في دلتا نِيل مصر.. كل حظ الفقراء في شباك يَرمونها في مياة النيل
في إحدى قرى دلتا النيل بشمال مصر جلست أم أحمد تفكر مليا في الطريقة التي يتمكن بها ولداها من الزواج وبناء أسرة جديدة في ظل ما تتكسبه الأسرة من دخل من صيد الأسماك يبلغ نحو 70 جنيها (4.10 دولار) فقط يوميا.
تروي الأم البالغة من العمر 45 عاما ولديها أربعة أبناء عن الظروف المعيشية التي ازدادت صعوبة في الشخلوبة وهي قرية على الساحل الجنوبي لبحيرة البرلس في شمال مصر، ويبلغ عدد سكان مصر نحو مئة مليون نسمة ويعتمد الكثير منهم على الدعم الآخذ في التقلص والتراجع.
وتقول أم أحمد "ما نكسبه لا يكفي إلا الطعام بالكاد ولدي ولدان يريدان الزواج وفتح بيتين جديدين وابنتان نريد تجهيزهما للزواج".
ومثل أغلبية النساء في القرية التي يعيش فيها نحو عشرة آلاف شخص ترعى أم أحمد شؤون المنزل فيما يخرج الرجال للصيد. وعادة ما يعود زوجها وابناها يوميا بصيد قيمته نحو 70 جنيها مصريا تقريبا.
وتمر قناة من النيل عبر الشخلوبة وتقسم القرية لنصفين إلى أن تصب في بحيرة البرلس التي يكاد يفصلها عن البحر المتوسط شريط ضيق من اليابسة. وتتهادى قوارب الصيد الصغيرة على الماء وهي مربوطة أمام المنازل البسيطة على شاطئ البحيرة.
تشكو النساء في القرية من أن الصيادين يستخدم أغلبهم قوارب ذات مجداف واحد، يواجهون منافسة متنامية من القوارب ذات المحرك التي تزيد من تلوث البيئة كما قلن إن الحصول على رخصة للصيد أصبح أكثر صعوبة.
ويقول المهندس ثابت السويفي مدير عام الإدارة المركزية لوسط الدلتا للثروة السمكية بكفر الشيخ "توجد لجان للتيسير على الصيادين من راغبي استخراج التصاريح حيث يتوجه الصياد لمكتب الصيد التابع له لاستخراج رخصة.. ويصدر التصريح خلال 48 ساعة".
وأضاف "يتم إصدار رخص ورقية مؤقتة لحين استخراج الرخصة المميكنة والتي يكون التصريح فيها لمدة عام".
وأشار السويفي إلى أن محافظ كفر الشيخ اجتمع مؤخرا مع عدد من الصيادين وتعهد بالاستجابة لكافة مطالبهم ومن بينها "اتخاذ اجراءات لحماية البحيرة من الصيد الجائر وتطهيرها وضبط المراكب المخالفة".
وتقول عبير وهي أم لأربعة تبلغ من العمر 38 عاما إنها تبيع الحليب للمساعدة في زيادة الدخل إذ أن 60 أو 70 جنيها يوميا التي يتمكن زوجها من العودة بها إذا حالفه الحظ في الصيد لا تكفيهم.
وأضافت "لا يكفي هذا لأطفالنا.. لدي ثلاث بنات وولد وإذا لم يتمكن زوجي من العمل يوم واحد لن نجد ما ننفقه".