث الإرهابية التي شهدتها الأقاليم الجنوبية للمملكة، حيث أكد أن بعثة المينورسو أشرفت على تحقيق حول "تفجيرات السمارة" الإرهابية والذي أظهر أن "الصواريخ، التي تم إطلاقها وأدت إلى مقتل مدني واحد وخلّفت ثلاث إصابات، هي شديدة الانفجار من عيار 122 ملم، وعددها أربعة".

وأشار غوتيريش، إلى الهجوم الثاني على السمارة، مؤكدا أنه نُفّد بصاروخين بتاريخ الخامس من نونبر 2023، وهو" الحادث الذي لم يخلّف ضحايا، وقد أبلغت من جديد بعثة المينورسو جبهة البوليساريو عن قلقها من هذه الأعمال العدائية القريبة من موقعها، والمدنيين"، فيما الهجوم الآخر، على أوسرد نفذ بـ"سبعة صواريخ، تم إطلاقها على أرض قاحلة على مسافة تتراوح بين 990 مترا و2.7 كيلومترات من موقع المينورسو".

ووفق خلاصات التحقيقات التي أجرتها بعثة المينورسو حول الواقعة والتي رفعتها إلى الأمم المتحدة، فقد تبيّن حسب تقرير غوتيريش أن جبهة البوليساريو الانفصالية مسؤولة عن إطلاق الصواريخ، بتاريخ 29 أكتوبر من سنة 2023، قبل أن يعود في تقريره ليكشف أن "الجبهة لم تؤكد أو تنفي مسؤولية هذا الهجوم، خلال تواصلها مع أفراد بعثة المينورسو"، وهو ما يعني أن جبهة البوليساريو الانفصالية اتبعت نهج الصمت المريب خلال تواصلها مع البعثة الأممية، كنوع من التمويه، وفي تناقض تام مع بلاغاتها العسكرية التي أكد مسؤوليتها عن الهجوم.

وأكد  الأمين العام للأمم المتحدة، أن ممثله الخاص وقائد بعثة المينورسو بالصحراء أبلغا جبهة "البوليساريو" عقب الانفجارات الارهابية، عن قلق المؤسسة الأممية الكبير إزاء هذا الحادث ودعاها إلى وقف الأعمال القتالية التي تساهم في خلق التوتر في المنطقة.

وعلاقة بتعامل السلطات المغربية مع الانفجارين الارهابيين، فقد ذكر المسؤول الأممي، أن الجيش المغربي أبلغ المينورسو أن هذا الهجوم يظهر النوايا العدائية المستمرة لجبهة البوليساريو، قبل أن يقوم بنقل وحدات له إلى المنطقة، كما أبلغت القوات المسلحة الملكية المغربية المينورسو أن هذا العمل يعد تصعيدا معلنا".

وكان وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، قد أكد أن المغرب دولة مؤسسات تحترم القانون ولا تبتغي حربا أو تصعيدا، لهذا أرجأت الرد على التفجيرات "الإرهابية" التي شهدتها مدينة السمارة وأسفرت عن مقتل شخص واحد وإصابة ثلاثة آخرين، معتبرا في كلمة أمام أعضاء لجنة الخارجية والدفاع الوطني والشؤون الإسلامية والمغاربة المقيمين في الخارج بمجلس النواب، أن "التصعيد ليس هدفا للمغرب ولا يبتغيه كونه دولة مؤسسات تحترم القانون، ولطالما تصرّف بحكمة متبصرة، في تعامله مع الاستفزازات التي يجابهها ولا ينجر خلفها".

وتُوجَّهُ كل أصابع الاتهام إلى جبهة "البوليساريو" الانفصالية بالوقوف وراء هذه الهجمات التي استهدفت المدنيين، خصوصا بعد تأكيد العديد من قياداتها، وكذا، عبر "بلاغ عسكري" يحمل رقم 901 نشرته بما تسميه "وكالة أنباء"، أكدت من خلاله أن عناصرها نفذوا "هجمات بقطاعات المحبس، السمارة، والفرسية، مخلفة خسائر فادحة في تكنات وتخندقات العدو"، على حد توصيفها.

النظام الجزائري.. أسير الشيخوخة وإرث الماضي وأحقاده

حين بث التلفزيون الرسمي الجزائري مشاهد استقبال رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون لنظيره الرواندي بول كغامي، يوم 3 يونيو 2025، كان في حقيقة الأمر، ودون أن يدري، يضع الرَّجُلين في ...