قبل أسابيع من زيارة ماكرون للمغرب.. وزير الداخلية الفرنسي يطرق باب الأزمة مجددا بإعلان نيته ربط سياسة التأشيرات بعمليات الترحيل
عاد وزير الداخلية الفرنسي الجديد، برونو روتايو، إلى ربط موضوع التأشيرات باستعادة كل من المغرب والجزائر لمواطنيها غير المرغوب فيه المجودين داخل التراب الفرنسي، مُبديا استغرابه من الفرق الكبير في عدد التأشيرات المُسلَّمة لمواطني البلدين مقابل التصاريح القنصلية الضرورية لإتمام عمليات الترحيل.
وقبل نحو 3 أسابيع على زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الرباط، والمعلن عنها رسميا مؤخرا، طرح روتايو هذا الأمر خلال حوار مع صحيفة "لوفيغارو" جرى نشره أمس الأربعاء، مبرزا أنه يرغب في ربط سياسة التأشيرات باستعادة البلدان المعنية لمواطنيها غير المرغوب فيهم.
وأورد الوزير المنتمي لحزب "الجمهوريين" اليميني، والذي تسلم مهامه قبل 10 أيام فقط من هذه التصريحات، إنه يرغب في أن تصبح عملية منح التأشيرات مرتبطة بإصدار تصاريح السفر القنصلية، والتي تُمكن باريس من ترحيل غير المرغوب فيهم إلى بلدانهم، مضيفا أنه سيتشاور مع وزير الخارجية حول هذا الأمر.
وقال روتايو إنه يعتقد أن "فرنسا كانت سخية جدا دون مقابل"، كاشفا أنها أصدرت 238.750 تأشيرة لفائدة المغاربة سنة 2023، في حين أصدرت المصالح القنصلية المغربية 725 وثيقة سفر، أما الجزائر فسلمت باريس لمواطنيها 205.853 تأشيرة، وفي المقابل فإن السلطات الجزائرية استعادت 2191 فقد من الأشخاص المعنيين بالترحيل.
وربط التأشيرات بعمليات الترحيل كانت إحدى أوجه الأزمة بين الرباط وباريس سنة 2021، حين أعلنت الحكومة الفرنسية خفضها إلى 50 في المائة بالنسبة للمغرب والجزائر وبـ30 في المائة بالنسبة لتونس، الخطوة التي اعترف السفير الفرنسي في الرباط، كريستوف لوكورتيي، فيما بعد، بأنها أضرت ببلده.
وأورد لوكورتيي في حوار إذاعي مع Radio 2M في نونبر 2023 "للقلب قواعد لا يدركها العقل"، والقرار الفرنسي بخصوص التأشيرات "مسّ القلب"، مبديا اقتناعه بأن الأمور ستعود إلى مجاريها مع مرور الزمن، لأنه كفيل "بمحو كل تلك الفوضى والإهانات" مشددا على أن بلاده قررت منح التأشيرة لجميع الأشخاص الذين يتقدمون للحصول عليها إلى ما استوفوا الشروط المطلوبة، دون أي قيود مسبقة.
وتأتي تصريحات الوزي الفرنسي في سياق الترتيب لزيارة سيقوم بها الرئيس إيمانويل ماكرون إلى الرباط، من أجل اللقاء بالملك محمد السادس، وذلك في نهاية شهر أكتوبر الجاري، وفق ما كشفت عنه الرئاسة الفرنسية سوم الجمعة الماضي.
وقال قصر الإيليزي في بيان نقلته وكالة الأنباء الفرنسية إن ماكرون سيحل بالمملكة بدعوة من الملك محمد السادس، إثر رسالة من العاهل المغربي قبلها بيوم واحد عبر فيها عن تفاؤله بـ"الآفاق الواعدة التي تتشكل للبلدين".