في خضم النقاش الإسباني حول سبتة ومليلية.. الرئيس بيكاردو: جبل طارق لن يصبح أبدا جزءا من إسبانيا
قال رئيس المستعمرة البريطانية جبل طارق، فابيان بيكاردو، إن جبل طارق لن يُصبح أبدا في يوم من الأيام جزءا من إسبانيا، في رد حاسم وقوي خلال اجتماع مع أعضاء لجنة التدقيق الأوروبية التابعة للبرلمان البريطاني، والتي نوقش فيها تأثيرات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي على جبل طارق.
وفي رده على استفسارات أعضاء اللجنة بشأن مستقبل العلاقات بين جبل طارق والمحيط الأوروبي، وفق صحيفة "بانوراما جيبرالتار"، قال بيكاردو بأن المفاوضات لازالت جارية لتحديد طبيعة التعاون والعلاقات مع إسبانيا التي تُعتبر جزءا من الاتحاد الأوروبي، لكنه أكد بشدة أن أي اجراءات لن تقوي مطالب إسبانيا باسترجاع جبل طارق، ولن تصبح المستعمرة جزءا منها.
ويتزامن هذ الرد البريطاني مع تزايد النقاش في إسبانيا في الفترة الأخيرة حول ما يُسمى بـ"الانتماء الإسباني لسبتة ومليلية"، واستغلال هذه القضية من طرف عدد من الأحزاب السياسية الإسبانية في ظل قرب الانتخابات العامة المرتقبة في 23 يوليوز الجاري.
وتتهم بعض الأحزاب، مثل "فوكس" الحزب الشعبي، رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، بالتقصير في الدفاع عن "إسبانية سبتة ومليلية"، أمام محاولات المغرب استرجاعهما بالعديد من الطرق والوسائل، من بينها المحاصرة الاقتصادية، في الوقت التي تدعو نفس الأحزاب الحكومة للعمل على التفاوض مع بريطانيا لاسترجاع جبل طارق إلى السيادة الإسبانية.
وكانت إسبانيا قد جدّدت في الشهور الأخيرة عبر ممثلها الدائم لدى الأمم المتحدة، أغوستين سانتوس مارافير، طلبها إلى بريطانيا لبدء مفاوضات حول ما أسمته بـ"إنهاء استعمار جبل طارق"، وفق قرارات الأمم المتحدة، داعية لندن إلى "عدم الاستمرار في تجاهل هذه القرارات".
وحسب الصحافة الإسبانية، فإن مارافير أكد خلال كلمة له في مجلس الأمم المتحدة، عن رغبة مدريد للوصول إلى اتفاق مع لندن بشأن تعاون إقليمي في جبل طارق يكون في صالح السكان وحركة العبور، يتضمن السيادة الإسبانية على المستعمرة وإنهاء سيادة بريطانيا عليها.
وطالب مارافير بريطانيا بعدم تجاهل المقترحات التي تقدمها إسبانيا في هذا الجانب، وخاصة قرارات الأمم المتحدة التي تنص على إنهاء الاستعمار والوصول إلى اتفاقيات ترضي جميع الأطراف، داعيا حكومة ليز تروس بالبدء في المفاوضات.
وقال الممثل الدائم لإسبانيا في الأمم المتحدة، إن إسبانيا لم تتخل قط عن جهودها التفاوضية من أجل الوصول إلى حل لقضية جبل طارق وفق "عقيدة الأمم المتحدة"، مشيرا إلى أنه "لا يوجد حل لقضية جبل طارق سوى تصفية الاستعمار عن طريق التفاوض"
عودة إسبانيا للمطالبة بالسيادة على جبل طارق، من المتوقع أن يجعلها هدفا للصحافة البريطانية التي تطالبها بإرجاع سبتة ومليلية إلى المغرب، بالنظر إلى تشابه القضيتين.