في محاولة لتقويض تقارب كاسادو من المغرب.. "البوليساريو" تستعمل ورقة سبتة ومليلية لإخافة إسبانيا
شكلت اللقاءات التي أجراها زعيم الحزب الشعبي الإسباني، بابلو كاسادو، مع زعماء سياسيين مغاربة، كزعيم حزب الاستقلال نزار براكة، والأمين العام لحزب التجمع الوطني للأحرار عزيز أخنوش، صدمة وقلقا كبيرين لقادة "البوليساريو"، بعد التقارب الكبير في وجهات النظر بين كاسادو والسياسيين المغاربة، خاصة وأن كاسادو أعرب عن رفضه لاستقبال إسبانيا لزعيم "البوليساريو" إبراهيم وغالي، وأكد على أنه سيسأل رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز لتقديم التفسيرات حول هذا الأمر.
وفي ظل هذا القلق والرفض الكبير لقادة "البوليساريو" لهذا الخروج العلني لزعيم الحزب الشعبي للتعبير عن مواقفه التي تتماشى مع المصالح المغربية، لم تجد البوليساريو أمامها، كرد فعل، سوى استعمال ورقة سبتة ومليلية المحتلتين، من أجل إخافة إسبانيا ومحاولة تقويض التقارب الذي ظهر بين مواقف بابلو كاسادو والمواقف المغربية.
ووفق ما أوردته وكالة الأنباء الإسبانية "أوروبا بريس"، فإن ممثل جبهة "البوليساريو" في إسبانيا، عبد الله العربي، وجه رسالة إلى كاسادو، ينتقده فيها على اجتماعه بزعيم حزب الاستقلال، نزار بركة، مذكرا إياه بأن هذا الحزب المغربي من الداعين إلى إنهاء الاستعمار الإسباني لمدينتي سبتة ومليلية.
وحسب ذات المصدر، فإن ممثل جبهة البوليساريو، قال في رسالته، بأن نزار بركة صرح في إحدى خطاباته في يناير من العام الجاري، بأن الكفاح من أجل الحرية والاستقلال لن تكتمل أهدافه إلا باستعادة جميع الأراضي المغربية التي مازالت تحت الاستعمار، وهو ما يُعتبر إشارة إلى سبتة ومليلية.
واعتبر ممثل جبهة "البوليساريو" الإنفصالية بأن زعيم الحزب الشعبي، ما كان عليه أن يجالس نظرائه المغاربة، على اعتبار أن حزب الاستقلال من الأحزاب السياسية المغربية التي تعتبر إسبانيا بلدا عدوا، مضيفا بأن المغرب بلد تسكنه "أوهام توسعية"، داعيا الحزب الشعبي بدعم "النضال الصحرواي" والرهان على "دولة صحراوية مستقلة" باعتباره الضامن لاستقرار المنطقة.
ويتضح حسب من خلال ما جاء في الكلام الموجه لكاسادو من طرف ممثل جبهة "البوليساريو"، بأن الأخيرة تخشى من التقارب بين الحزب الشعبي الإسباني ونظرائه من الأحزاب السياسية المغربية، بالنظر لما يُمكن لأن يكون لهذا التقارب من انعكاسات على جبهة البوليساريو، خاصة في حالة تولي الحزب الشعبي للحكم في إسبانيا.
كما يتضح وفق عدد من المتتبعين، أن جبهة "البوليساريو" تحاول استمالة الرأي العام الإسباني ومعه الطبقة السياسية، بإظهار دعمها للاحتلال الإسباني لمدينتي سبتة ومليلية، معتبرة إياهما منطقتين إسبانيتين ولا يحق للمغرب المطالبة بهما، بالرغم من الشواهد التاريخية والجغرافية.
هذا وتجدر الإشارة إلى أن تواجد زعيم "البوليساريو"، إبراهيم غالي، خلق توترا في العلاقات الديبلوماسية بين المغرب وإسبانيا، حيث رفض المغرب استقبال إسبانيا لزعيم الحركة الإنفصالية، وقد رفضت ذلك حتى بعض الأطراف السياسية هناك، في الوقت الذي تُبرر مدريد قبول دخول إبراهيم غالي إلى ترابها لدواع صحية، حيث يتعالج من إصابته من فيروس كورونا والسرطان في جهازه الهضمي.
تعليقات
بإمكانكم تغيير ترتيب الآراء حسب الاختيارات أسفله :