في ظل التوتر المستمر مع باماكو.. السلطات الجزائرية تطرد الآلاف من طوارق مالي خارج حدودها

 في ظل التوتر المستمر مع باماكو.. السلطات الجزائرية تطرد الآلاف من طوارق مالي خارج حدودها
الصحيفة من الرباط
الجمعة 25 أكتوبر 2024 - 12:00

أقدمت السلطات الجزائرية بداية هذا الأسبوع، على طرد الآلاف من طوارق مالي خارج حدودها، وإجبارهم على العودة إلى داخل الحدود المالية، وفق ما كشفته إذاعة فرنسا الدولية "RFI"، مشيرة إلى أن هؤلاء الأفراد كانوا قد لجأوا إلى منطقة تنزاوتين في الجزائر هربا من المواجهات التي تشهدها مناطق شمال مالي.

وحسب المصدر ذاته،  فإن القوات الجزائرئية كانت "قد أصدرت لهم إنذارًا يوم الأحد إذا لم يغادروا، فسيتم إحراق ممتلكاتهم"، مشيرا إلى أن هؤلاء العائلات اللاجئة "اضطرت إلى عبور الوادي الفاصل بينها وبين الأراضي المالية بشكل عاجل يوم الاثنين سيرًا على الأقدام، في وسط الصحراء، مع النساء والأطفال، وهم يحملون الملابس والأغطية بصعوبة".

وأضافت الإذاعة الفرنسية الدولية في تقرير نشرته على منصتها الإلكترونية، أن هذا السلطات الجزائرية استهدفت ترحيل فئة معينة من هؤلاء الماليين الذين لجأوا إلى الجزائر مؤخرا، وليس جميع الماليين من أصل الطوارق، مشيرة إلى أن السلطات الجزائرية كانت اشتبكت في منطقة قرب تنزاوتين مع أطراف يُشتبه في تورطهم في أنشطة التهريب.

وأشارت الـ"RFI" إلى أن "العلاقات بين مالي والجزائر في أدنى مستوياتها، حيث تتهم السلطات الانتقالية المالية الجزائر بدعم "الإرهابيين" الناشطين في مالي"، في حين "لم ترد السفارة الجزائرية في مالي على طلبات التعليق من RFI في وقت نشر هذا المقال".

وظهرت ملامح الأزمة الشديدة بين الجزائر ومالي مؤخرا بشكل كبير، في ردهات الأمم المتحدة، بعد دخول ممثلي دبلوماسية البلدين في مواجهات كلامية على منبر الجمعية العامة بنيويورك، حيث كان قد ألقى وزير الخارجية الجزائري، أحمد عطاف، خطابا تضمن ردا على خطاب سابق لوزير الدولة والمتحدث بإسم الحكومة الانتقالية المالية العقيد عبد الله مايغا، الذي كان قد اتهم الجزائر بـ"دعم الإرهابيين" الذين يرفعون السلاح في وجه الدولة شمالي البلاد.

وجاء في كلمة لأحمد عطاف من ضمن خطابه في الجمعية العامة للأمم المتحدة في إطار أشغال الدورة الـ79، قوله: "لقد تفوه ممثل دولة من هذا الجوار ومن هذا الفضاء (يقصد وزير الدولة ووزير خارجية مالي الكولونييل عبد الله مايغا) وتجرأ على بلدي، بكلام وضيع، لا يليق البتة بوقار مقام كهذا، ولا يصح البتة، مجاراته في الانداع اللفظي التافه والدنيء".

وأضاف عطاف قائلا "إن مثل هذه اللغة المنحطة، قليلة الأدب، لن يرد عليها بلدي إلا بلغة مؤدبة راقية، وهي اللغة التي تعكس بصدق وفاءه وإخلاصه لما يجمعه بدول وشعوب المنطقة من روابط متجذرة لا تتأثر ولا تهتز بالعوامل الظرفية العابرة في سوءها، وعلى رداءة من يقفون وراء إذكائها. ولدى بلدي إرادة صلبة ويد ممدودة، وصدر رحب، كلما اقتضت ظروف التعاطي مع كل أشقائنا، من أجل بناء صرح ساحلي ينعم بالأمن والآمان والسكينة".

وكان تصريح عطاف قد جاء بعد يومين من الخطاب الذي أدلى به وزير الدولة المالي، عبد الله مايغا في الجمعية العامة للأمم المتحدة، والذي اتهم من خلاله الجزائر بـ"إيواء إرهابيين" الذين يستهدفون مالي، منتقدا عدم احترامها لحسن الجوار.

وكان مايغا قد رد في جزء من خطابه على ما سبق أن أدلى به الممثل الدائم للجزائر في الأمم المتحدة، الذي اتهم النظام المالي باستهداف المدنيين في شمال البلاد باستخدام طائرات بدون طيار، وقال مايغا إن ممثل الجزائر يعتقد خطأً أن مالي ولاية جزائرية.

ووجه مايغا كلاما مباشرا للجزائر، في ذات الخطاب وقال "إن لم تكن الجزائر تحترم مالي بسبب وقوفها معها في حرب التحرير، ولم تحترم حسن الحوار والجغرافيا المشتركة بين الشعوب، فعليها أن تعلم أن مالي ليست ولاية جزائرية" وشدد على أن "مبادرة الجزائر ماتت" في إشارة إلى المبادرة التي كانت قد توسطت فيها الجزائر سنة 2015 لإيقاف المواجهات بين النظام المالي، وجماعات انفصالية أزوادية تنشط في شمال مالي.

النظام الجزائري.. أسير الشيخوخة وإرث الماضي وأحقاده

حين بث التلفزيون الرسمي الجزائري مشاهد استقبال رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون لنظيره الرواندي بول كغامي، يوم 3 يونيو 2025، كان في حقيقة الأمر، ودون أن يدري، يضع الرَّجُلين في ...