في خطوة إيجابية تُجاه المغرب.. إدارة بايدن ترفض مشروع قانون للكونغرس يُقيّد التعاون العسكري مع الرباط
قدمت إدارة بايدن إشارة جديدة على رغبتها في الإبقاء على التقدم الإيجابي المُحرز في العلاقات الثنائية مع الرباط في الفترة الأخيرة، وهو التعاون الذي عرف طفرة كبيرة ابتداء من الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء خلال الإدارة السابقة بقيادة دونالد ترامب، وهو الاعتراف الذي لازالت تواصله إدارة جو بايدن إلى حدود اليوم.
ومن الإشارات الجديدة، هو ما كشفت عنه مُخرجات مشاريع القوانين التي تقدم بها الكونغرس الأمريكي لإدارة جو بايدن والتي تتعلق بالدفاع والسياسة الخارجية برسم السنة المالية 2022، أمس الأربعاء، حيث وافقت الإدارة على عدد منها ورفضت أخرى، فيما تحفظت على بعض البنود ولم توافق عليها بسبب غياب كافة الأركان المتطلبة للاستجابة للبند، من بينها البند 1207 المتعلق بالتعاون العسكري الثنائي مع المملكة المغربية.
ويتعلق هذا البند المرتبط بالسياسة الخارجية الأمريكية المُقدم من طرف مجلس الشيوخ الأمريكي "الكونغرس" لإدارة بايدن، بتقييد التعاون الثنائي العسكري مع المغرب إلى حين أن يقوم الأخير "باتخاذ خطوات لدعم السلام النهائي في الصحراء الغربية" حسب مقدمي مشروع القانون، وهو ما لم توافق عليه إدارة جو بايدن، وبالتالي سيستمر التعاون العسكري بين البلدين كما كان دون أي قيود.
وكانت موافقة إدارة بايدن على هذا البند، تعني تقليص وتقييد التعاون العسكري مع المملكة المغربية، واحتمالية عدم تنظيم التداريب العسكرية التي تدخل في إطار تمارين "الأسد الإفريقي" التي يتم تنظيمها كل سنة في المملكة المغربية وبعض البلدان الإفريقية.
كما أن الموافقة كانت تعني أيضا تقليص صفقات السلاح التي سيبرمها المغرب مع الولايات المتحدة الأمريكية، وإلغاء عدد من الصفقات التي لازالت تخضع للمراجعة من طرف إدارة جو بايدن، من بينها صفقة الحصول على 4 طائرات بدون طيار أمريكية وقع عليها المغرب خلال فترة دونالد ترامب.
وتُعطي عدم موافقة إدارة بايدن على البند المتعلق بالمغرب، إشارة إيجابية في ظل عدم اتضاح رؤية السياسة الخارجية الأمريكية الجديدة بشأن العلاقات مع الرباط، حيث تتسم بالغموض، خاصة أن الإدارة الجديدة لم تسر على نهج إدارة ترامب، خاصة في قضية الصحراء المغربية، وقررت الإبقاء على الاعتراف دون دعمه.
هذا وتجدر الإشارة إلى أن المغرب والولايات المتحدة الأمريكية عززا مؤخرا من تعاونهما في المجال العسكري، حيث خاض جيشا البلدان العديد من التداريب العسكرية الثنائية، كما وقع البلدان اتفاقية للتعاون في المجال الدفاعي تصل مدتها إلى عشر سنوات.
كما أن الجيش الأمريكي، أعلن مؤخرا، عن انطلاق الاستعدادات لتنظيم تداريب الأسد الإفريقي في المغرب خلال السنة المقبلة، مشيرا إلى أن تداريب 2022 ستكون الأضخم والأفضل منذ انطلاق هذه التداريب.