قبل رد بنيعيش على تصريحات وزيرة الخارجية الإسبانية.. ثباتيرو حذر حكومة سانشيز: إنه وقت الصمت!
قد لا يكون ثمة رئيس للحكومة الإسبانية منذ فترة ما بعد الحكم الدكتاتوري للجنرال فرانسيسكو فرانكو يعرف المغرب أكثر من الاشتراكي خوسي لويس رودريغيث ثباتيرو، وهو إن كان قد أكد ذلك خلال ولايتيه على رأس الحكومة ما بين أبريل 2004 ودجنبر 2011، فقد أكده مرة أخرى خلال الأزمة الراهنة بين الرباط ومدريد، والتي نبه خلالها إلى أن "التصريحات" قد تعقد الأزمة، قبل أن تؤكد سفيرة المغرب في إسبانيا ذلك في آخر خروج إعلامي لها.
ويبدو أن على الحكومة الإسبانية، التي يقودها الحزب الاشتراكي العمالي الذي كان ثباتيرو أمينه العام طيلة 12 عاما ما بين 2000 و2012، أن تستمع بإصغاء لنصيحة ثاباتيرو خاصة وأن كلام السفيرة كريمة بنيعيش أكد أن التصريحات جزء من المشكلة، وتحديدا ما صدر عن وزيرة الخارجية أرانتشا غونزاليس لايا، والذي وصفته الدبلوماسية المغربية بأنه "تصريحات غير ملائمة واصلت فيها تقديم وقائع مغلوطة"، الأمر الذي يعي خطورته رئيس الوزراء الإسباني الأسبق.
فعقب حديثه مع قناة "كنال سور" التي تبث من إقليم الأندلس، ركز الإعلام المغربي والإسباني على دعم ثباتيرو لمخطط الحكم الذاتي في الصحراء كأساس لتسوية النزاع، حيث وصفه بـ"الإطار الأمثل لبلوغ اتفاق معقول"، بالإضافة إلى تشديده على أهمية بالشراكة مع الرباط خاصة فيما يتعلق بالتصدي للإرهاب والهجرة غير النظامية، لكن بين ثنايا حواره وجه رسالة ضمنية أيضا للحكومة الإسبانية، وتحديدا لوزيرة الخارجية، حين دعا إلى "التوقف عن التصريحات لفترة من الزمن".
وأورد السياسي الإسباني العلاقات بين المغرب وإسبانيا تحتاج لـ"استعادة الثقة"، وأيضا إلى "تصحيح الأخطاء التي قد تكون ارتكبت" على اعتبار أن العلاقة مع المغرب "ضرورية" لإسبانيا، موردا أن بناء الثقة مجددا يتطلب أولا "البدء بعدم الإدلاء بأي تصريحات لفترة زمنية معينة"، بل بدا وكأنه يتحدث مباشرة إلى الوزيرة التكنوقراطية غونزاليس لايا حين دعا إلى "الصمت" خلال هذه المرحلة.
وعلقت السفيرة المغربية عن تصريحات وزيرة الخارجية الإسبانية بالقول: "لا يمكن إلا أن نعبر عن الأسف للطابع البئيس وللانفعال والعصبية التي رافقت هذه التصريحات، وأضافت أن الأزمة الحالية "كشفت الدوافع الخفية ومخططات بعض الأوساط الإسبانية، التي ما زالت تلح على الرغبة في الإضرار بالمصالح العليا للمملكة منذ استرجاع الصحراء المغربية سنة 1975".
وتابعت السفيرة بنيعيش "يحق لنا، بالتالي، التساؤل عما إذا كانت هذه التصريحات الأخيرة خطأ شخصيا للسيدة الوزيرة، أو أنها تعكس النوايا الحقيقية لبعض الأوساط الإسبانية المعادية للوحدة الترابية للمملكة، القضية المقدسة للشعب المغربي ولكل القوى الحية للأمة"، معتبرة أن "الاحترام المتبادل والثقة بين البلدين، اللذين تحدث عنهما رئيس الحكومة الإسبانية، أضحيا، للأسف، موضع شك حاليا"، خالصة إلى أن "المغرب أخذ علما بذلك، وسيتصرف بناء عليه".