"كورونا" و"الحصار" المغربي يرفعان ثمن "الحشيش" في إسبانيا

 "كورونا" و"الحصار" المغربي يرفعان ثمن "الحشيش" في إسبانيا
الصحيفة – حمزة المتيوي
الأربعاء 25 مارس 2020 - 12:00

في الوقت الذي كان فيه تجار المخدرات ومتعاطوها لا زالوا يحاولون التأقلم مع "الأزمة" التي تسبب فيها "الحصار" المغربي غير المسبوق لمنافذ تهريب الحشيش انطلاقا من السواحل الشمالية للمملكة، تسبب انتشار وباء "كورونا المستجد" في مضاعفة الأزمة أكثر فأكثر، خاصة بعد فرض حالة الطوارئ الصحية وحظر التجوال، ما أدى إلى مضاعفة ثمن الممنوعات.

وتؤكد معطيات المخطط الوطني لمكافحة المخدرات في إسبانيا الخاصة بسنة 2019، والتي نشرتها صحيفة "إلباييس"، أنه يتم كل شهر تسجيل استهلاك شخص واحد بالغ من أصل 10 أشخاص للحشيش أو الماريغوانا، ما يعني أن 10 في المائة من الإسبان الراشدين يعانون اليوم من تبعات أزمة تقلص الكميات وارتفاع أثمنتها، بالإضافة إلى عدم وجود مروجين في الشارع.

وقالت الصحيفة إن ثمن الغرام الواحد من الحشيش ارتفع خلال الأزمة من ما بين 5 و6 يوروهات إلى ما بين 10 و15 يورو، والأمر بحسبها لا يعود فقط إلى تراجع المخزون بل أيضا إلى انتهازية المروجين وقيام متعاطين باقتناء كميات كبيرة بشكل مسبق تحسبا لحظر التجوال، مبرزة أنه بالإضافة إلى عدم قدرة المروجين على التجول في الشوارع، تعرض تجار المخدرات لضربة كبيرة مع بداية فرض حالة الطوارئ قبل 9 أيام عندما ضبط الحرس المدني مخبأين للممنوعات على شواطئ مالقة.

وبسبب الحالة الاستثنائية التي فرضها انتشار فيروس "كورونا" على كافة التراب الإسباني، أصبح المروجون والمتعاطون يبحثون عن طرق بديلة لإيصال واستلام المخدرات، ففي ظل التقييد الصارم للحركة وإجبار الناس على البقاء في بيوتهم عبر نشر دوريات الأمن في كل الأحياء والشوارع، لم يعد حمل بضع غرامات من الحشيش يعني أداء غرامة بـ100 يورو بل يمكن أن تصل العقوبة إلى الحبس لمدة عام، الشيء الذي ساهم أيضا في رفع ثمن البضاعة خاصة في مدريد الأكثر معاناة من الوباء، وفي إقليم الأندلس المنتج الأول لهذا النوع من المخدرات في إسبانيا.

وتقول "إلباييس" إن المروجين والمتعاطين أصبحوا يلجؤون إلى أساليب جديدة كالاستعانة بالكلاب، حيث يتصيدون فرصة ابتعاد الدوريات الأمنية ثم يطلقون هذه الحيوانات المدربة وهي تحمل المخدرات والمال في الاتجاهين، بالإضافة إلى الاعتماد على مواقف السيارات داخل الفضاءات التجارية، حيث يتعلل المتعاطون بذهابهم لشراء مستلزماتهم ثم يتجهون إلى نقطة معينة في الموقف يكون المروج قد خبأ فيها الكمية المتفق عليها، مبرزة أن في هذه الحالة الدفع أصبح يتم عبر تطبيقات الهاتف، لتجنب اللقاء المباشر وبالتالي خطر الإصابة بالعدوى.

هل الدولة الجزائرية عبارة عن "هجرة غير شرعية في التاريخ"؟

في حوار أجريناه في "الصحيفة" شهر غشت من سنة 2021 مع نور الدين بوكروح الذي يعتبر من السياسيين والمثقفين القلائل في الجزائر الذين ينتقدون "نظام الحكم" في البلاد المبني على ...