"كورونا" يضرب %80 من أندية البطولة... هل فشل "البروتوكول" المغربي قياسا بدول الجوار؟
على بعد أزيد من ثلاث أسابيع من الموعد الذي حددته الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، من أجل إنهاء الموسم الرياضي، أنهك فيروس "كورونا" الجسد الكروي الوطني، بعد أن ضرب أزيد من 80 بالمئة من الأندية الوطنية الممارسة في قسم الصفوة للبطولة الاحترافية.
باستثناء أندية الرجاء الرياضي ومولودية وجدة وحسنية أكادير، فإن باقي أندية "البطولة برو" سجلت حالات متفاوتة للإصابة بفيروس "كوفيد-19"، مما أربك استئناف النشاط الكروي، رغم البروتوكول الصحي الذي اعتمدته جامعة الكرة بتنسيق مع وزارتي الصحة والداخلية، فضلا عن الإجراءات التي تم اتخادها من أجل أن تمر العملية بسلاسة.
الIRT بأزيد من 24 حالة مؤكدة، الفتح الرياضي الرباطي (13حالة)، الوداد الرياضي البيضاوي (عشر حالات)، نهضة بركان (عشر حالات)، أندية تصدرت مشهد الحصيلة الوبائية داخل "البطولة برو" منذ إعلان استئنافها، قبل أزيد من أربع أسابيع، إذ تبقى الحصيلة مشرحة للارتفاع وفق المؤشرات المتباينة لانتشار الفيروس.
وإن كانت الجزائر قد جنبت نفسها الدخول في "متاهة" تدبير الوضع الاستثنائي، فإن تونس ومصر، نجحتا بدرجة أكثر، في التخطيط لاستئناف عجلة الدوري الكروي المحلي بالبلدين، رغم أن الوضع قد يبدو أكثر تعقيدا، خاصة في القاهرة، حيث تسجل الحالة الوبائية نسبة إصابات ووفيات أكبر مما عليه الشأن على المستوى المغربي، إلا أن الفوارق كبيرة في تنظيم المباريات وإتمام الموسم بالطريقة الأنجع.
هذا ودخلت الأندية الوطنية الممارسة في "البطولة برو"، نهاية الأسبوع المنقضي، في فترة "الحجر الصحي" الإجباري، تفاديا لتفاقم الوضع، على بعد ست جولات عن نهاية الدوري، في الوقت الذي يخضع أزيد من أربعين لاعبا للبروتوكول الصحي، بعد تأكد إصابتهم بالفيروس التاجي، إذ تعيش الأسرة الكروية المغربية حالة من التأهب القصوى، بين مختبرات الفحص ضد "كورونا" والملاعب.
وفي سابقة على العصيد العالمي، منذ عودة النشاط الكروي في مختلف دول العالم، سجلت الملاعب المغربية حالات فريدة، بداية بتوقيف أحد مباريات الدرجة الثانية التي جمعت بين فريقي اتحاد اتمارة والنادي القنيطري، بتدخل من قائدة المنطقة، بعد ربع ساعة من انطلاقتها، مرورا بصدور قرار تأجيل بعض المباريات من قبل لجنة البرمجة التابعة للعصبة الاحترافية،، ساعات قليلة قبل موعدها، إلى اكتشاف بعض الحالات التي لعبت وهي مصابة بالفيروس.
من جانبها، عجزت الأجهزة القائمة على تدبير الكرة المغربية في ضمان تغطية إعلامية طبيعية لمباريات "البطولة"، كما هو الشأن في الدوري المصري، على سبيل الذكر ليس الحصر، حيث أظهر الديل الإعلامي الذي أصدرته الFRMF "تهربا" من تحمل المسؤولية أكثر منه إجراءا احترازيا، إذ تم حصر حضور المباريات على بعض الأفراد، بالإضافة إلى القناة المالكة للحقوق، مستثنية باقي أفراد الجسم الإعلامي.
وفي وقت تتجه فيه تونس إلى تتويج فريق الترجي الرياضي بلقب دوري هذا الموسم، بينما يسير الأهلي المصري في طريقه لحسم لقب الدوري المحلي، يظل درع البطولة المغربية 2019/2020 "معلقا" بين القرارات الارتجالية والبرمجة العشوائية للمباريات، من لدن الجامعة والعصبة الاحترافية، وسط شبح الوباء الذي يطوق عنق جميع المتداخلين في الشأن الكروي المحلي.