قتلَ شابا طلب منه عدم ازعاج نادلة.. بلجيكا تبدأ محاكمة مغربي وضع الشرطة في مأزق
تتجه الأنظار بعد أيام إلى محكمة الجنايات بمدينة "مونس" البلجيكية، حيث يتابع مواطن مغربي بتهمة القتل العمد، والتي راح ضحيتها شاب لا يتجاوز عمره 19 عاما بشكل وحشي، وذلك بعدما طرب من غريمه التوقف عن مضايقة نادلة والاعتداء عليها، وهي الجريمة التي أثارا غضبا عارما بين البلجيكيين قبل عامين، ودفعتهم إلى اتهام الشرطة بالتقصير.
وحددت المحكمة يوم الاثنين 22 يونيو الجاري للشروع في محاكمة المغربي "أ.س" البالغ من العمر 34 عاما، بتهمة ارتكاب جريمة قتل في حق الشاب جون فرانسوا ويلمس البالغ من العمر 19 عاما فقط، وهو الشاب الذي أظهر شجاعة أمام المعتدي حين اعترض على اعتداءاته المتكررة في حق نادلة تعمل في إحدى الحانات، قبل أن يلقى حتفه "غدرا"، كل ذلك في ظل غياب تام لرجال الأمن.
وتعود وقائع الجريمة إلى يوم 25 يونيو 2018، حيث كانت النادلة تنتظر وصول والدتها لمغادرة مكان عملها برفقتها خوفا من تعرضها لاعتداء جديد من طرف "أ.س"، الذي اعتاد مضايقتها لدرجة ضربها، هذا الأخير الذي كان يترصدها وهو ما لاحظه الشاب الذي تدخل من أجل إبعاده عنها مطالبا إياه بعدم التعرض لها مرة أخرى.
ولم يتقبل المتهم الذي كان مخمورا اعتراضَ الشاب على تصرفاته، ليلحقه إلى محطة القطار حيث كان الأخير يستعد للمغادرة نحو بيته، وهناك تجدد الجشار بين الاثنين قبل أن يستل الأول سكينا ويوجه عدة طعنات للضحية منها طعنات قاتلة نحو رقبته، ثم فر هاربا تاركا إياه غارقا في دمائه، ورغم أن المسعفين وصلوا إليه وهو على قيد الحياة إلا أنهم لم ينجحوا في إنقاذه.
وخلال التحقيق ظل المشتبه فيه ينفي نيته قتل الشاب، مشددا على أنه كان قد أفرط في الشرب قبل ذلك وأنه لم يكن على دراية بتصرفاته، غير أن ذلك لم يكن مقنعا بالنسبة للرأي العام البلجيكي الذي كان غاضبا جدا مما حدث، خاصة بسبب الطريقة البشعة المفتقرة للرحمة التي قُتل بها الضحية، ولكون أن الأمر كانت نتيجة دفاعه على امرأة تعرضت للاعتداء الجسدي.
وأخذت هذه القضية أبعادا أخرى، عندما ثار غضب البلجيكين أيضا على شرطة بلادهم التي اتُّهمت بعدم تأمين محطة القطار في "مونس"، حيث إن القاتل ظل لدقائق يطعن ضحيته قبل أن يتمكن من الفرار دون تدخل أي من عناصر الأمن، الأمر الذي أدى إلى اهتمام كبير بتفاصيل المحاكمة المرتقبة بداية الأسبوع المقبل.