قلق في أوساط البوليساريو من التحرك الأمريكي لتصنيفها منظمة إرهابية ومراكز تابعة لها تخشى على مستقبلها

 قلق في أوساط البوليساريو من التحرك الأمريكي لتصنيفها منظمة إرهابية ومراكز تابعة لها تخشى على مستقبلها
الصحيفة من الرباط
الخميس 3 يوليوز 2025 - 17:33

تعيش أوساط جبهة البوليساريو الانفصالية قلقا متزايدا على خلفية التحركات السياسية التي يقودها أعضاء في الكونغرس الأمريكي، والرامية إلى تصنيفها منظمة إرهابية أجنبية، في خطوة اعتبرتها أطراف تابعة للجبهة تهديدا مباشرا لشرعيتها ومستقبلها، وأيضا تهديدا للمؤسسات المرتبطة بها في الولايات المتحدة وأوروبا.

وفي هذا السياق، نشرت ما تسميها البوليساريو بـ"وكالة الأنباء الرسمية" التابعة لها، رسالة وجهها ما يُسمى بـ"المركز العالمي للرصد"، وهو مركز تابع للبوليساريو، إلى السيناتور الأمريكي تشارلز شومر، تضمنت قلقا ومخاوف واضحة من الخطوة التي أقدم عليها السيناتور الأمريكي، جو ويلسون بتقديم مقترح قانون لتصنيف البوليساريو منظمة إرهابية.

وزعم المركز في رسالته بأن مشروع القانون الذي تقدم به جو ويلسون يقوم "على مزاعم مغلوطة وحملة تضليلية يقودها" ما وصفه بـ"اللوبي المغربي" في الولايات المتحدة الأمريكية، مدعيا بأن جبهة البوليساريو "حركة تحرير"، معترف بها من طرف الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي، وليست ميليشيا متطرفة كما يصورها مشروع القانون.

وبخصوص الاتهامات التي تربط البوليساريو بإيران أو حزب الله أو روسيا، اعتبرها المركز المذكور "مزاعم لا أساس لها من الصحة"، مشيرا إلى أن شخصيات أمريكية مثل مستشار الأمن القومي السابق جون بولتون نفت وجود أي دليل على تلك العلاقة، ووصفت تلك الادعاءات بأنها "محاولة دعائية" للتغطية على الوضع في الصحراء، علما أن "الصحيفة" سبق أن كشفت في إحدى التحقيقات المنشورة على نسختها الورقية، أن بولتون كان ولازال أحد أعمدة اللوبي الجزائري في الولايات المتحدة، وبالتالي فبديهي أن يخرج لينفي ما يُورط البوليساريو في قضايا الإرهاب.

وأبدى المركز التابع للبوليساريو مخاوف شديدة من احتمالية تصنيف الجبهة الانفصالية منظمة إرهابية، حيث قال إن ذلك سيعرّض عمل "المنظمات غير الحكومية" المرتبطة بها للخطر، ويمنع تقديم الدعم للاجئين الصحراويين في مخيمات تندوف، بسبب القيود التي يفرضها هذا التصنيف على الأنشطة الإنسانية والمالية والقانونية.

وفي الوقت الذي تؤكد فيه الوثائق الأمريكية المرفقة بمشروع القانون أن البوليساريو تستخدم طائرات مسيرة إيرانية وتنسق مع حزب الله، تقول الأطراف التابعة للجبهة، ومن بينها المركز المذكور إن تلك الاتهامات "مفبركة" ولا تؤيدها تقارير الأمم المتحدة أو الخارجية الأمريكية.

وفي هذا السياق، كان النائب الجمهوري جو ويلسون قد نشر سلسلة تدوينات عبر منصة "إكس" قال فيها إن "البوليساريو ميليشيا ماركسية مدعومة من إيران وحزب الله وروسيا"، وإنها تمثل تهديدا استراتيجيا في شمال إفريقيا، معربا عن فخره بتقديم المشروع رفقة النائب الديمقراطي بانيتا.

ويهدف مشروع القانون، بحسب تصريحات ويلسون، إلى تجميد أصول الجبهة داخل الولايات المتحدة، ومنع أي دعم أو ترويج لها داخل التراب الأمريكي، بما في ذلك محاسبة الداعمين الخارجيين، وفي مقدمتهم الجزائر، التي وصفها المقترح بأنها "الراعي المالي والسياسي للجبهة".

وتضمن المقترح وثائق وتقارير، أبرزها ما نُشر في مجلة "جون أفريك" الفرنسية بشأن تدريبات عسكرية تلقاها عناصر من البوليساريو على يد ضباط من حزب الله في تندوف، بينهم شخص متورط في هجمات استهدفت جنودًا أمريكيين بالعراق سنة 2007.

كما أشار الملف إلى تقرير نشرته "واشنطن بوست" في أبريل الماضي، تحدث عن دعم إيراني مباشر للبوليساريو من خلال تزويدها بطائرات مسيرة وتدريب عناصرها على استخدامها، وهو ما ربطه ويلسون بخطر توسيع النفوذ الإيراني والروسي في إفريقيا.

وسبق لويلسون أن التقى وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، وأعلن في تدوينة لاحقة أن الولايات المتحدة تقف إلى جانب المغرب "من أجل السلام والاستقرار في مواجهة إرهاب البوليساريو"، مشيدا بالشراكة التاريخية بين واشنطن والرباط.

"بغيتلك الحبس"!

في 30 مارس 2015، شارك مصطفى الرميد، في لقاء بالرباط نظمه مركز "مالكوم كير كارنيغي للشرق الأوسط"، حول إصلاح منظومة العدالة في العالم العربي، والذي استحضر تجارب المغرب وتونس ومصر ...