قررت الاستثمار في تندوف بعد عقود من الإهمال.. هل أدركت الجزائر عدم جدوى صراعها مع المغرب على الصحراء؟
أعلنت الجزائر عن إنجاز مجموعة من المشاريع في تندوف بهدف تحقيق النهوض الاقتصادي في المنطقة بعد عقود من الإهمال، جراء تحويل المنطقة إلى معقل لجبهة "البوليساريو" الانفصالية التي يستعملها النظام الجزائري كأداة للصراع مع المغرب على إقليم الصحراء.
وقال الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، وفق ما نقلته الصحافة الجزائرية، إن المشاريع التي يتم إنجازها في المنطقة، ومن بينها مشروع الخط المنجمي للسكة الحديدية بشارـ تندوف-غارا جبيلات، ستُحول ولاية تندوف إلى قطب صناعي.
وتتزامن هذه التحركات في تندوف مع إعلان وزير الداخلية الجزائري في الأيام القليلة الماضية عن قرب افتتاح معبرين بريين مع موريتانيا، حيث أشار إلى أن أشغال إنجاز المعبرين البرّيين الحدوديين قد بلغت نسبة الإنجاز فيهما إلى 99 بالمائة.
وقال ذات المسؤول الجزائري إن المعبرين الحدوديين اللذين يعبر تندوف إلى موريتانيا سيُعطيان انطلاقة قوية للعلاقات التجارية بين الجزائر والعديد من البلدان الإفريقية، وتنويع صادرات الجزائر بدل الاعتماد على صادرات الطاقة فقط، بعدما أدركت التقدم الكبير الذي أحرزه المغرب في علاقاته التجارية مع العديد من البلدان الإفريقية، خاصة الواقعة في الغرب الإفريقي.
وحسب ما يرى مراقبون، فإن هذه التحركات الجزائرية النشيطة للنهوض بالوضع الاقتصادي في تندوف وفتح معابر حدودية مع موريتانيا للرفع من المبادلات التجارية مع بلدان غرب إفريقيا، تُعطي الانطباع بأن النظام الجزائري ربما أدرك متأخرا أن لا جدوى من الصراع مع المغرب في قضية الصحراء إلى أجل غير مسمى.
ويتزامن ذلك مع تحقيق المغرب تقدما كبيرا في استقطاب الأصوات الدولية لمقترح الحكم الذاتي لحل نزاع الصحراء تحت سيادته، حيث لم يعد الدعم للمغرب يقتصر على بلدان عربية وإفريقية، بل انضمت دول غربية كبرى، مثل الولايات المتحدة الأمريكية وإسبانيا، إضافة إلى ألمانيا ودول أوروبية عديدة.
كما أن العديد من الأطراف السياسية الجزائرية المعارضة، كانت قد طالبت مرارا في السنوات الماضية من النظام الجزائري، بالتخلي عن المراهنة على "قضية الصحراء الخاسرة"، والتوقف عن تبذير أموال طائلة على جبهة "البوليساريو" التي فقدت المصداقية والدعم من طرف العديد من الدول التي كانت تعترف بها في وقت سابق، و(طالبت) التركيز على تأهيل الاقتصاد الوطني وتنويعه.
ويرى الكثير من المحللين الاقتصاديين، أن الجزائر أصبح لزاما عليها البحث عن بدائل لتنويع اقتصادها بدل الاعتماد على النفط والغاز، من أجل تفادي التعرض للتأثيرات الاقتصادية الخارجية المرتبطة بأسعار الغاز والنفط.
