كورونا لم تعد تُخيف.. ظاهرة الهجرة السرية على متن قوارب "الكاياك" تعود لشمال المغرب
عادت ظاهرة الهجرة السرية من شمال المغرب نحو جنوب إسبانيا، لـ"إستناف" نشاطها السابق، بعد تراجع ملحوظ في شهور ذروة تفشي وباء كورونا في المغرب وإسبانيا بين مارس وماي، حيث ارتفعت محاولات الهجرة، وعدد المهاجرين الذين أنقذتهم سواء البحرية المغربية أو الإسبانية.
وحسب متتبعين لظاهرة الهجرة السرية في شمال المغرب، فإن إبان ذروة تفشي فيروس كورونا، تراجعت محاولات الهجرة بشكل شبه كامل، بسبب التخوفات التي كان مصدرها تردي الوضع الوبائي في إسبانيا وسقوط ضحايا كورونا يوميا بالمئات.
ووفق هؤلاء، فإن المهاجرين السريين، وعلى رأسهم المغاربة والمنتمون إلى دول جنوب صحراء إفريقيا، كانوا يخشون في بداية الوباء من فيروس كورونا، وكان هذا التخوف من أبرز العوامل التي أدت إلى تراجع محاولات الهجرة السرية نحو إسبانيا.
والأدهى من ذلك، يضيف المتتبعون، أن عددا كبيرا من المهاجرين الذين كانوا قد هجروا سرا إلى إسبانيا قبل بداية الوباء بوقت قصير، قام عدد منهم بالعودة سرا أيضا إلى السواحل المغربية في الشمال، هربا من فيروس كورونا الذي كان يقتل المئات في إسبانيا كل يوم.
ويعتقد المتتبعون لظاهرة الهجرة السرية من المغرب إلى إسبانيا، أن تحسن الوضع الوبائي في إسبانيا بالخصوص، هو الذي يقف مؤخرا أمام عودة نشاط الهجرة السرية، إضافة إلى تحسن أحوال الطقس بحلول فصل الصيف، حيث تكون المياه راكدة على مستوى البحر ودافئة في الوقت ذاته.
ويلاحظ المتتبعون، أن في الأسابيع الأخيرة، استفحلت ظاهرة الهجرة السرية على متن قوارب الكاياك التي تُستخدم في السباقات المائية عن طريق الجذف، حيث تم رصد عدد مهم من المحاولات في الأيام الأخيرة بين شمال المغرب وجنوب إسبانيا.
وحسب الصحافة الإسبانية، فإن حوالي 20 مهاجرا سريا، تمكنوا في الأيام الأخيرة من الهجرة السرية من شمال المغرب إلى جنوب إسبانيا على متن قوارب الكاياك، 8 منهم تم إنقاذهم أمس الثلاثاء بمضيق جبل طارق، حيث كانوا على متن 3 قوارب كاياك.
وتشير هذه الأنباء، أن التخوف الذي كان سائدا في أوساط المهاجرين السريين، خاصة الشباب، من فيروس كورونا، والذي كان يقف في وجه تنفيذ محاولاتهم للهجرا سرا إلى إسبانيا عبر مضيق جبل طارق، قد زال ولم يعد له وجود، وهو ما يفسر استفحال ظاهرة الهجرة في الأيام الأخيرة.